نتائج البحث عن (سعد الأخبية)

1-معجم البلدان (نصيبين)

نَصِيبِين:

بالفتح ثم الكسر ثم ياء علامة الجمع الصحيح، ومن العرب من يجعلها بمنزلة الجمع فيعربها في الرفع بالواو وفي الجر والنصب بالياء، والأكثر يقولون نصيبين ويجعلونها بمنزلة ما لا ينصرف من الأسماء، والنسبة إليها نصيبيّ ونصيبينيّ، فمن قال نصيبينيّ أجراه مجرى ما لا ينصرف وألزمه الطريقة الواحدة مما ذكرنا، ومن قال نصيبيّ جعله بمنزلة الجمع ثم ردّه إلى واحده ونسب إليه: وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام وفيها وفي قراها على ما يذكر أهلها أربعون ألف بستان، بينها وبين سنجار تسعة فراسخ، وبينها وبين الموصل ستة أيام، وبين دنيسر يومان عشرة فراسخ، وعليها سور كانت الروم بنته وأتمه أنوشروان الملك عند فتحه إياها، وقالوا: كان سبب فتحه إياها أنه حاصرها وما قدر على فتحها فأمر أن تجمع إليه العقارب فحملوا العقارب من قرية تعرف بطيرانشاه من عمل شهرزور بينها وبين سمرداذ مدينة شهرزور فرسخ، فرماهم بها في العرّادات والقوارير وكان يملأ القارورة من العقارب ويضعها في العرّادة وهي على هيئة المنجنيق فتقع القارورة وتنكسر وتخرج تلك العقارب، ولا زال يرميهم بالعقارب حتى ضجّ أهلها وفتحوا له البلد وأخذها عنوة، وذلك أصل عقارب نصيبين، وأكثر العقارب جبل صغير داخل السور في ناحية من المدينة ومنه تنتشر العقارب في المدينة كلها، ذكر ذلك كله أحمد بن الطيب السرخسي في بعض كتبه، وطول مدينة نصيبين خمس وسبعون درجة وعشرون دقيقة، وعرضها ست وثلاثون درجة واثنتا عشرة دقيقة، في الإقليم الرابع، طالعها سعد الأخبية، بيت حياتها إحدى عشرة درجة من الثور تحت اثنتي عشرة درجة وثمان وأربعين دقيقة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، وقال صاحب الزيج: طول نصيبين سبع وعشرون درجة ونصف، ونصيبين مدينة وبئة لكثرة بساتينها ومياهها، وقد روي في بعض الآثار

أن النبي، صلّى الله عليه وسلّم، قال: رفعت ليلة أسري بي فرأيت مدينة فأعجبتني فقلت: يا جبرائيل ما هذه المدينة؟ قال: هذه نصيبين، فقلت: اللهم عجّل فتحها واجعل فيها بركة للمسلمين! وسار عياض بن غنم إلى نصيبين فامتنعت عليه فنازلها حتى فتحها على مثل صلح أهل ال

بعث سعد بن أبي وقّاص سنة 17 من الكوفة عياض ابن غنم لفتح الجزيرة، وغير سيف يقول: إنما بعث أبو عبيدة من الشام فقدم عبد الله بن عبد الله بن عتبان فسلك على دجلة حتى إذا انتهى إلى الموصل عبر إلى بلد وهي بلط حتى إذا انتهى إلى نصيبين أتوه بالصلح فكتب بذلك إلى عياض فقبله فعقد لهم عبد الله بن عبد الله بن عتبان وأخذوا ما أخذوا عنوة ثم أجروا مجرى أهل الذمة، قال عند ذلك ابن عتبان:

«ألا من مبلغ عني بجيرا: *** فما بيني وبينك من تعادي»

«فإن تقبل تلاق العدل فينا *** فأنسى ما لقيت من الجهاد»

«وإن تدبر فما لك من نصيب *** نصيبين فتلحق بالعباد»

«وقد ألقت نصيبين إلينا *** سواد البطن بالخرج الشداد»

«لقد لقيت نصيبين الدواهي *** بدهم الخيل والجرد الوراد»

وقال بعضهم يذكر نصيبين: وظاهرها مليح المنظر وباطنها قبيح المخبر، وقال آخر يذم نصيبين فقال:

«نصيب نصيبين من ربها *** ولاية كل ظلوم غشوم»

«فباطنها منهم، في لظى، *** وظاهرها من جنان النعيم»

وينسب إلى نصيبين جماعة من العلماء والأعيان، منهم: الحسن بن علي بن الوثاق بن الصلب بن أبان بن زريق بن إبراهيم بن عبد الله أبو القاسم النصيبي الحافظ، قدم دمشق وحدث بها في سنة 344 عن عبد الله بن محمد بن ناجية البغدادي وأبي يحيى عبّاد بن علي بن مرزوق البصري وإسحاق بن إبراهيم الصوّاف ومحمد ابن خالد الراسبي البصري وعبدان الجواليقي وأبي يعلى الموصلي وأبي خليفة الجمحي وغيرهم، روى عنه تمام بن محمد وأبو العباس بن السمسار وأبو عبد الله بن مندة وأبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ ولم يذكر وفاته، ونصيبين أيضا: قرية من قرى حلب، وتلّ نصيبين أيضا: من نواحي حلب. ونصيبين أيضا: مدينة على شاطئ الفرات كبيرة تعرف بنصيبين الروم، بينها وبين آمد أربعة أيام أو ثلاثة ومثلها بينها وبين حرّان، ومن قصد بلاد الروم من حرّان مرّ بها.

معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م


2-تاج العروس (سعد)

[سعد]: سَعَدَ يَومُنا، كنَفَع يَسْعَد سَعْدًا، بفتح فسكون، وسُعُودًا كقُعُودٍ: يَمِنَ ويَمَن وَيَمُنَ مُثَلَّثةً، يقال: يومٌ سَعْدٌ، ويومٌ نَحْسٌ.

والسَّعْدُ: موضع قُرْبَ المدينةِ على ثلاثة أَميال منها، كانت غَزْوَة ذاتِ الرِّقاع قريبةً منه، والسَّعْد: جَبَلٌ بالحِجَاز، بينه وبين الكَديد ثلاثون مِيلًا، عنده قَصْرٌ، ومنازِلُ، وسُوقٌ، وماءٌ عذْبٌ، على جادَّة طريقٍ كان يُسْلَكُ من فَيْدٍ إِلى المَدينة.

والسَّعْد: د، يُعْمَل فيه الدُّرُوعُ، فيقال: الدُّروعُ السَّعْدِيَّة، نِسْبَة إِليه وقيل السَّعْد: قَبِيلةٌ نُسِبَت إِليها الدُّروعُ.

والسَّعْد ثُلُثُ اللَّبِنَةِ، لَبِنَةِ القَمِيصِ والسُّعَيْد كَزُبَيْر: رُبْعُها؛ أَي تِلك اللَّبِنَة. نقله الصاغانيُّ.

واستَسْعَدَ بِهِ: عَدَّهُ سَعِيدًا وفي نُسخة: سَعْدًا.

والسَّعادةُ: خِلافُ الشَّقاوةِ، والسُّعُودة خِلافُ النُّحُوسة، وقد سعِدَ كعَلِم وعُنِي سَعْدًا وسَعَادَة فهو سَعِيدٌ، نقيضُ شَقِيِّ، مثل سَلِمَ فهو سَلِيم وسُعِد بالضّمّ سَعَادة، فهو مَسْعُودٌ والجمع سُعَداءُ والأُنثَى بالهاءِ.

قال الأَزهريُّ: وجائزٌ أَن يكون سَعِيدٌ بمعنَى مَسعودٍ، من سَعَدَه اللهُ، ويجوز أَن يكونَ من سَعِد يَسْعَد، فهو سَعِيدٌ.

وقد سَعَده اللهُ، وأَسْعَده الله، فهو مَسْعُود وسَعِدَ جَدُّه، وأَسْعَده: أَنْمَاه. والجَمْعُ مَسَاعِيدُ ولا يقال مُسْعَدٌ كمُكْرَم، مُجَارَاةً لأَسْعَدَ الرُّبَاعِيّ، بل يُقْتَصَر على مَسْعود، اكتفاءً به عن مُسعْدَ، كما قالوا: مَحبوبٌ ومَحْمُوم، ومَجْنُون، ونحوها من أَفعلَ رُبَاعِيًا.

قال شيخنا: وهذا الاستعمالُ مشهور، عَقَدَ له جماعةٌ من الأَقدمين بابًا يَخُصُّه، وقالوا: «باب أَفْعَلْته فهو مَفْعُول».

وساقَ منه في «الغريب المصنَّف» أَلفاظًا كثيرة، منها: أَحَبَّه فهو مَحْبُوب وغير ذلك، وذلك لأَنّهُم يقولون في هذا كُلِّه قد فُعِل، بغير أَلف، فبُنِي مفعولٌ على هذا، وإِلا فلا وَجْهَ له.

وأَشار إِليه ابنُ القَطَّاع في الأَبنية، ويَعقُوبُ، وابن قُتيبةَ، وغيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة.

والإِسعادُ، والمساعدَةُ: المُعاونة. وساعَدَه مُساعدةً وسِعادًا وأَسْعَده: أَعَانه، و‌رُوِيَ عن النّبيّ صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم: «أَنه كان يقول في افتتاح الصلاة: لَبَيْكَ وسَعْدَيْكَ والخَيْرُ بَيْنَ يَدَيْكَ والشَّرُّ ليس إِليك».

قال الأَزهريُّ: وهو خَبَرٌ صَحِيح، وحاجَةُ أَهْلِ العِلْم إِلى [معرفة] تفسيره ماسَّةٌ.

فأَمّا لَبَّيْكَ فهو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكان، وأَلَبَّ؛ أَي أَقامَ به، لَباًّ وإِلْبابًا، كأَنَّه يقول: أَنا مُقِيمٌ على طاعتِكَ إِقامةً بَعْدَ إِقامةٍ، ومُجِيبٌ لك إِجابةً بَعْدَ إِجابَة.

وحُكِيَ عن ابن السِّكِّيت في قوله لَبَّيْك وسَعْدَيْك: تأْويلُه إِلبابًا لك بعد إِلبابٍ؛ أَي لُزُومًا لِطاعتك بعد لزوم، وإِسعادًا بعد إسعاد وقال أَحمد بن يحيى: سَعْدَيْك؛ أَي مُساعدةً لك، ثم مُساعدة، وإسعادًا لأَمْرك بعد إسعاد. وقال ابن الأَثير أَي ساعَدْتُ طاعتَك مُسَاعدةً بعْدَ مساعدة وإسعادًا بعد إِسعاد، ولهذا ثُنِّيَ، وهو من المَصادر المنصوبة بفِعْلٍ لا يَظْهَر في الاستعمال. قال الجَرْمِيّ: ولم يُسْمَع سَعْدَيْك مفردًا. قال الفرّاءُ: لا واحدَ لِلَبَّيْك وسَعْدَيك على صِحَّة.

قال الفرّاءُ: وأَصلُ الإِسْعَادِ والمُساعدِة، مُتابعةُ العَبْدِ أَمْرَ ربِّه ورِضَاه. قال سيبويه: كلامُ العربِ على المساعدة والإِسعاد، غير أَنَّ هذا الحرْفَ جاءَ مُثَنًّى على سَعْدَيْك، ولا فِعْلَ له على سَعد.

قال الأَزْهَرِيُّ: وقد قُرِئَ قولُه تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا} وهذا لا يكون إِلَّا مِن: سَعَدَه اللهُ، وأَسْعَدَه، أَي أَعانَه وَوَفَّقَه، لا مِن أَسْعَدَه اللهُ.

وقال أَبو طالب النّحويّ: معنَى قوله لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ؛ أَي أَسْعَدَني اللهُ إسعادًا بعدَ إِسعادٍ.

قال الأَزهريّ: والقول ما قاله ابنُ السِّكِّيت، وأَبو العباس، لأَن العَبْدَ يُخَاطِبُ رَبَّه، ويَذْكُرُ طاعَتَهُ. [له] ولُزُومَه أَمْرَه، فيقول: سَعْدَيْكَ، كما يقول: لَبَّيْكَ؛ أَي مُساعَدةً لأَمْرِك بعد مُساعدة. وإِذا قيل: أَسعَدَ اللهُ العَبْدَ، وسَعَدَه، فمعناه: وَفَّقَه الله لما يُرْضِيه عنه، فيَسْعَدُ بذلِك سَعادةً. كذا في اللِّسَان.

والسُّعُد، والسُّعُود، الأَخيرةُ أَشهر وأَقْيَس، كلاهما: سُعُودُ النُّجُومِ: وهي الكواكب التي يُقال لكلّ واحد منها: سَعْدُ كذا، وهي عَشَرَة أَنجمٍ، كلّ واحد منها سَعْدٌ: سَعْدُ بُلَعَ.

