نتائج البحث عن (إِعْصَارُهَا)

1-شمس العلوم (الإعصار)

الكلمة: الإعصار. الجذر: عصر. الوزن: الْإِفْعَال.

[الإعصار]: أعصرت الجارية: إذا حاضت، قال:

جاريةٌ بسفوانَ دارُها *** قد أعْصرتْ أو قد دنا إعصارُها

وفي حديث ابن عباس: «كان دحيةُ إذا قدم لم تبق معصر إلّا خرجت تنظر إليه» يعني لجَمالِه.

والمعصرات: السحاب تعتصر بالمطر.

وقيل: هي الكثيرات المطر.

وقيل هي ذوات الأعاصير، قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجًا}.

ويقال: أعصرت الريح: إذا أثارت التراب.

شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م


2-معجم ما استعجم (تعشار)

تعشار: بكسر أوّله، وبالشين المعجمة، والراء المهملة. وقد قيل تعشار، بفتح أوّله: وهو موضع فى بلاد بنى تميم. وقيل: هو جبل فى بلاد بنى ضبّة.

وقال الخليل: ماء لبنى ضبّة بنجد، قال عبدة بن الطّبيب:

«صاحبت قيسا صحبة فومقته *** بتعشار لم أسمع له بعد قاليا»

وقال عمرو بن معدى كرب:

«هم قتلوا عزيزا يوم لحج *** وعلقمة بن سعد يوم نجد»

علقمة وعزيز: قيلان من حمير. ولحج ونجد: موضعان. ثم قال:

«وهم ساروا مع المأمور شهرا *** إلى تعشار سيرا غير قصد»

المأمور: هو معاوية بن زيد، من بنى الحارث بن كعب. ثم قال:

«وهم قسموا النّساء بذى أراطى *** وهم عركوا الذنائب عرك جلد»

أراطى: ماء لطيّىء والذنائب: أرض لقيس. ثم قال:

«وهم أخذوا بذى المروّت ألفا *** يقسّم للحصين ولابن هند»

المروّت: واد باليمن. وحصين وشهاب بن هند: من بنى الحارث بن كعب.

ثم قال:

«وهم قتلوا بذات الجار قيسا *** وأشعث سلسلوا فى غير عقد»

الجار: موضع هناك. وفى غير عقد. أى بلا ذمّة ولا عهد. وبتعشار نقا الحسن، حيث قتل بسطام.

وقال الطوسى: تعشار أرض لكلب؛ وأنشد للنّابغة:

«وبنو جذيمة حىّ صدق سادة *** غلبوا على خبت إلى تعشار»

قيل إن بنى جذيمة من بنى أسد، وقيل من كلب. ويدلّك أن تعشار متّصلة بالدّهناء قول الراجز:

«جارية بسفوان دارها *** لم تدر ما الدّهنا ولا تعشارها»

«قد أعصرت أو قد دنا إعصارها *** تمشى الهوينى مائلا خمارها»

يسقط من غلمتها إزارها

معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع-أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد البكري الأندلسي-توفي 487هـ/1094م


3-جمهرة اللغة (رصع رعص صرع صعر عرص عصر)

الرَّصع: الضرب باليد.

والرصائع: حِلية السيف إذا كانت مستديرة، الواحدة رصيعة، وكل حلقة في حِلية سيف أو سَرج أو غير ذلك مستديرةٍ فهي رَصيعة.

قال الشاعر:

«ضربناهمُ حتى إذا اربَثّ جمعُهم***وصار الرَّصيعُ نُهْيَةً للحمـائل»

يقول: انكبْوا على وجوههم فصارت أجفان السيوف في موضع الحمائل، وقوله: اربثّ: تفرق، والنُّهية: الغاية، وكل شيء انتهيت إليه فهو نُهْيَة.

والرَّصَع مثل الرَّسَح سواء، رجل أرْصَعُ وامرأة رَصْعاءُ، وهو خفة المؤخَّر.

قال جرير:

«ورَصعاءَ هِزّانيةٍ يخْلَقُ ابنُهـا***لئيمًا إذا ما جُنَّ في اللحم والدم»

والرَّصْع: فراخ النحل، الواحدة رَصعَة، بسكون الصاد.

والرصع: الطعن الشديد، يقال: رَصَعَه بالرمح وأرصعه، وهو شدّة الطعن.

قال الراجز:

«وَخْزًا إلى النِّصف وطعنًا أرصعا*** وفوقَ أغياب الكُلَى وكَسَّعا»

والرَّعْص: الضرب، من قولهم: رَعَصَه، إذا ضربه، وضربه حتى ارتعص، أي التوى من شدّة الضرب.

وارتعصتِ الحيّةُ، إذا التوَت.

قال الراجز:

«إلاّ ارتعاصًا كارتعاص الحَيَّهْ *** على شرا سيفي ومَنْكِبَيَّهْ»

وارتعص الجديُ، إذا طفر نشاطًا، وأحسب أن هذا مقلوب عن اعترص الفرسُ وارتعص، وهما واحد.

وارتعصَ الرمحُ ارتعاصًا، إذا اشتدّ اهتزازُه.

قال أوس بن حجر:

«أصَـمَّ رُدَينـيُّا كـأنّ كـعـوبَـه***نَوَى القَسْبِ عَرّاصا مُزَجًّا مُنَصَّلا»

والرعْص شبيه بالنَّفض من قولهم: رَعَصتِ الريحُ الشجرةَ، إذا نفضت أغصانَها.

والصَّعَر: داء يصيب الإبل فتلتوي منه أعناقُها، وبه سُمّي المتكبر أصعر.