قال ابن كُنَاسة: سَعْدُ بُلَعَ: نَجمانِ مُعْتَرِضانِ خَفِيَّانِ.

قال أَبو يَحيى: وزَعَمَت العربُ أَنَّه طَلَعَ حِينَ قال الله تعالى {يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ} ويقال: إِنما سُمِّيَ بُلَعًا لأَنه كان لِقُرْب صاحِبِه منه يكاد أَن يَبْلَعَهُ.

وسَعْدُ الأَخْبيَة: ثَلاثةُ كَواكبَ على غيرِ طَرِيقِ السُّعود، مائلةٌ عنها، وفيها اختلافٌ، وليست بِخَفِيَّة غامِضَةٍ، ولا مُضِيئة مُنِيرَة، سُمِّيَتْ بذلك لأَنها إِذا طَلَعَتْ خَرَجَتْ حَشراتُ الأَرْضِ وهَوَامُّها من جِحَرتهَا، جُعِلَت جِحَرَاتُهَا لها كالأَخْبِيَة. وقيل: سَعْدُ الأَخْبِيَةِ: ثلاثةُ أَنْجُمٍ، كأَنَّهَا أَثافِيُّ ورابعٌ تحْتَ واحد منهن.

وسَعْدُ الذَّابحِ، قال ابن كُنَاسَةَ: هو كوكبان مُتَقَاربانِ، سُمِّيَ أَحدُهما ذابِحًا لأَن معه كَوْكَبًا صغيرًا غامِضًا، يكاد يَلْزَقُ به فكأَنَّه مُكِبٌّ عليه يَذْبَحُه، والذَّابحُ أَنْوَرُ منه قليلا.

وسَعْدُ السُّعودِ: كوْكَبانِ، وهو أَحْمَدُ السُّعُودِ، ولذلك أُضِيف إِليها، وهو يُشْبِه سَعْدَ الذَّابحِ في مَطْلَعه. وقال الجوهريّ: هو كوكب نَيِّرٌ منفرد.

وهذه الأَربعةُ منها من مَنَازِلِ القمرِ يَنْزِل بها، وهي في بُرْجَيِ الجَدْيِ والدَّلْو.

ومن النُّجُوم: سَعْدُ ناشِرةَ، وسَعْدُ المَلِكِ، وسَعْدُ البِهَامِ، وسَعْدُ الهُمَامِ، وسَعْدُ البارِعِ، وسَعْدُ مَطَرٍ. وهذه السِّتَّةُ ليستْ من المنازل، كُلُّ سَعْدٍ منها كَوْكَبَانِ، بينهما في المَنْظَرِ نَحْوُ ذِرَاعٍ وهي مُتَناسِقةٌ.

وفي الصّحاح: في العَرب سُعُودٌ، قبائِلٌ، كَثِيرَةٌ، منها: سَعْدُ تَمِيمٍ، وسَعْدُ قَيْس، وسَعْدُ هُذَيْلٍ، وسَعْدُ بَكْرٍ، وأَنشد بيت طَرَفة:

رَأَيْتُ سُعُودًا مِن شُعُوبٍ كَثِيرةٍ *** فلم تَر عَيْنِي مِثْلَ سَعْدِ بن مالِكِ

قال ابن بَرِّيّ: يقول: لم أَرَ فيمن سُمِّيَ سَعْدًا أَكرمَ من سَعْدِ بنِ مالِكِ بن ضُبَيْعة بن قَيْس بن ثَعْلَبَةَ بن عُكابَةَ، وغيرُ ذلك، مثل: سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلَانَ، وسَعْدِ بن ذُبْيَانَ بن بَغِيض، وسَعْدِ بن عَدِيِّ بنِ فَزَارةَ، وسَعْدِ بن بكْر بن هَوازِنَ، وهم الّذِين أَرْضَعُوا النّبيَّ، صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم. وسَعْد بن مالك بن زيد مناةَ وفي بني أَسَدٍ سَعْدُ بن ثَعْلَبَةَ بن دُودانَ، وسعْدُ بن الوارثِ بن سَعْد بن مالك بن ثَعْلَبَةَ بن دُودان.

قال ثابتٌ: كان بنو سعْد بن مالك لا يُرَى مِثْلهم في بِرِّهِم ووَفائهم.

وفي قيسِ عَيْلانَ سعْدُ بن بكْر، وفي قضاعَةَ سَعْدُ هُذَيْمٍ، ومنها سَعْدُ العَشِيرةِ وهو أَبو أَكثرِ قَبَائلِ مَذْحِج.

ولمَّا تَحَوَّلَ الأَضبَطُ بن قُرَيْعٍ السَّعْدِيّ من، وفي نسخة: عن قَوْمِهِ وانتقلَ في القبائِلِ، فلَمَّا لم يُحْمِدْهُمْ رَجَعَ إِلى قَوْمه وقال: «بِكلِّ وادٍ بَنو سَعْدٍ» فذَهَبَ مَثَلًا. يعني سَعْدَ بنَ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيم، وأَما سَعْدُ بَكْرٍ فهم أَظآرُ سيِّدنا رسولِ الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم.

وبنو أَسْعَدَ: بَطْنٌ من العرب وهو تَذكيرُ سُعْدَى، وأَنكرَه ابن جِنُي وقال: لو كان كذلك حَرِيَ أَن يَجِئَ به سَمَاعٌ، ولم نَسمَعْهم قَطّ وَصَفوا بِسُعْدى، وإِنما هذا تَلاقٍ وَقَعَ بين هذَيْنِ الحَرْفين المُتَّفِقَيِ اللَّفْظِ، كما يَقَع هذانِ المِثالانِ في المُخْتَلِفَة نحو أَسْلَمَ وبُشْرَى.

وفي الصحاح: وفي المثلِ قولهمٌ: أَسَعْدٌ أَم سعيدٌ»، كأمِير هكذا هو مضبوط عندنا. وفي سائر الأُمهات اللغَوية: كزُبَيْرِ، وهو الصواب، إِذا سُئِلَ عن الشَّيْ‌ءِ أَي هو مما يُحَبُّ أَو يُكْرَهُ.

وفي خُطْبَة الحَجَّاجِ: «انْج سَعْدُ فقد قُتِلَ سُعَيْدٌ» هذا مَثَلٌ سائِر وأَصْله أَن ابْنَيْ ضَبَّةَ بنِ أُدٍّ خَرجَا في طَلب إِبِلٍ لهما فَرَجَعَ سَعْدٌ وفُقِدَ سُعَيْدُ فَكان ضَبَّةُ إِذا رَأَى سَوَادًا تَحْتَ اللَّيْل قال: «أَسَعْدٌ أَم سُعَيْدٌ» هذا أَصْل المَثَلِ فأُخِذ ذلك اللَّفْظُ منه، وصار يُتَشَاءَمُ به، وهو يُضرَب مَثَلًا في العِنَايَة بذِي الرَّحِمِ، ويُضْرَب في الاستخبارِ عن الأَمْريْنِ: الخَيْرِ والشَّرّ، أَيهما وَقعَ. وهو مَجَاز.

ويقال بَرَكَ البَعِيرُ على السَّعْدَانَةِ، وهي كِرْكِرَةُ البَعِيرِ، سُمِّيَت لاستدارتها.

والسَّعْدَانَةُ: الحَمَامَةُ قال:

إِذا سَعْدانَةُ السَّعَفَاتِ ناحَتْ *** عَزاهِلُهَا سَمِعْتَ لها حَنِينَا

أَو السَّعْدانَةُ اسمُ حَمَامَة خاصَّة، قاله ابن دُرَيْد، وأَنشد البيت المذْكورَ.

قال الصاغانيّ: وليس في الإِنشاد ما يَدُلّ على أَنَّها اسمُ حمامةٍ، كأَنَّه قال: حَمامةُ السَّعَفَات، اللهُمَّ أَن يُجْعَلَ المضافُ والمضافُ إِليه اسمًا لحَمامةٍ، فيقال: سَعْدانةُ السَّعَفاتِ: اسمُ حَمَامَة.

ويقال: عَقَدَ سَعْدَانَةَ النَّعْلِ، وهي: عُقْدَةُ الشِّسْعِ السُّفْلَى مِمَّا يَلِي الأَرْضَ والقِبَالَ، مِثْل الزِّمامِ، بين الإِصْبَعِ الوُسطَى والتي تَليها.

والسَّعْدَانةُ من الاسْتِ: ما تَقَبَّضَ من حِتَارِهَا؛ أَي دائِر الدُّبُرِ، وسيأْتي.

والسَّعْدَانة من المِيزانِ: عُقْدَةٌ في أَسْفَلِ كِفَّتِهِ، وهي السَّعْداناتُ.

والسَّعْدانَات أَيضًا: هَنَاتٌ أَسْفَلَ العُجَايَةِ، بالضّمّ، عَصَب مُرَكَّب فيه فُصُوصٌ من عِظَام، كما سيأْتِي، ومنهم من ضَبَطَه بالموحَّدة، وهو غَلَطٌ كَأَنَّهَا أَظْفَارٌ.

ويقال: شَدَّ اللهُ عَلَى ساعِدِكَ وسواعِدِكُم، ساعِدَاكَ: ذِرَاعاكَ، والساعِد: مُلْتَقَى الزَّنْدَيْنِ من لَدُنِ المِرْفَقِ إِلى الرُّسْغِ. والساعِدُ: الأَعْلَى من الزَّنْدَيْن في بعْضِ اللغَات، والذِّراعُ: الأَسفلُ منهما.

قال الأَزهريّ: والسَّاعِدُ: ساعِدُ الذِّراع، وهو ما بَيْنَ الزَّنْدَيْنِ والمِرْفَق، سُمِّيَ ساعِدًا لمُسَاعدَته الكَفَّ إِذا بَطَشَتْ شَيْئًا، أَو تناوَلَتْه، وجمْع السّاعدِ: سَواعِدُ.

والسَّاعِدانِ من الطائِرِ: جَنَاحَاهُ يَطِير بهما، وطائِرٌ شَدِيدُ السواعِدِ؛ أَي القوادِمِ، وهو مَجَاز.

والسَّوَاعِدُ: مَجَارِي الماءِ إِلى النَّهْر أَو إِلى البَحْر.

وقال أَبو عَمرو: السواعِدُ: مَجارِي البَحْرِ الّتي تَصُبّ إِليه الماءَ، واحدُهَا ساعِدٌ، بغير هاءٍ.

وقال غيرُهُ: الساعِدُ مَسِيلُ الماءِ إِلى الوادِي والبَحْرِ.

وقيل: هو مَجْرَى البَحرِ إِلى الأَنهار. وسَوَاعِدُ البِئرِ: مخَارِجُ مائِها ومَجَارِي عُيُونِها.

والسَّواعِدُ: مَجَارِي المُخِّ في العَظْمِ، قال الأَعْلَم يَصف ظَلِيمًا:

على حَتِّ البُرَايَةِ زَمْخَرِيّ ال *** سَّواعِدِ ظَل في شَرْيٍ طِوالِ

عنَى بالسَواعِدِ مَجْرَى المُخِّ من العِظَام، وزَعموا أَن النعَامَ والكَرَى لا مُخَّ لهما.

وقال الأَزهريّ في شَرْح هذا البيتِ: سواعِدُ الظَّلِيم أَجْنِحَتُه، لأَن جَناحَيْه ليسا كاليَدَيْنِ، والزَّمْخَرِيّ في كلِّ شيْ‌ءٍ: الأَجْوَفُ مثْل القَصَبِ. وعِظَامُ النَّعَامِ جُوفٌ لا مُخَّ فيها. والحَتُّ: السَّرِيعُ. والبُرَايَة: البَقِيَّةُ. يقول: هو سَرِيعٌ عِنْدَ ذَهَابِ بُرَايَتِهِ؛ أَي عند انْحِسَارِ لَحْمِهِ وشَحْمِه.

والسُّعْدُ، بالضّمّ: من الطِّيبِ. والسُّعَادَى، كحُبَارَى مثّلُه، وهو طِيبٌ معروف أَي معروف.

وقال أَبو حنيفة: السُّعْد من العُرُوقِ: الطَّيِّبَةُ الرِّيحِ وهي أَرُومةٌ مُدَحْرَجَة، سَودَاءُ صُلْبَة كأَنَّها عُقْدَةٌ تَقَع في العِطْر وفي الأَدْوِيَة، والجمْع سُعْدٌ. قال: ويُقَال لنَبَاتِه السُّعَادَى، والجَمْع: سُعَادَيَات.

وقال الأَزهريُّ: السُّعْد: نَبْت له أَصْلٌ تَحْت الأَرضِ، أَسْوَد طَيِّبُ الرِّيحِ.

والسُّعَادَى نَبْت آخَرُ. وقال الليث: السُّعَادَى: نَبْتُ السُّعْدِ. وفيه مَنفَعَة عَجِيبة في القُرُوحِ التي عَسُرَ انْدِمالُهَا، كما هو مذكور في كُتب الطِّبّ.

وساعِدَةُ: اسم من أَسماءِ الأَسَد معرِفَة لا يَنصرف، مثل أُسَامَةَ، وَرَجُلٌ أَي عَلَمُ شَخْص عليه.

وبنو ساعدةَ: قومٌ من الأَنصار من بني كَعْبِ بن الخَزْرَجِ بن ساعِدةَ، منهم سَعْدُ بن عُبَادَةَ، وسَهْل بن سَعْدٍ، الساعِدِيَّانِ، رضِيَ الله عنهما، وسَقِيفَتُهُم بِمَكَّةَ، هكذا في سائرِ النُّسخ المُصحّحةِ، والأُصول المقروءَة.

ولا شَك في أَنه سَبْقُ قَلَمٍ، لأَنه أَدرَى بذلك، لكثرةِ مجاوَرتِهِ وتردُّدِهِ في الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفين. والصّواب أَنها بالمَدِينة. كما وجدَ ذلك في بعض النُّسخ علَى الصواب، وهو إِصلاحُ من التلامذة. وقد أَجمعَ أَهْلُ الغريبِ وأَئمَّةُ الحديثِ وأَهلُ السِّيَرِ أَنَّها بالمدينة، لأَنَّها مأْوَى الأَنصارِ، وهي بمنزِلَةِ دارٍ لهم وَمَحَلّ اجتماعاتِهم. ويقال: كانوا يَجتمعون بها أَحيانًا.

والسَّعِيد كأَمير: النَّهْرُ الّذي يَسقِي الأَرضَ بظواهِرها، إِذا كان مُفْرَدًا لها. وقيل هو النَّهر الصغير، وجمْعه: سُعُدٌ، قال أَوْسُ بن حَجَر:

وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ مُقَفِّيَةٌ *** نَخْلٌ مَواقِرُ بَيْنَها السُّعُدُ

وسَعِيدُ المَزْرَعَةِ: نَهرُهَا الّذي يَسقِيها. وفي الحديث: «كُنَّا نُزَارِعُ على السَّعِيدِ».

والسَّعِيدَةُ، بهاءٍ: بَيت كانَت رَبيعةُ من العرب تَحُجُّه بِأُحُدٍ في الجاهليّة. هكذا في النُّسخ. وهو قول ابن دُريد قال: وكان قريبًا من شَدَّاد.

وقال ابن الكَلبيّ: على شاطئِ الفُرات، فقولُه: بأُحُدٍ. خَطاٌ.

والسَّعِيدِيَّة: قرية بمصر نُسِبتْ إِلى المَلِك السَّعِيد.

والسَّعِيد والسَّعِيديّة: ضَرْبٌ من بُرودِ اليَمَنِ، كأَنَّهَا نُسِبَتْ إِلى بني سَعِيد.

وسَعْدٌ: صَنَمٌ كان لبَنِي مَلَكَانَ بنِ كِنانةَ بساحِلِ البَحْرِ، مِمَّا يَلِي جُدَّةَ، قال الشاعر:

وهل سَعْدُ إِلَّا صَخْرَةٌ بِتَنُوفَةٍ *** من الأَرْضِ لا تَدْعُو لغَيٍّ ولا رُشْدِ

ويقال: كانت تَعبده هُذَيْلٌ في الجَاهِلِيّة.

وسُعْدٌ، بالضّمّ: موضع قُرْبَ اليَمَامَةِ، قال شيخُنَا: زعَم قَومٌ أَن الصّوابَ: قُرْبَ المدينة.

وسُعْدٌ: جَبَلٌ بجَنْبهِ ماءٌ وقَرْيَةٌ ونَخْلٌ، من جانِب اليمَامَةِ العربيّ.

والسُّعُد. بضمّتينِ: تَمْرٌ، قال:

وكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً *** نَخْلٌ بزَارةَ حَملُهُ السُّعُدُ

هكذا فسَّرَه أَبو حَنيفةَ.

والسَّعَد، بالتحريك، وبخطّ الصاغانيِّ: بالفتح، مجوَّدًا: ماءٌ كان يَجرِي تَحْتَ جَبَلِ أَبي قُبَيْس يَغْسِل فيه القَصَّارون. وأَجمَةٌ معروف معروفة، وفي قوله: معروفة، نَظرٌ.

والسَّعْدانُ بالفتح: نَبْتٌ في سُهولِ الأَرْض من أَفْضَلِ، وفي الأُمَّهات: من أَطْيب مَرَاعِي الإِبل ما دَام رَطْبًا.

والعرب تقول: أَطْيَبُ الإِبلِ لَبَنًا ما أَكلَ السَّعْدانَ والحُرْبُثَ.

وقال الأَزهريُّ في تَرْجَمَة صفع: والإِبل تَسْمَن على السَّعدان، وتَطيب عليها أَلبانُها، واحدتُه سَعْدانةٌ، والنون فيه زائدة، لأَنه ليس في الكلام فَعْلان غيرُ خَزْعَال وقَهْقَار، إِلا من المضاعف.

وقال أَبو حنيفة: من الأحرار السَّعْدَانُ، وهي غُبْرُ اللَّوْن، حُلْوةٌ يأْكلُها كلُّ شيْ‌ءٍ، وليستْ بكبيرة، وهي من أَنجَعِ المَرْعَى.

ومنه المثل: «مَرْعًى ولا كالسَّعْدانِ وماءٌ ولا كَصَدَّاءَ»، يُضْرَبان في الشيْ‌ءِ الذي فيه فضلٌ وغيرُه أَفضلُ منه. أَو للشيْ‌ءِ الذي يُفَضَّل على أَقرانه.

وأَولُ من قَالَه: الخَنساءُ ابنةُ عَمْرِو بن الشَّرِيد.

وقال أَبو عُبيد: حَكَى المفَضَّل أَن المَثَلَ لامرأَةٍ من طَيِّئ. وله شَوْكٌ كأَنَّه فَلْكَةٌ يَسْتَلْقِي فيُنْظَر إِلى شَوْكه كالِحًا إِذا يَبِس. وقال الأَزهريُّ: يقال لِشَوْكه: حَسَكَةُ السَّعْدَانِ. ويُشَبَّهُ به* حَلَمَةُ الثَّدْيِ، فيقال لها سَعْدَانَةُ الثُّنْدُؤَةِ، وخلَطَ اللَّيْث في تفسير السَّعْدَانِ، فجَعَلَ الحَلَمَةَ ثَمَرَ السَّعْدَانِ، وجعلَ له حَسَكًا كالقُطْبِ. وهذا كلُّه غَلطٌ.

والقُطْبُ شَوْكٌ غيرُ السَّعْدَان، يُشْبِه الحَسَكَ [والسعدان مستدير شوكه في وجهه]. وأَما الحَلَمَةُ. فهي شَجَرَةٌ أُخرَى. ولَيستْ من السَّعْدان في شيْ‌ءٍ.

وتَسَعَّدَ الرَّجلُ: طَلَبَه، يقال: خَرَجَ القَومُ يَتَسَعَّدون؛ أَي يرتادُون مَرْعَى السَّعْدانِ، وهو من خَيْر مَراعِيهم أَيَّامَ الرَّبِيع، كما تَقدَّم.

وسُعْدان، كسُبْحَانَ: اسمٌ للإِسْعَادِ، ويقال: سُبْحَانَهُ وسُعْدَانَهُ؛ أَي أُسَبِّحُهُ وأُطِيعُهُ، كما سُمِّيَ التسبيح بِسُبْحَانَ، وهُمَا عَلَمَانِ كعُثْمانَ ولُقْمانَ.

والساعِدَةُ: خَشَبَةٌ تُنْصَب تُمْسِكُ البَكَرَةَ، جمْعُها السَّوَاعِد.

وسَمَّوْا سَعِيدًا، ومَسْعُودًا، ومَسْعَدةَ، بالفتح، ومُسَاعِدًا، وسَعْدُونَ، وسَعْدَان، وأَسْعَدَ، وسُعُودًا، بالضم وللنِّساءِ: سُعَادُ وسُعْدَى، بضَمِّهِما، وسَعْدَةُ وسَعِيدَةُ، بالفتح، وسُعَيدة بالضمّ.

والأَسْعَدُ: شُقَاقٌ كالجَرَبِ يَأْخُذ البَعِيرَ فيَهرَمُ منه ويَضعُف.

وسَعَّادٌ، ككَتَّانٍ، ابنُ سُلَيْمَانَ الجُعْفِيّ المُحَدِّثُ، شَيْخ لعبدِ الصَّمَد بن النُّعْمَان. وسَعَّادُ بنُ راشدَةَ في نَسبِ لَخْم، من وَلده حاطبُ بن أَبي بَلْتَعَةَ الصَّحَابيُّ.

واختُلِفَ في عبد الرحمن بن سعاد، الراوي عن أَبي أَيُّوبَ، فالصَواب أَنه كسَحَاب، وقيل كَكَتَّان، قاله الحافظُ.

والمَسْعُودةُ: مَحَلَّتانِ ببغْدادَ، إِحداهما بالمأْمونية، والأُخرَى في عقارِ المَدْرَسَة النّظاميّة.

وبنو سَعْدَمٍ كجَعْفَر: بَطْن من مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ من بني تَمِيم والميمُ زائدةٌ، نقله ابن دُرَيْد في كتاب «الاشتقاق».

ودَيْرُ سَعْدٍ: موضع، بين بلادِ غَطَفَانَ والشَّام.

وحَمَّامُ سَعْد: موضع بطريق حاجِّ، الكوفةِ، عن الصاغانيّ.

ومَسْجِدُ سَعْدٍ منزلٌ على سِتَّةِ أَميال من الزُّبَيديّة بين المُغِيثَةِ والقَرْعَاءِ، منسوب إِلى سَعْد بن أَبي وَقَّاصٍ.

والسَّعْدِيَّةُ: منزِلٌ منسوبٌ لبني سَعْدِ بنِ الحارِثِ بن ثَعْلَبَةَ، بطَرَفِ جَبَلٍ يقال له: النُّزَف: والسَّعْدِيَّة: موضع لبني عَمْرِو بنِ ساعِدَةَ، هكذا في النُّسخ. والصّواب: عَمْرو بن سَلِمَة وفي الحديث: «أَن عَمْرَو بن سَلمَةَ هذا لمّا وَفَدَ على النّبيّ، صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم، استقْطَعه ما بينَ السَّعْدِيَّة والشَّقراءِ، وهُما ماءَانِ.

والسَّعْدِية: موضع لبنِي رِفَاعَةَ باليمامة.

والسَّعْدِيَّة: بِئْرٌ لبني أَسَدٍ في مُلتَقَى دارِ مُحَارِبِ بن خَصَفَةَ، ودارِ غَطَفَانَ، من سُرَّةِ الشَّرَبَّة. وماءٌ في ديارِ بني كِلَابً، وأُخْرَى لبني قُرَيْظٍ من بني أَبي بكرِ بنِ كِلاب.

والسَّعدِيّة قَرْيَتَانِ بحَلَبَ، سُفْلَى وعُلْيَا.

والسَّعْدَى كسَكْرَى: قرية أُخْرَى بِحَلَبَ، و: موضع في حِلَّةِ بني مَزْيَدٍ بالعِرَاق.

وقولُ أَميرِ المُؤمنين عليّ بن أَبي طالبٍ رضي ‌الله‌ عنه:

أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ. *** ما هذا يا سَعْدُ تُورَدُ الإِبِلْ.

فسيأْتي في ش ر ع.

والسَّعْدَتَيْنِ، كأَنَّه تَثنِيةُ سَعْدَة. كذا في النُّسخ المُصحَّحة: قرية قُرْبَ المَهْدِيَّة بالمَغْرِب منها: ـ وفي نُسْخَةِ القَرَافي، موضع، بدل: قرية. ولذا قال: والأَوْلَى «منه» أَو أَنَّثَهُ باعتبار السَّعْدَتَيْن.

قلت: وعلَى ما في نسختنا فلا يَرِد على المُصَنِّف شيْ‌ءٌ ـ خَلَفٌ الشاعرُ.

* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

يومٌ سَعْدٌ وكَوُكَبٌ سَعْدٌ، وُصِفَا بالمصدر، وحكَى ابنُ جِنيّ: يومٌ سَعْدٌ، ولَيْلَةٌ سَعْدةٌ. قال: وليسا من بابِ الأَسْعَد والسُّعْدَى، بل مِن قَبيل أَنَّ سَعْدًا وسَعْدَةً صِفَتَانِ مَسُوقَتَانِ عَلى مِنْهاجٍ واستمرارٍ، فسَعْدٌ مِن سَعْدةٍ كجَلْدٍ من جَلْدةٍ، ونَدْبٍ من نَدْبَةٍ، أَلَا تَرَاكَ تقول: هذا يومٌ سَعْدٌ، ولَيْلَة سَعْدَةٌ، كما تقول، هذا شَعرَ جَعْدٌ، وجُمَّةٌ جَعْدَةٌ.

وساعِدَةُ الساقِ: شَظِيَّتُهَا.

والساعد: إِحْلِيلُ خِلْفِ النَّاقةِ، وهو الذِي يَخْرُج منه اللَّبَنْ. وقيل: السَّوَاعِد: عُرُوقٌ في الضَّرْعِ يجي‌ءُ منها اللَّبَنُ إِلى الإِحْلِيلِ. وقال الأَصمعيُّ: السَّواعد: قَصَبُ الضَّرْعِ وقال أَبو عَمْرو: هي العُروق التي يَجِي‌ءُ منها اللَّبَنُ، سُمِّيَتْ بسواعدِ البحر، وهي مَجَارِيه. وساعِدُ الدَّرِّ: عِرْقٌ يَنْزِل الدَّرُّ منه إِلى الضَّرْع من النَّاقَة، وكذلك العِرْقُ الذِي يُؤدِّي الدَّرَّ إِلى ثَدْيِ المرأَةِ، يُسَمَّى ساعدًا، ومنه قوله:

أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ الأَحادِيثَ في غَدٍ *** وبَعدَ غَد يا لُبْن أَلْبُ الطَّرائِدِ

وكُنْتُم كَأُمٍّ لَبَّةٍ ظَعَنَ ابنُها *** إِليها فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ

وفي حديث سعد: «كُنَّا نَكْرِي الأَرضَ بما على السَّواقِي وما سَعِد من الماءِ فيها، فنهانا رسولُ اللهِ، صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم، عن ذلِكَ» قوله: ما سَعِد من الماءِ، أَي: ما جاءَ من الماءِ سَيْحًا لا يحتاج إِلى داليةٍ، يجيئه الماءُ سَيْحًا، لأَن معنَى ما سَعد: ما جاءَ من غير طَلَبٍ.

والسَّعْدَانةُ: الثَّنْدُوَةُ، وهو ما استدارَ من السَّواد حَولَ الحَلَمةِ.

وقال بعضهم: سَعْدانةُ الثَّدْيِ: ما أَطافَ به كالفَلْكَةِ.

والسَّعدانةُ مَدْخَلُ الجُرْدانِ من ظَبْيَةِ الفَرَسِ.

والسَّعْدَانُ: شَوْكُ النَّخْلِ، عن أَبي حنيفةَ.

وفي الحديث «أَنه قال: لا إِسْعادَ ولا عَقْرَ في الإِسلام»: هو إسعادُ النِّساءِ في المَنَاحَاتِ، تَقوم المَرأَةُ. فتقُومُ معها أُخرى من جاراتِهَا فتُسَاعِدُها على النِّيَاحة. وقد وَرَدَ في حديثٍ آخر: «قالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: إِنَّ فُلانةَ أَسْعَدَتْنِي فأُرِيدُ أُسْعِدُهَا، فما قال لها النبيُّ صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم شَيْئًا». وفي روايةٍ: «قال الخَطابيُّ: أَما الإسعادُ فخاصٌّ في هذا المعنى، وأَما المُسَاعدةُ فعامَّةٌ في كلِّ مَعُونَة. يقال إِنما سُمِّيَ المساعَدةَ المعاوَنَةُ، من وَضْعِ الرَّجُلِ يَدَه على سَاعدِ صاحِبِه، إِذا تَمَاشَيَا في حاجَة، وتعاوَنَا على أَمْر.

ويقال: ليس لبني فُلانٍ ساعِدٌ؛ أَي ليس لهم رَئِيسٌ يَعتمدونَه وساعدُ القَومِ: رَئيسُهُم، قال الشاعر:

وما خَيرُ كَفٍّ لا تنوءُ بساعِدَ

وبنو سَعْد وبنو سَعِيدٍ: بَطْنَانِ.

قال اللِّحْيَانيُّ: وجَمْع سَعِيدٍ: سَعِيدُونَ وأَساعِدُ. قال ابن سِيدَه: فلا أَدري أعنَى الاسمَ أَم الصِّفَة، غير أَنَّ جَمْعَ سَعِيد على أَساعِدَ شاذُّ.

والسَّعْدَانِ: ماءٌ لبني فَزارةَ، قال القَتَّال الكِلابِيُّ:

رَفَعْنَ مِن السَّعْدَيْنِ حتَّى تفاضَلَتْ *** قَنَابِلُ من أَوْلادِ أَعْوَجَ قُرَّحُ

وسُعْد، بالضّمّ: موضع بنَجْد. قال جَرِير:

أَلَا حَيِّ الدِّيارَ بِسُعْدَ، *** إِنِّي أُحِبُّ لِحُبِّ فاطِمَةَ الدِّيارَا

وساعِدُ القَيْنِ: لُغةٌ في سَعْدِ القَيْنِ. قال الأَصمعيّ: سمِعْت أَعرابِيًّا يقول كذلك. وسيأتي في بلد ه بلد ر.

ويقال: أَدركَه اللهُ بسَعْدة ورَحْمَة.

والمَسَاعِيد: بطْن من العرب.

والسَّعْدَان: موضع.

ومدرسة سَعَادةَ من مدارِس بغداد. وسَعْدُ القَرْقَرَةِ: مُضْحِك النُّعْمَان بن المُنْذِر.

وسَعْدانُ بن عبد الله بن جابر مولَى بني عامر بن لُؤَيّ: تابِعيٌّ مشهور، من أَهل المدينة، يَرْوِي عن أَنَسٍ وغيره.

* واستدرك شيخُنَا: قولهمْ: بِنْتُ سَعْدٍ، استعملوها في الكِنَايَة عن البَكَارَةِ، قال أَبو الثَّنَاءِ محمود في كتابه: «حُسْن التوسُّل في صناعة الترسُّل»: ومن أَحْسَنِ كِنَايَات الهِجَاءِ قول الشاعِرِ يهجو شَخْصًا يَرمِي أُمَّه بالفجور ويَرْمِيه بداءِ الأَسد:

أَراكَ أَبُوكَ أُمَّكَ حِينَ زُفَّتْ *** فَلَمْ تُوجَدْ لأُمِّكَ بِنْتُ سَعْدِ

أَخُو لَخْمٍ أَعارَكَ منه ثَوْبًا *** هَنِيئًا بالقَميص المُسْتَجَدِّ

أَراد ببِنْت سَعْد: عُذْرةَ البكارةِ، وبقوله: أَخو لَخْم: جُذَامًا، فإِنه أَخوه.

ومن المجَاز: أَمرٌ ذو سَواعِدَ؛ أَي ذو وُجوه ومَخارِجَ.

وأَبو بكر محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ وَرْدَانَ، البُخَارِيّ. وأَبو منصور عَتِيقُ بن أَحمدَ بنِ حامدٍ السَّعْدَانِيّ: مُحَدِّثانِ.

وسَعْدُونُ: جدُّ أَبي طاهرٍ محمّدِ بن الحسن بن محمد بن سَعدونَ الموصلّي المحدِّث.

وخالدُ بن عَمرٍو الأُمويّ السَّعِيدِيّ، إِلى جَدِّه سَعيدِ بن العاص. رَوَى عن الثَّوريّ، لا يَحِلّ الاحتجاجُ به.

وأَسْعَدُ بنُ همّام بن مُرَّة بن ذُهْلٍ جَدُّ الغَضْبَانِ بن القَبَعْثَرَى.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


3-لسان العرب (سعد)

سعد: السَّعْد: اليُمْن، وَهُوَ نَقِيضُ النَّحْس، والسُّعودة: خِلَافُ النُّحُوسَةِ، وَالسَّعَادَةِ: خِلَافُ الشَّقَاوَةِ.

يُقَالُ: يَوْمُ سَعْد وَيَوْمُ نَحْسٍ.

وَفِي الْمَثَلِ: فِي الْبَاطِلِ دُهْدُرَّيْنْ سَعْدُ القَيْنْ، وَمَعْنَاهُمَا عِنْدَهُمُ الْبَاطِلُ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَدري مَا أَصله؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كأَنه قَالَ بَطَلَ سعدُ القينِ، فَدُهْدُرَّيْن اسْمٌ لِبَطَلَ وَسَعْدٌ مُرْتَفِعٌ بِهِ وَجَمْعُهُ سُعود.

وَفِي حَدِيثِ خَلَفٍ: «أَنه سَمِعَ أَعرابيًّا يَقُولُ دُهْدُرَّيْنْ سَاعَدَ الْقَيْنْ»؛ يُرِيدُ سَعْدَ الْقَيْنْ فَغَيَّرَهُ وَجَعَلَهُ سَاعِدًا.

وَقَدْ سَعِدَ يَسْعَدُ سَعْدًا وسَعادَة، فَهُوَ سَعِيدٌ: نَقِيضُ شَقي مِثْلَ سَلِم فَهُوَ سَليم، وسُعِد، بِالضَّمِّ، فَهُوَ مَسْعُودٌ، وَالْجَمْعُ سُعداء والأُنثى بِالْهَاءِ.

قَالَ الأَزهري: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ سَعِيدٌ بِمَعْنَى مَسْعُودٍ مَنْ سَعَده اللَّهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ سَعِد يَسْعَد، فَهُوَ سَعِيدٌ.

وَقَدْ سعَده اللَّهُ وأَسعده وسَعِد جَدُّه وأَسعَده: أَنماه.

ويومٌ سَعْد وكوكبٌ سَعْدٌ وُصِفا بِالْمَصْدَرِ؛ وَحَكَى ابْنُ جِنِّي: يومٌ سَعْد وليلةٌ سعدة، قال: وليسا مِنْ بَابِ الأَسْعد والسُّعْدى، بَلْ مِنْ قَبِيلِ أَن سَعْدًا وسَعْدَةً صِفَتَانِ مَسُوقَتَانِ عَلَى مِنْهَاجٍ وَاسْتِمْرَارٍ، فسَعْدٌ مِنْ سَعْدَة كجَلْد مِنْ جَلْدة ونَدْب مِنْ نَدْبة، أَلا تُرَاكَ تَقُولُ هَذَا يَوْمٌ سَعْدٌ وَلَيْلَةٌ سُعْدَةٌ، كَمَا تَقُولُ هَذَا شَعر جَعْد وجُمَّة جَعْدَةٌ؟ وَتَقُولُ: سَعَدَ يومُنا، بِالْفَتْحِ، يَسْعَد سُعودا.

وأَسعده اللَّهُ فَهُوَ مَسْعُودٌ، وَلَا يُقَالُ مُسْعَد كأَنهم استَغْنَوا عَنْهُ بِمَسْعُودٍ.

والسُّعُد والسُّعود، الأَخيرة أَشهر وأَقيس: كِلَاهُمَا سُعُودُ النُّجُومِ، وَهِيَ الْكَوَاكِبُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا لِكُلٍّ وَاحِدٍ مِنْهَا سَعْدُ كَذَا، وَهِيَ عَشْرَةٌ أَنجم كُلٌّ وَاحِدٍ مِنْهَا سَعْدٌ: أَربعة مِنْهَا منازلُ يَنْزِلُ بِهَا القمر، وهي: سعدُ الذابِح وسعدُ بُلَع وَسَعْدُ السُّعود وسعدُ الأَخْبِيَة، وَهِيَ فِي بُرْجِي الْجِدِّيِّ وَالدَّلْوِ، وَسِتَّةٌ لَا يَنْزِلُ بِهَا الْقَمَرُ، وَهِيَ: سَعْدٌ ناشِرَة وَسَعْدُ المَلِك وسعْدُ البِهامِ وسعدُ الهُمامِ وَسَعْدُ البارِع وَسَعْدُ مَطَر، وَكُلُّ سَعْدٍ مِنْهَا كَوْكَبَانِ بَيْنَ كُلِّ كَوْكَبَيْنِ فِي رأْي الْعَيْنِ قَدْرُ ذِرَاعٍ وَهِيَ مُتَنَاسِقَةٌ؛ قَالَ ابْنُ كُنَاسَةَ: سَعْدُ الذَّابِحِ كَوْكَبَانِ مُتَقَارِبَانِ سُمِّيَ أَحدهما ذَابِحًا لأَن مَعَهُ كَوْكَبًا صَغِيرًا غَامِضًا، يَكَادُ يَلْزَقُ بِهِ فكأَنه مُكِبٌّ عَلَيْهِ يَذْبَحُهُ، وَالذَّابِحُ أَنور مِنْهُ قَلِيلًا؛ قَالَ: وسعدُ بُلَع نَجْمَانِ معترِضان خَفِيَّانِ.

قَالَ أَبو يَحْيَى: وَزَعَمَتِ الْعَرَبُ أَنه طَلَعَ حِينَ قَالَ اللَّهُ: يَا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي؛ وَيُقَالُ إِنما سُمِّيَ بُلَعًا لأَنه كَانَ لِقُرْبِ صَاحِبِهِ مِنْهُ يَكَادُ أَن يَبْلَعَه؛ قَالَ: وَسَعْدُ السُّعُودِ كَوْكَبَانِ، وَهُوَ أَحمد السُّعُودِ وَلِذَلِكَ أُضيف إِليها، وَهُوَ يُشْبِهُ سَعْدَ الذَّابِحِ فِي مَطْلَعِه؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ كَوْكَبٌ نَيِّرٌ مُنْفَرِدٌ.

وَسَعْدُ الأَخبية ثَلَاثَةُ كَوَاكِبَ عَلَى غَيْرِ طَرِيقِ السُّعُودِ مَائِلَةٌ عَنْهَا وَفِيهَا اخْتِلَافٌ، وَلَيْسَتْ بِخُفْيَةٍ غَامِضَةٍ وَلَا مُضِيئَةٍ مُنِيرَةٍ، سُمِّيَتْ سَعْدَ الأَخبية لأَنها إِذا طَلَعَتْ خَرَجَتْ حشَراتُ الأَرض وهوامُّها مِنْ جِحَرتها، جُعِلَتْ جِحَرتُها لَهَا كالأَخبية؛ وَفِيهَا يَقُولُ الرَّاجِزُ:

قَدْ جَاءَ سعدٌ مُقْبِلًا بِحَرِّه، ***واكِدَةً جُنودُه لِشَرِّه

فَجَعَلَ هوامَّ والأَرض جُنُودًا لِسَعْدِ الأَخبية؛ وَقِيلَ: سَعِدُ الأَخبية ثَلَاثَةُ أَنجم كأَنها أَثافٍ وَرَابِعٌ تَحْتَ وَاحِدٍ مِنْهُنَّ، وَهِيَ السُّعُودُ، كُلُّهَا ثَمَانِيَةٌ، وَهِيَ مِنْ نُجُومِ الصَّيْفِ وَمَنَازِلِ الْقَمَرِ تَطَلَّعَ فِي آخِرِ الرَّبِيعِ وَقَدْ سَكَنَتْ رِيَاحُ الشِّتَاءِ وَلَمْ يأْت سُلْطَانُ رِيَاحِ الصَّيْفِ فأَحسن مَا تَكُونُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ فِي أَيامها، لأَنك لَا تَرَى فِيهَا غُبْرة، وَقَدْ ذَكَرَهَا الذُّبْيَانِيُّ فَقَالَ:

قَامَتْ تَراءَى بَيْنَ سِجْفَيْ كِلَّةٍ، ***كالشمسِ يَوْمَ طُلوعِها بالأَسعَد

والإِسْعاد: الْمَعُونَةُ.

والمُساعَدة: المُعاونة.

وساعَدَه مُساعدة وسِعادًا وأَسعده: أَعانه.

واستَسْعد الرجلُ بِرُؤْيَةِ فُلَانٍ أَي عَدَّهُ سَعْدًا.

وسعْدَيك من قَوْلِهِ لَبَّيك وَسَعْدَيْكَ أَي إِسعادًا لَكَ بَعْدَ إِسعادٍ.

رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه كَانَ يَقُولُ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ في يديك والشر لَيْسَ إِليك؛ قَالَ الأَزهري: وَهُوَ خَبَرٌ صَحِيحٌ وَحَاجَةُ أَهل الْعِلْمِ إِلى مَعْرِفَةِ تَفْسِيرِهِ مَاسَّةٌ، فأَما لبَّيْك فَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ لبَّ بِالْمَكَانِ وأَلبَّ أَي أَقام بِهِ لَبًّا وإِلبابًا، كأَنه يَقُولُ أَنا مُقِيمٌ عَلَى طَاعَتِكَ إِقامةً بَعْدَ إِقامةٍ ومُجيب لَكَ إِجابة بَعْدَ إِجابة؛ وَحُكِيَ عَنِ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ تأْويله إِلبابًا بِكَ بَعْدَ إِلباب أَي لُزُومًا لطاعتك بعد لزوم وإِسعادًا بَعْدَ إِسعاد، وَقَالَ أَحمد بْنُ يَحْيَى: سَعْدَيْكَ أَي مُساعدةً لَكَ ثُمَّ مُسَاعِدَةً وإِسعادًا لأَمرك بَعْدَ إِسعاد، قَالَ ابْنُ الأَثير أَي سَاعَدْتُ طَاعَتَكَ مُسَاعَدَةً بَعْدَ مُسَاعَدَةٍ وإِسعادًا بَعْدَ إِسعاد وَلِهَذَا ثُنِّيَ، وَهُوَ مِنَ الْمَصَادِرِ الْمَنْصُوبَةِ بِفِعْلٍ لَا يَظْهَرُ فِي الِاسْتِعْمَالِ؛ قَالَ الجَرْميّ: وَلَمْ نَسْمَع لِسَعْدَيْكَ مُفْرَدًا.

قَالَ الْفَرَّاءُ: لَا وَاحِدَ لِلَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ عَلَى صِحَّةٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَنباري: مَعْنَى سَعْدَيْكَ أَسعدك اللَّهُ إِسعادًا بَعْدَ إِسعاد؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وحنَانَيْك رحِمَك اللَّهُ رَحْمَةً بَعْدَ رَحْمَةٍ، وأَصل الإِسعاد والمساعدة متابعةُ الْعَبْدِ أَمرَ رَبِّهِ وَرِضَاهُ.

قَالَ سِيبَوَيْهِ: كَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى الْمُسَاعَدَةِ والإِسعاد، غَيْرَ أَن هَذَا الْحَرْفَ جَاءَ مُثَنًّى عَلَى سَعْدَيْكَ وَلَا فِعْلَ لَهُ عَلَى سَعْدٍ، قَالَ الأَزهري: وَقَدْ قُرِئَ قَوْلُهُ تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا}؛ وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلا مِنَ سعَدَه اللهُ وأَسعَدَه أَي أَعانه ووفَّقَه، لَا مَنْ أَسعده اللَّهُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الرَّجُلُ مَسْعُودًا.

وَقَالَ أَبو طَالِبٍ النَّحْوِيُّ: مَعْنَى قَوْلِهِ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ أَي أَسعَدَني اللَّهُ إِسعادًا بَعْدَ إِسعاد؛ قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ مَا قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وأَبو الْعَبَّاسِ لأَن الْعَبْدَ يُخَاطِبُ رَبَّهُ وَيَذْكُرُ طَاعَتَهُ وَلُزُومَهُ أَمره فَيَقُولُ سَعْدَيْكَ، كَمَا يَقُولُ لَبَّيْكَ أَي مُسَاعَدَةً لأَمرك بَعْدَ مُسَاعَدَةٍ، وإِذا قِيلَ أَسعَدَ اللَّهُ الْعَبْدَ وسعَدَه فَمَعْنَاهُ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِمَا يُرْضِيهِ عَنْهُ فَيَسْعَد بِذَلِكَ سَعَادَةً.

وساعِدَةُ السَّاقِ: شَظِيَّتُها.

وَالسَّاعِدُ: مُلْتَقى الزَّنْدَين مِنْ لَدُنِ المِرْفَق إِلى الرُّسْغ.

والساعِدُ: الأَعلى مِنَ الزَّنْدَيْنِ فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ، وَالذِّرَاعِ: الأَسفلُ مِنْهُمَا؛ قَالَ الأَزهري: والساعد سَاعِدُ الذِّرَاعِ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الزَّنْدَيْنِ وَالْمِرْفَقِ، سُمِّيَ سَاعِدًا لِمُسَاعَدَتِهِ الْكَفَّ إِذا بَطَشَت شَيْئًا أَو تَنَاوَلَتْهُ، وَجَمْعُ السَّاعِدِ سَواعد.

وَالسَّاعِدُ: مَجرى الْمُخِّ فِي الْعِظَامِ؛ وَقَوْلُ الأَعلم يَصِفُ ظَلِيمًا:

عَلَى حَتِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ السَّواعِدِ، ***ظَلَّ فِي شَريٍ طِوالِ

عَنَى بِالسَّوَاعِدِ مَجْرَى الْمُخِّ مِنَ الْعِظَامِ، وَزَعَمُوا أَن النَّعَامَ وَالْكَرَى لَا مُخَّ لَهُمَا؛ وَقَالَ الأَزهري فِي شَرْحِ هَذَا الْبَيْتِ: سَوَاعِدُ الظليم أَجنحة لأَن جَنَاحَيْهِ لَيْسَا كَالْيَدَيْنِ.

والزَّمْخَرِيُّ فِي كُلِّ شَيْءٍ: الأَجْوف مِثْلُ الْقَصَبِ وَعِظَامُ النَّعَامِ جُوف لَا مُخَّ فِيهَا.

والحتُّ: السَّرِيعُ.

والبُرَايَةُ: البقِية؛ يَقُولُ: هُوَ سَرِيعٌ عِنْدَ ذَهَابِ بُرَايَتِهِ أَي عِنْدَ انْحِسَارِ لَحْمِهِ وَشَحْمِهِ.

وَالسَّوَاعِدُ: مَجَارِي الْمَاءِ إِلى النَّهر أَو البَحْر.

وَالسَّاعِدَةُ: خَشَبَةٌ تَنْصَبُّ لِتُمْسِكَ البَكْرَة، وَجَمْعُهَا السَّوَاعِدُ.

وَالسَّاعِدُ: إِحْلِيلُ خِلْف النَّاقَةِ وَهُوَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ اللَّبَنُ؛ وَقِيلَ: السَّوَاعِدُ عُرُوقٌ فِي الضَّرْع يَجِيءُ مِنْهَا اللَّبَنُ إِلى الإِحليل؛ وَقَالَ الأَصمعي: السَّوَاعِدُ قَصَب الضَّرْعِ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الْعُرُوقُ الَّتِي يَجِيءُ مِنْهَا اللَّبَنُ شُبِّهَتْ بِسَوَاعِدِ الْبَحْرِ وَهِيَ مَجَارِيهِ.

وَسَاعِدُ الدَّرّ: عِرْقٌ يَنْزِلُ الدَّرُّ مِنْهُ إِلى الضَّرْعِ مِنَ النَّاقَةِ وَكَذَلِكَ الْعِرْقُ الَّذِي يُؤَدِّي الدَّرَّ إِلى ثَدْيِ المرأَة يُسَمَّى سَاعِدًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

أَلم تَعْلَمِي أَنَّ الأَحاديثَ فِي غَدٍ ***وَبَعْدَ غَدٍ يَا لُبن، أَلْبُ الطَّرائدِ

وَكُنْتُمْ كأُمٍّ لَبَّةٍ ظعَنَ ابنُها ***إِليها، فَمَا دَرَّتْ عَلَيْهِ بساعِدِ

رَوَاهُ الْمُفَضَّلُ: ظَعَنَ ابْنُهَا، بِالظَّاءِ، أَي شَخَصَ برأْسه إِلى ثَدْيِهَا، كَمَا يُقَالُ ظعن هَذَا الْحَائِطَ فِي دَارِ فُلَانٍ أَي شَخَصَ فِيهَا.

وسَعِيدُ المَزْرَعَة: نَهْرُهَا الَّذِي يَسْقِيهَا.

وَفِي الْحَدِيثِ: «كُنَّا نُزَارِعُ عَلَى السَّعِيدِ».

والساعِدُ: مَسِيلُ الماء لى الْوَادِي وَالْبَحْرِ، وَقِيلَ: هُوَ مَجْرَى الْبَحْرِ إِلى الأَنهار.

وَسَوَاعِدُ الْبِئْرِ: مَخَارِجُ مَائِهَا وَمَجَارِي عُيُونِهَا.

وَالسَّعِيدُ: النَّهْرُ الَّذِي يَسْقِي الأَرض بِظَوَاهِرِهَا إِذا كَانَ مُفْرِدًا لَهَا، وَقِيلَ: هُوَ النَّهْرُ، وَقِيلَ: النَّهْرُ الصَّغِيرُ، وَجَمْعُهُ سُعُدٌ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:

وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ، مُقَفِّيَةً، ***نخلٌ مَواقِرُ بَيْنَهَا السُّعُد

وَيُرْوَى: حَوْلَهُ.

أَبو عَمْرٍو: السَّوَاعِدُ مَجَارِي الْبَحْرِ الَّتِي تَصُبُّ إِليه الْمَاءَ، وَاحِدُهَا سَاعَدَ بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وأَنشد شِمْرٌ:

تأَبَّدَ لأْيٌ منهمُ فَعُتائِدُه، ***فَذُو سَلَمٍ أَنشاجُه فسواعِدُه

والأَنشاجُ أَيضًا: مَجَارِي الْمَاءِ، وَاحِدُهَا نَشَجٌ.

وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: «كُنَّا نَكْرِي الأَرض بِمَا عَلَى السَّواقي وَمَا سَعِدَ مِنَ الْمَاءِ فِيهَا فَنَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ ذَلِكَ»؛ قَوْلُهُ: مَا سَعِدَ مِنَ الْمَاءِ؛ أي مَا جَاءَ مِنَ الْمَاءِ سَيْحًا لَا يَحْتَاجُ إِلى دَالِيَةٍ يَجِيئُه الْمَاءُ سَيْحًا، لأَن مَعْنَى مَا سَعِدَ: مَا جَاءَ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ.

والسَّعيدة: اللِّبْنَةُ لِبْنةُ الْقَمِيصِ.

وَالسَّعِيدَةُ: بَيْتٌ كَانَ يَحُجه رَبِيعَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

والسَّعْدانة: الْحَمَامَةُ؛ قَالَ: """" إِذا سَعْدانَةُ الشَّعَفاتِ نَاحَتْ """"والسَّعدانة: الثَّنْدُوَة، وَهُوَ مَا اسْتَدَارَ مِنَ السَّوَادِ حَوْلَ الحَلَمةِ.

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَعْدَانَةُ الثَّدْيِ مَا أَطاف بِهِ كالفَلْكَة.

والسَّعْدانة: كِرْكِرَةُ الْبَعِيرِ، سُمِّيَتْ سَعْدَانَةً لاستدارتها.

والسعدانة: مَدْخل الجُرْدان مِنْ ظَبْيَةِ الْفَرَسِ.

والسَّعْدانة: الِاسْتُ وَمَا تَقبَّضَ مِنْ حَتَارِها.

وَالسَّعْدَانَةُ: عُقْدة الشِّسع مِمَّا يَلِي الأَرض والقِبالَ مثلُ الزِّمام بَيْنَ الإِصبع الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا.

وَالسَّعْدَانَةُ: الْعُقْدَةُ فِي أَسفل كفَّة الْمِيزَانِ وَهِيَ السَّعْدَانَاتُ.

والسَّعْدانُ: شَوْكُ النَّخْلِ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقِيلَ: هُوَ بَقْلَةُ.

والسعدان: نَبْتٌ ذُو شَوْكٍ كأَنه فَلْكَةٌ يَسْتَلْقِي فَيَنْظُرُ إِلى شَوْكِهِ كَالِحًا إِذا يَبِسَ، ومَنْبتُهُ سُهول الأَرض، وَهُوَ مِنْ أَطيب مَرَاعِي الإِبل مَا دَامَ رَطْبًا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَطيب الإِبل لَبَنًا مَا أَكلَ السَّعْدانَ والحُرْبُثَ.

وَقَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَفَعَ: والإِبل تُسَمَّنُ عَلَى السَّعْدَانِ وَتُطِيبُ عَلَيْهِ أَلبانها، وَاحِدَتُهُ سَعْدانَة؛ وَقِيلَ: هُوَ نَبْتٌ وَالنُّونُ فِيهِ زَائِدَةً لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلال غَيْرُ خَزْعَالٍ وقَهْقار إِلا مِنَ الْمُضَاعَفِ، وَلِهَذَا النَّبْتِ شَوْكٌ يُقَالُ لَهُ حَسَكَةُ السَّعْدَانِ وَيُشَبَّهُ بِهِ حَلَمَةُ الثَّدْيِ، يُقَالُ سَعْدَانَةٌ الثُّنْدُوَة.

وأَسفلَ العُجايَة هنَاتٌ كأَنها الأَظفار تُسَمَّى: السَّعْدَانَاتُ.

قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: مِنَ الأَحرار السَّعْدَانُ وَهِيَ غَبْرَاءُ اللَّوْنِ حُلْوَةٌ يأْكلها كُلُّ شَيْءٍ وَلَيْسَتْ بكبيرة، ولها إِذا يَبِسَتْ شَوْكَةٌ مُفَلطَحَة كأَنها دِرْهَمٌ، وَهُوَ مِنْ أَنجع الْمَرْعَى؛ وَلِذَلِكَ قِيلَ فِي الْمَثَلِ: مَرْعًى وَلَا كالسَّعدان؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

الواهِب المائَة الأَبكار، زَيَّنها ***سَعدانُ تُوضَح فِي أَوبارها اللِّبَد

قال: وقال الأَعرابي لأَعرابي أَما تُرِيدُ الْبَادِيَةَ؟ فَقَالَ: أَما مَا دَامَ السَّعْدَانُ مُسْتَلْقِيًا فَلَا؛ كأَنه قَالَ: لَا أُريدها أَبدًا.

وَسُئِلَتِ امرأَة تَزَوَّجَتْ عَنْ زَوْجِهَا الثَّانِي: أَين هُوَ مِنَ الأَول؟ فَقَالَتْ: مَرْعًى وَلَا كَالسَّعْدَانِ، فَذَهَبَتْ مَثَلًا، وَالْمُرَادُ بِهَذَا الْمَثَلِ أَن السَّعْدَانَ مِنْ أَفضل مَرَاعِيهِمْ.

وَخَلَّطَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ السَّعْدَانِ فَجَعَلَ الحَلَمَة ثمرَ السَّعْدَانِ وَجَعَلَ لَهُ حَسَكًا كالقُطْب؛ وَهَذَا كُلُّهُ غَلَطٌ، وَالْقُطْبُ شَوْكُ غَيْرِ السَّعْدَانِ يُشْبِهُ الحسَك؛ وأَما الحَلَمة فَهِيَ شَجَرَةٌ أُخرى وَلَيْسَتْ مِنَ السَّعْدَانِ فِي شَيْءٍ.

وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ: """" يَهْتَزُّ كأَنه سَعدانة؛ هُوَ نَبْتٌ ذُو شَوْكٍ.

وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ وَالصِّرَاطِ: «عَلَيْهَا خَطاطيف وكلاليبُ وحَسَكَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ»؛ شَبَّه الْخَطَاطِيفَ بشوك السعدان.

والسُّعْد، بِالضَّمِّ: مِنَ الطِّيبِ، والسُّعادى مِثْلُهُ.

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: السُّعدة مِنَ الْعُرُوقِ الطَّيِّبَةِ الريح وهي أَرُومَة مُدحرجة سَوْدَاءُ صُلْبَة، كأَنها عُقْدَةٌ تَقَعُ فِي العِطر وَفِي الأَدوية، وَالْجَمْعِ سُعْد؛ قَالَ: وَيُقَالُ لِنَبَاتِهِ السُّعَادَى وَالْجَمْعُ سُعادَيات.

قَالَ الأَزهري: السُّعد نَبْتٌ لَهُ أَصل تَحْتَ الأَرض أَسود طَيِّبُ الرِّيحِ، والسُّعادى نَبْتٌ آخَرُ.

وَقَالَ اللَّيْثُ: السُّعادَى نَبْتُ السُّعد.

وَيُقَالُ: خَرَجَ الْقَوْمُ يَتَسَعَّدون أَي يَرْتَادُونَ مَرْعَى السَّعْدَانِ.

قَالَ الأَزهري: وَالسَّعْدَانُ بَقْلٌ لَهُ ثَمَرٌ مُسْتَدِيرٌ مُشَوَّكُ الْوَجْهِ إِذا يَبِسَ سَقَطَ عَلَى الأَرض مُسْتَلْقِيًا، فإِذا وَطِئَهُ الْمَاشِي عقَر رِجْلَهُ شوْكُه، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ مَرَاعِيهِمْ أَيام الرَّبِيعِ، وأَلبان الإِبل تَحْلُو إِذا رَعَتِ السَّعْدانَ لأَنه مَا دَامَ رَطْبًا حُلْوٌ يَتَمَصَّصُهُ الإِنسان رَطْبًا ويأْكله.

والسُّعُد: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ؛ قَالَ:

وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ، مُدْبِرةً، ***نَخْلٌ بِزارَةَ حَمْله السُّعُدُ

وَفِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: انْجُ سَعْدُ فَقَدْ قُتِلَ سُعَيْد؛ هَذَا مَثَلٌ سَائِرٌ وأَصله أَنه كَانَ لِضَبَّة بْنِ أُدٍّ ابْنَانِ: سَعْدٌ وسُعَيْدٌ، فَخَرَجَا يَطْلُبَانِ إِبلًا لَهُمَا فَرَجَعَ سَعْدٌ وَلَمْ يَرْجِعْ سُعَيْدٌ، فَكَانَ ضبةُ إِذا رأَى سَوَادًا تَحْتَ اللَّيْلِ قَالَ: سَعْد أَم سُعَيْد؟ هَذَا أَصل الْمَثَلِ فأُخذ ذَلِكَ اللَّفْظُ مِنْهُ وَصَارَ مِمَّا يتشاءَم بِهِ، وَهُوَ يُضْرَبُ مَثَلًا فِي الْعِنَايَةِ بِذِي الرَّحِمِ وَيُضْرَبُ فِي الِاسْتِخْبَارِ عَنِ الأَمرين الْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَيهما وَقَعَ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ: وَفِي الْمَثَلِ: أَسعد أَم سُعَيْدٌ إِذا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ أَهو مِمَّا يُحَبّ أَو يُكْرَه.

وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ: """" لَا إِسعادَ وَلَا عُفْرَ فِي الإِسلام؛ هُوَ إِسعاد النِّسَاءِ فِي المَناحات تَقُومُ المرأَة فَتَقُومُ مَعَهَا أُخرى مِنْ جَارَاتِهَا فَتُسَاعِدُهَا عَلَى النِّيَاحَةِ تَأْوِيلُهُ أَنَّ نِسَاءَ الْجَاهِلِيَّةِ كنَّ إِذا أُصيبت إِحداهنَّ بِمُصِيبَةٍ فِيمَنْ يَعِزُّ عَلَيْهَا بكت حولًا، وأَسْعَدها عَلَى ذَلِكَ جَارَاتُهَا وذواتُ قِرَابَاتِهَا فَيَجْتَمِعْنَ مَعَهَا فِي عِداد النِّيَاحَةِ وأَوقاتها ويُتابِعْنها ويُساعِدْنها مَا دَامَتْ تَنُوحُ عَلَيْهِ وتَبْكيه، فإِذا أُصيبت صَوَاحِبَاتُهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِمُصِيبَةٍ أَسعدتهن فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عن هَذَا"""" الإِسعاد.

وَقَدْ وَرَدَ حَدِيثٌ آخَرُ: قَالَتْ لَهُ أُم عَطِيَّةَ: إِنَّ فُلَانَةً أَسْعَدَتْني فأُريد أُسْعِدُها، فَمَا قَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا.

وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: فاذْهَبي فأَسْعِدِيها ثُمَّ بَايِعِينِي؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَما الإِسعاد فَخَاصٌّ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وأَما المُساعَدَة فعامَّة فِي كُلِّ مَعُونَةٍ.

يُقَالُ إِنما سُمِّيَ المُساعَدَةَ المُعاونَةُ مِنْ وَضْعِ الرَّجُلِ يدَه عَلَى سَاعِدِ صَاحِبِهِ، إِذا تَمَاشَيَا فِي حَاجَةٍ وَتَعَاوَنَا عَلَى أَمر.

وَيُقَالُ: لَيْسَ لِبَنِي فُلَانٍ ساعدٌ أَي لَيْسَ لَهُمْ رَئِيسٌ يَعْتَمِدُونَهُ.

وساعِدُ الْقَوْمِ: رَئِيسُهُمْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: """" وَمَا خَيرُ كفٍّ لَا تَنُوءُ بِسَاعِدٍ """"وَسَاعِدَا الإِنسان: عَضُداه.

وَسَاعَدَا الطَّائِرِ: جَنَاحَاهُ.

وساعِدَةُ: قَبِيلَةٌ.

وساعِدَةُ: مِنْ أَسماء الأَسد مَعْرِفَةٌ لَا يَنْصَرِفُ مِثْلُ أُسامَةَ.

وسَعِيدٌ وسُعَيْد وسَعْد ومَسْعُود وأَسْعَدُ وساعِدَةُ ومَسْعَدَة وسَعْدان: أَسماءُ رِجَالٍ، وَمِنْ أَسماءِ النِّسَاءِ مَسْعَدَةُ.

وبنو سَعْد وبنو سَعِيدٍ: بَطْنَانِ.

وَبَنُو سَعْدٍ: قَبَائِلُ شَتَّى فِي تَمِيمٍ وقيس وَغَيْرِهِمَا؛ قَالَ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ:

رأَيتُ سُعودًا مِنْ شُعوبٍ كَثيرة، ***فَلَمْ ترَ عَيْني مثلَ سَعدِ بنِ مَالِكِ

الْجَوْهَرِيِّ: وَفِي الْعَرَبِ سُعُودُ قَبَائِلٍ شَتَّى مِنْهَا سَعْدُ تَميم وسَعْد هُذيل وسعد قَيْس وسَعد بَكر، وأَنشد بَيْتَ طَرَفَةَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سُعُودٌ جَمْعُ سُعد اسْمُ رَجُلٍ، يَقُولُ: لَمْ أَرَ فِيمَنْ سُمِّيَ سَعْدًا أَكرم مِنْ سَعْدُ بْنِ مَالِكِ بْنِ ضَبيعة بْنِ قيَس بْنِ ثَعْلبة بْنِ عُكابَة، والشُّعوبُ جَمْعُ شَعْب وَهُوَ أَكبر مِنَ الْقَبِيلَةِ.

قَالَ الأَزهري: والسعود فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ وأَكثرها عَدَدًا سَعْدُ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بْنِ تَميم بْنِ ضُبَيعة بْنِ قَيْسٍ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وسَعْدُ بن قيس عَيْلان، وسعدُ بنُ ذُبْيانَ بْنِ بَغِيضٍ، وسعدُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ فَزارةَ، وسعدُ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوازِنَ وَهُمُ الَّذِينَ أَرضعوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسعد بْنُ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ؛ وَفِي بني أَسد سَعْدُ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودان، وسَعْد بن الحرث بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دُودان؛ قَالَ ثَابِتٌ: كَانَ بَنُو سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ لَا يُرى مثلُهم فِي بِرِّهم وَوَفَائِهِمْ، وهؤُلاء أَرِبَّاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْهَا بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فِي قَيْسِ عَيلان، وَمِنْهَا بَنُو سَعْدِ هُذَيم فِي قُضاعة، وَمِنْهَا سَعْدُ الْعَشِيرَةِ.

وَفِي الْمَثَلِ: فِي كُلِّ وَادٍ بَنُو سَعْدٍ؛ قَالَهُ الأَضْبطُ بْنُ قُريع السَّعدي لَمَّا تحوَّل عَنْ قَوْمِهِ وَانْتَقَلَ فِي الْقَبَائِلِ فَلَمَّا لَمْ يُحْمِدهم رَجَعَ إِلى قَوْمِهِ وَقَالَ: فِي كُلِّ وادٍ بَنُو سَعْدٍ، يَعْنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ.

وأَما سَعْدُ بَكْرٍ فَهُمْ أَظآر سيدنا رسول الله، صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وجمعُ سَعِيد سَعِيدون وأَساعِدُ.

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَا أَدري أَعَنى له الِاسْمَ أَم الصِّفَةَ غَيْرَ أَن جَمْعَ سَعيدٍ عَلَى أَساعد شاذ.

وبنو أَسعَد: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَهُوَ تَذْكِيرُ سُعْدَى.

وسعُادُ: اسْمُ امرأَة، وَكَذَلِكَ سُعْدى.

وأَسعدُ: بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ سُعْدى كالأَكبر مِنَ الْكُبْرَى والأَصغر مِنَ الصُّغْرَى، وَذَلِكَ أَن هَذَا إِنما هُوَ تَقاوُدُ الصِّفَةِ وأَنت لَا تَقُولُ مَرَرْتُ بالمرأَة السُّعْدَى وَلَا بِالرَّجُلِ الأَسعد، فَيَنْبَغِي عَلَى هَذَا أَن يَكُونَ أَسعدُ مِنْ سُعْدى كأَسْلَمَ مِنْ بُشْرى، وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلى أَن أَسعد مُذَكَّرُ سُعْدَى؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ حَريَ أَن يجيءَ بِهِ سَمَاعٌ وَلَمْ نَسْمَعْهُمْ قَطُّ وَصَفُوا بِسُعْدَى، وإِنما هَذَا تَلاقٍ وَقَعَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ الْمُتَّفِقَيِ اللَّفْظِ كَمَا يَقَعُ هَذَانِ الْمِثَالَانِ فِي المُخْتَلِفَيْه نَحْوَ أَسلم وَبُشْرَى.

وسَعْدٌ: صَنَمٌ كَانَتْ تَعْبُدُهُ هُذَيْلٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

وسُعْدٌ: مَوْضِعٌ بِنَجْدٍ، وَقِيلَ وادٍ، وَالصَّحِيحُ الأَول، وَجَعَلَهُ أَوْسُ بْنُ حَجَر اسْمًا لِلْبُقْعَةِ، فَقَالَ:

تَلَقَّيْنَني يَوْمَ العُجَيرِ بِمَنْطِقٍ، ***تَرَوَّحَ أَرْطَى سُعْدَ مِنْهُ، وضَالُها

والسَّعْدِيَّةُ: ماءٌ لِعَمْرِو بْنِ سَلَمَة؛ وَفِي الْحَدِيثِ: «أَن عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ هَذَا لَمَّا وَفَد عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَقْطَعَهُ مَا بَيْنَ السَّعدية والشَّقْراء».

والسَّعْدان: مَاءٌ لَبَنِي فَزَارَةَ؛ قَالَ الْقَتَّالُ الْكِلَابِيُّ:

رَفَعْنَ مِنَ السَّعدينِ حَتَّى تفَاضَلَت ***قَنابِلُ، مِنْ أَولادِ أَعوَجَ، قُرَّحُ

والسَّعِيدِيَّة: مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ.

وَبَنُو ساعدَةَ: قَوْمٌ مِنَ الْخَزْرَجِ لَهُمْ سَقِيفَةٌ بَنِي سَاعِدَةَ وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ دَارٍ لَهُمْ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَهَلْ سَعدُ إِلَّا صخرةٌ بتَنُوفَةٍ ***مِنَ الأَرضِ، لَا تَدْعُو لِغَيٍّ وَلَا رُشْدِ؟

فَهُوَ اسْمُ صَنَمٍ كَانَ لَبَنِي مِلْكانَ بْنِ كِنَانَةَ.

وَفِي حَدِيثِ البَحِيرة: «ساعدُ اللهِ أَشَدُّ ومُوسَاه أَحدُّ»؛ أي لَوْ أَراد اللَّهُ تَحْرِيمَهَا بشقِّ آذَانِهَا لِخُلُقِهَا كَذَلِكَ فإِنه يَقُولُ لَهَا: كوني فتكون.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


4-صحاح العربية (سعد)

[سعد] السَعْدُ: اليُمْنُ.

تقول: سَعَدَ يومنا، بالفتح يَسْعَدُ سُعودًا.

والسُعودَةُ: خلافُ النُحوسَةِ.

واسْتَسْعَدَ الرجل برؤية فلانٍ، أي عدّه سَعْدًا.

والسَعادَةُ: خلاف الشَقاوَةِ.

تقول منه: سَعِدَ الرجل بالكسر، فهو سعيد، مثل سلم فهو سليم.

وسعد بالضم فهو مسعود.

وقرأ الكسائي:

(وأما الذين سعدوا) ***.

وأسعده الله فهو مَسْعودٌ، ويقال مُسْعَدٌ، كأنَّهم استَغنوا عنه بِمَسْعودٍ.

والإسعادُ: الإعانةُ.

والمساعدة: المعاونة.

وقولهم: لبيك وسعديك، أي إسْعادًا لك بعد إسْعادٍ.

وسُعودُ النجومِ عشرةٌ: أربعةٌ منها في برج الجَدي والدلْو يَنْزِلها القمر، وهي سَعْدُ الذابِح، وسعدُ بُلَعَ، وسعدُ الأخْبِيَةِ، وسعدُ السُعودِ، وهو كوكبٌ منفردٌ نَيِّرٌ.

وأما الستَّة التي ليست من المنازل فسَعْدُ ناشِرَةَ، وسَعْدُ المَلِك، وسَعْدُ

البِهامِ، وسعدُ الهُمامِ، وسعدُ البارِعِ، وسَعْدُ مَطَرٍ.

وكلُّ سَعْدٍ من هذه الستّة كوكبان، بين كلِّ كوكبين في رأي العين قَدْرُ ذراعٍ، وهي متناسقةٌ.

وأما سَعْدُ الأخبيةِ فثلاثة أنجم كأنَّها أَثافِيُّ، ورابع تحت واحد منهن.

وفى العرب سعود قبائل شتى: منها سعد تميم، وسعد هذيل، وسعد قيس، وسعد بكر.

قال الشاعر: رأيت سعودا من شعوب كثيرة *** فلم أر سعدا مثل سعد بن مالك - وفى المثل: " بكل واد بنو سعد "، قاله الاضبط بن قريع السعدى لما تحول عن قومه وانتقل في القبائل، فلما لم يحمدهم رجع إلى قومه وقال: " بكل واد بنو سعد "، يعنى سعد بن زيد مناة بن تميم.

وأما سعد بن بكر فهم أظآر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سعد بن بكر بن هوازن.

وبنو أسعد: بطن من العرب، وهو تذكير سعدى.

وقولهم في المثل: " أسعد أم سعيد " إذا

سئل عن الشئ أهو مما يحب أو يكره.

يقال: أصله أنهما ابنا ضبة بن أد، خرجا فرجع سعد وفقد سعيد، فصار مما يتشاءم به.

والسعيدية من برود اليمن.

والسعدان: نبت، وهو من أفضل مراعي الإبل.

وفي المثل: " مَرْعىً ولا كالسَعْدانِ "، والنون زائدة لانه ليس في الكلام فعلال، غير خزعال وقهقار، إلا من المضاعف.

ولهذا النبت شوك يقال له حسك السعدان، وتشبه به حلمة الثدى، يقال له سعدانة الثندؤة.

والسَعْدانةُ: كِرْكِرَةُ البعير.

وأَسفلَ العُجايَة هَنَاتٌ كأنها الأظفار تسمَّى السَعْداناتُ.

والسَعْدانَةُ أيضًا: عقدةُ الشِسْعِ التي تلى الارض، وكذلك العقد التى في أسفل كفَّة الميزان.

وساعِدا الإنسان: عَضُداهُ.

وساعِدا الطائر: جناحاه.

وساعدة من أسماء الاسد، واسم رجل.

والسواعد: مجاري الماء إلى النهر أو البحر، ومجاري المخّ في العظم.

والسُعْدُ بالضم، من الطِيب.

والسُعادى مثله.

وبنو ساعدة: قوم من الخررج، ولهم سقيفة بنى ساعدة، وهى بمنزلة دار لهم.

وأما قول الشاعر: وهل سعد إلا صخرة بتنوفة *** من الارض لا يدعو لغى ولا رشد -

فهو اسم صنم كان لبنى مالك بن كناية.

صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م


5-منتخب الصحاح (سعد)

السَعْدُ: اليُمْنُ.

تقول: سَعَدَ يومنا، بالفتح يَسْعَدُ سُعودًا.

والسُعودَةُ: خلافُ النُحوسَةِ.

واسْتَسْعَدَ الرجل برؤية فلانٍ، أي عدّه سَعْدًا.

والسَعادَةُ: خلاف الشَقاوَةِ.

تقول منه: سَعِدَ الرجل بالكسر، فهو سَعِيدٌ.

وسُعِدَ بالضم فهو مَسْعُودٌ.

وأَسْعَدَهُ الله فهو مَسْعودٌ، ويقال مُسْعَدٌ، كأنَّهم استَغنوا عنه بِمَسْعودٍ.

والإسعادُ: الإعانةُ.

والمُساعَدَةُ: المعاونةُ.

وقوهم: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، أي إسْعادًا لك بعد إسْعادٍ.

وسُعودُ النجومِ عشرةٌ: أربعةٌ منها في برج الجَدي والدلْو يَنْزِلها القمر، وهي سَعْدُ الذابِح، وسعدُ بُلَعَ، وسعدُ الأخْبِيَةِ، وسعدُ السُعودِ، وهو كوكبٌ منفردٌ نَيِّرٌ.

وأما الستَّة التي ليست من المنازل فسَعْدُ ناشِرَةَ، وسَعْدُ المَلِك، وسَعْدُ البِهامِ، وسعدُ الهُمامِ، وسعدُ البارِعِ، وسَعْدُ مَطَرٍ.

وكلُّ سَعْدٍ من هذه الستّة كوكبان، بين كلِّ كوكبين في رأي العين قَدْرُ ذراعٍ، وهي متناسقةٌ.

وأما سَعْدُ الأخبيةِ فثلاثة أنجم كأنَّها أَثافِيُّ، ورابعٌ تحت واحد منهن.

والسَّعيدِيَّةُ مكن بُرودِ اليَمن.

والسَعْدانُ: نبتٌ، وهو من أفضل مراعي الإبل.

وفي المثل: مَرْعىً ولا كالسَعْدانِ، والسَعْدانةُ: كِرْكِرَةُ البعير.

وأَسفلَ العُجايَة هَنَاتٌ كأنها الأظفار تسمَّى السَعْداناتُ والسَعْدانَةُ أيضًا: عقدةُ الشِسْعِ التي تلي الأرضَ، كذلك العُقَدُ التي في أسفل كفَّة الميزان.

وساعِدا الإنسان: عَضُداهُ.

وساعِدا الطائر: جناحاه.

وساعِدَةُ من أسماء الأسد.

والسَواعِدُ: مجاري الماء إلى النهر أو البحر، ومجاري المخّ في العظم.

والسُعْدُ بالضم، من الطِيب.

والسُعادى مثلُه.

منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م


6-تهذيب اللغة (سعد)

سعد: رُوي عن النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وسلم أنه كان يقول في افتتاح الصلاة: «لبَّيك وسَعْديك، والخير في يديك، والشرّ ليس إليك».

قلت: وهذا خبر صحيح، وحاجة أهل العلم إلى معرفة تفسيره ماسَّة.

فأما لبَّيك فهو مأخوذ من لَبَّ بالمكان وألَبَّ أي أقام به، لَبًّا وإلبابًا، كأنه يقول: أنا مقيم في طاعتك إقامة بعد إقامة، ومجيب لك إجابة بعد إجابة.

وأخبرني المنذريّ عن الحَرّانيّ عن ابن السكيت في قوله: «لبَّيك وسعديك»، تأويله إلبابًا بعد إلباب أي لزومًا لطاعتك بعد لزوم، وإسعادًا لأمرك بعد إسعاد.

وأخبرني المنذري عن أحمد بن يحيى أنه قال: سَعْدَيك أي مساعدة لك ثم مساعدة وإسعادًا لأمرك بعد إسعاد.

وقال ابن الأنباري: معنى سعديك أسعدك الله إسعادًا بعد إسعاد.

قال: وقال الفرَّاء: لا واحد للبَّيك وسعديك على صحة.

قال: وحنانيك: رحمك الله رحمة بعد رحمة.

قلت: وأصل الإسعاد والمساعدة متابعة العبد أمر ربّه.

وقال سيبويه: كلام العرب على المساعدة والإسعاد، غير أن هذا الحرف جاء مثنَّى على سَعْديك ولا فعل له على سَعَد.

قلت: وقد قرىء قول الله جلّ وعزَّ: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا} [هود: 108] وهذا لا يكون إلّا من سَعَده الله لا من أسعده، وبه سُمّي الرجل مسعودًا.

ومعنى سَعَده الله وأسعده أي أعانه ووفَّقه.

وأخبرني المنذريّ عن أبي طالب النحويّ أنه قال: معنى قولك لبَّيك وسعديك أي أسعدني الله إسعادًا بعد إسعاد.

قلت: والقول ما قال أبو العباس وابن السكيت، لأن العبد يخاطب ربَّه ويذكر طاعته له ولزومه أمره، فيقول: سعديك كما يقول: لبَّيك أي مساعدة لأمرك بعد مساعدة.

وإذا قيل: أسعد الله العبدَ وسَعَده فمعناه: وفَّقه الله لما يرضيه عنه فيَسْعد بذلك سعادة.

وروي عن النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وسلم أنه قال: «لا إسعاد في الإسلام».

وتأويله أن نساء أهل الجاهلية كنّ إذا أُصيبت إحداهن بمصيبة فيمن يَعِزُّ عليها بكته حولًا، ويُسعدها على ذلك جاراتُها وذوات قراباتها، فيجتمعن معها في عِداد النياحة وأوقاتها ويتابعنها ويساعدنها ما دامت تنوح عليه وتبكيه، فإذا أصيب صواحباتها بعد ذلك بمصيبة أسعدتهنّ بعد ذلك، فنهى النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وسلم عن هذا الإسعاد.

والساعد ساعد الذراع وهو ما بين الزَنْدين والمِرْفَق، سمّي ساعدًا لمساعدته الكف إذا بَطَشَت شيئًا أو تناولته.

وجمع الساعد سواعد.

وساعد الدَّرّ ـ فيما أخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي ـ: عِرْق ينزل الدَّر منه إلى الضرْع من الناقة.

وكذلك العِرْق الذي يؤدّي الدَرّ إلى ثَدْي امرأة يسمَّى ساعدًا.

ومنه قوله:

ألم تعلمي أن الأحاديث في غد *** وبعد غد يا لُبْنَ ألْبُ الطرائد

وكنتم كأُمٍّ لَبَّةٍ ظَعَن ابنُها *** إليها فما درّت عليه بساعد

قال: رواه المفضل: طعن ابنها بالطاء أي

شخص برأسه إلى ثَدْيها كما يقال: طعن هذا الحائط في دار فلان أي شخص فيها.

وقال أبو عبيد: قال أبو عمرو: السواعد مجاري البحر التي تَصُبّ إليه الماء، واحدها ساعد بغير هاء، وأنشد شمر:

تأبّد لَأْيٌ منهمُ فعُتائدهْ *** فذو سَلَم أنشاجُه فسواعدُهْ

والأنشاج أيضًا: مجاري الماء، واحدها نَشَج.

وساعدة من أسماء الأسد معرفة لا ينصرف، وكذلك أسامة.

وسَعِيد المزرعةِ نهرها الذي يسقيها.

وقال ابن المظفَّر: السَّعْد ضدّ النَحْس، يقال: يوم سَعْد ويومُ نَحْسٍ.

قال: وأربعة منازل من منازل القمر تسمَّى سُعُودًا، منها سعد الذابح وسعد بُلَعَ وسعد السُّعُودِ وسعد الأخبيةِ.

وهذه كلها في بُرْجَيِ الدلْو والجَدْي.

وقال ابن كُناسة: سعد الذابِح: كوكبان متقاربان سمّي أحدهما ذابحًا لأن معه كوكبًا صغيرًا غامضًا يكاد يلزَق به فكأنه مكِبّ عليه يَذبحه والذابح أنور منه قليلًا، قال: وسعد بُلَعَ: نجمان معترضان خفيّان.

قال أبو يحيى: وزعمت العرب أنه طلع حين قال الله عزوجل: {يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي} [هود: 44] ويقال: إنما سمّي بُلَع لأنه كأنه لقرب صاحبه منه يكاد أن يبلعه.

قال: وسعد السعود: كوكبان، وهو أحمد السعود ولذلك أضيف إليها.

وهو يُشْبه سعد الذابح في مطلعه.

وسعد الأخبية: ثلاثة كواكب على غير طريق السعود مائلة عنها، وفيها اختلاف وليست بخفيّة غامضة، ولا مضيئة منيرة.

سميت سعد الأخْبِية لأنها إذا طلعت خرجت حَشَرَاتُ الأرض وهَوَامُّها.

من جِحَرتها، جُعِلت لها كالأخبية.

وفيها يقول الراجز:

قد جاء سعد مقبلًا بحَرّه *** راكدة جنودُه لشرّه

فجعل هوامّ الأرض جنود السعد الأخبية وهذه السعود كلها يمانِيَة، وهي من نجوم الصيف وهي من منازل القمر تطلع في آخر الربيع وقد سكنت رياح الشتاء ولم يأت سلطانُ رياح الصيف، فأحسن ما تكون الشمس والقمر والنجوم في أيامها، لأنك لا ترى فيها غَبَرة.

وقد ذكرها الذبياني فقال:

قامت تَرَاءَى بين سِجْفَيْ كِلَّة *** كالشمس يوم طلوعها بالأسعُد

والسُّعُود مصدر كالسعادة؛ قال:

إن طول الحياة غير سُعود *** وضلالًا تأميل نَيْل الخلود

وفي المثل:

أوردها سعد وسعد مشتمل

يضرب مثلًا في إدراك الحاجة بلا مشقَّة، أي أوردها الشرِيعة ويوردها بئرًا يحتاج إلى أن يَستقي منها بالدُلِيّ.

ومثله: أهون السَّقْي التشريع.

وقال ابن المظفّر: يقال سعِد يَسْعد سَعْد أو سعادة فهو سعيد، نقيض شقِي.

وجمعه السعَداء.

ويقال: أسعده الله وأسعد جَدَّه.

قلت: وجائز أن يكون سعيد بمعنى مسعود من سَعَده الله؛

ويجوز أن يكون من سَعِد يَسْعَد فهو سعيد.

والسَّعْدانُ: نبت له شَوْك كأنه فَلْكة، يَسْلَنْقِي فتنظر إلى شوكه كالحًا إذا يبِس، ومنبتِه سهولة الأرض.

وهو من أطيب مراعي الإبل ما دام رَطْبًا.

والعرب تقول: أطيب الإبل ألبانًا ما أكل السَّعْدان والحُرْبُث.

وخلَّط الليث في تفسير السعدان، فجعل الحَلَمة ثمر السعدان، وجعل حَسَكًا كالْقُطب، وهذا كله غلط.

القُطْب: شوك غير السعدان يشبه الحَسَك والسَّعْدان مستدير شوكه في وجهه.

وأمَّا الحَلَمة فهي شجرة أخرى وليست من السَّعْدان في شيء وواحدة السَّعْدان سَعْدانة.

وسَعْدانة الثَدْي: ما أطاف به كالفَلْكة.

وقال أبو عبيد: العُقَد التي في أسفل الموازين يقال لها: السعدانات.

قال: والسَّعْدانة: عُقْدة الشسْع ممَّا يلي الأرض والقِبالُ مثل الزمام بين الإصبع الوسطى والتي تليها؛ قال ذلك كله الأصمعيّ.

وقال أبو زيد: السَّعْدانة أيضًا كِرْكِرة البعير، سمّيت سَعْدانة لاستدارتها.

والسعدانة: الحَمَامة أيضًا.

وسعدانة الإست: حِتَارها، وأمَّا قول الهذليّ يصف الظليم:

على حَتّ البُرَاية زَمْخَرِيّ الس *** واعد ظَلَّ في شَرْي طِوال

فقد قيل: سواعد الظليم: أجنحته؛ لأن جناحيه له كاليدين.

وقال الباهليّ: السواعد: مجاري المُخّ في العظام.

قال: والزمخريّ من كل شيء: الأجوف مثل القَصَب، وعظام النَعَام جُوف لا مُخَّ فيها.

والحتّ السريع، والبُرَاية، البقيَّة، يقول: هو سريع عند ذهاب بُرَايته أي عند انحسار لحمه وشحمه.

وقال غيره: الساعدة: خشبة تُنْصَب لتمسِك البَكْرة.

وجمعها السواعد.

وقال الأصمعيُّ: السواعد: قَصَب الضَرْع.

وقال أبو عمرو: هي العروق التي يجيء منها اللبن، شُبِّهت بسواعد البحر وهي مجاريها.

أبو العباس عن ابن الأعرابي قال: السَّعِيد: النهر وجمعه سُعُد وأنشد:

وكأن ظُعْن الحيّ مُدْبِرة *** نخل مَوَاقرُ بينها السُّعُد

قال: السُّعُد ههنا: الأنهار واحدها سعيد قال: ويقال لِلَبْنة القميص سعيدة.

والسُّعْد: نبت له أصل تحت الأرض أسود طيّب الريح.

والسُّعادَى: نبت آخر.

وقال الليث: السُّعادى: بنت السُّعد.

ومن أمثال العرب: مَرْعًى ولا كالسَّعدان يريدون أن السعدان من أفضل مراعيهم.

والسُّعُود في قبائل العرب كثير، وأكثرها عددًا سعدُ بن زيد مَنَاة بن تميم.

ومنها بنو سعد بن بكر في قيس عَيْلان، ومنها سعد هُذَيم في قُضاعة.

ومنها سعد العَشِيرة.

وبنو ساعدة في الأنصار.

ومن أسماء الرجال سعد ومسعود وسَعِيد وأسعد وسُعَيد وسَعْدان.

ومن أسماء النساء سُعَاد وسُعْدَى وسَعِيدة وسَعْدِيَّة وسُعَيْدة.

ومن أسماء الرجال مُسْعَدة.

والسُّعْد: ضرب من التمر؛ قال أوس:

وكأن ظُعْنَ الحيّ مُدْبرة *** نخل بزارة حَمْلها السُعُد

والسَّعَادة: رُقعة تزاد في الدَلْو ليتَّسع ساعد المزادة.

وتسمَّى زيادة الخفّ وبنائق القميص سعادة.

وخرج القوم يتسعَّدون أي يطلبون مراعيَ السعدان.

والسَّعْدانة: اللّحَمات النابتات من الحلق.

قال:

جاء على سعدانة الشيخ المُكِلّ

يعني الفالوذ.

تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com