وتصاعرَ الرجل وتصعَّر، إذا لوى خَدَّه من الكِبرَ.

وذكر أبو عبيدة أن من هذا قوله عزّ وجل: {ولا تصَغرْ خدَّك للناس}.

وقد سمّت العرب أصْعَر وصُعَيْرًا وصعْران.

وصعَير بن كلاب: أحد فرسان العرب المذكورين.

قال مهلهل:

«عجِبَتْ أبناؤنا من فِـعْـلِـنـا***إذ نبيعُ الخيلَ بالمِعْزَى اللِّجابِ»

«عَلِمـوا أنّ لـدينـا عُـقْـبَةً***غيرَ ما قال صُعَيْرُ بنُ كِلابِ»

اللَّجاب: واحدها لَجْبَة، بسكون الجيم، وهي التي قد ارتفع لبنُها، وإنما سكّنوا في الجمع لَجبات لأنها صفة.

والمِعْزَى لا واحد لها من لفظها، ومَعْز، بسكون العين: جمع ماعِز مثل صاحب وصَحْب.

ويقال أيضًا: اللجاب من قولهم عَنْزٌ لَجْبَة: قريبة العهد بالنتاج.

وهذه الكلمة لصُعير بن كِلاب لما جاءهم مهلهل يسألهم مرعًى وهم في المهادنة التي كانت بينهم فقال صُعير: "واللهّ لا نُرْعيهم حتى يبيعوا المُهَرْة الشَّوْهاء بالعنز اللَّجْبَة، الشوْهاء من كل شيء: القبيحة إلا من الخيل فإنها الحسنة منها، وقالوا: هي الواسعة الأشداق، فقال مهلهل حيئنذٍ هذه الأبيات.

والصُّعْرور: صَمْغ شجرٍ يستطيل ويلتوي، والجمع صَعارير.

قال الشاعر:

«إذا أوْرَق العَوْفي جاع عِـيالُـه***ولم يجدوا إلا الصَّعاريرَ مَطْعَما»

ويقال: ضربه فاصعنرر، أي التوى من الوجع، وتسمى دحروجة الجعل صعرورةً، وليس بثبت قال الراجز:

«يَبْعرْنَ مثل الفلْفُل المُصَعْرَرِ»

والصَّرْع: مصدر صرعتُ الرجلَ أصرَعه صَرْعًا، فهو صريع ومصروع.

ورجل صِرِّيع، إذا كان حاذقًا بالصِّراع.

ورجل صُرَعَة، إذا كان كذلك، بفتح الراء، فإذا قلت: رجل صُرْعَة، فهو الذي يصرعه كلّ من صارعه.

والمَصاريع: الأبواب، واحدها مِصراع، ولا يكون الباب مِصراعًا حتى يكون اثنين، ومن ذلك قيل: مِصْراع الشعر، لأنه نصف بيت فشُبِّه مِصْراع الباب به.

والصرعان، بكسر الصاد وفتحها: الغَداة والعَشِي.

تقول: ما أراه الصِّرْعَيْن، أي غدوَةً وعَشِيّةً.

والعَرَص من قولهم: عرِصَ البرق يعرَص عَرَصًا وعَرْصًا، وارتعص ارتعاصًا، وهو اضطرابه في السحاب فالبرق عرّاص، وربما سُمي السحاب عراصًا لاضطراب البرق فيه.

وعَرْصَة الدار: ما لا بناءَ فيه، والجمع عَرَصات وعِراص.

والعَرْص: خشبه توضع في وسط سقف البيت ويوضع عليها أطراف الخشب.

والعَرَص: النشاط.

ولحم معرَّص: لم يستحكم نضجُه.

والعَصْر: الدَّهر.

والعَصَر: الملجأ، وهو المعتصَر أيضًا.

قال الشاعر:

«وصاحبي وَهْوَة مستوهِل زَعِـل***يحول بين حمار الوحش والعَصَرِ»

وكل ما التجأت إليه من شيء فهو عَصَر ومعتصَر وعُصْرَة.

قال عديّ بن زيد:

«لو بغير الماء حلـقـي شَـرِق***كنتُ كالغَصّان بالماء اعتصاري»

وبنو عَصَر: بطن من العرب من عبد القيس.

وذكر أبو عبيدة أن قوله تعالى: {فيه يُغاثُ الناسُ وفيه يَعْصِرون}، قال: ينجون من الجَدب.

وعصارة كل شيء: ما سال منه إذا عُصر، وليست العُصارة بالثَّجير كما تقول العامّة.

قال الشاعر:

«والعودُ يُعصر مـاؤه***ولكل عيدانٍ عُصَارهْ»

ووصف بعض العرب رجلًا فقال: والله ما كان لَدْنًا فيُعتصر ولا كان هَشًّا فيُكتسر.

والعَصْران: الغداة والعَشِيّ.

وجارية مُعْصِرة ومُعْصِر أيضًا، والجمع مَعاصر، وهي التي قد جاوزت حدَّ الكاعب، والجمع أيضًا مُعْصِرات.

قال الراجز:

«جاريةٌ بسَـفَـوانَ دارُهـا*** تمشي الهُوَيْنا مائلًا خِمارُها»

«مُعْصِرة أو قد دنا إعصارها»

وقال الآخر:

«قل لأمير المؤمنين الواهبِ *** أوانسًا كالرَّبْرَبِ الربائبِ»

«من ناهدٍ ومُعْصِر وكاعبِ»

والمُعْصِرات: السحاب لأن الناس ينجون بسببها من الجَدْب، ومنه قوله تعالى: {وأنزلْنا من المُعْصِرات ماءً ثَجّاجًا} هكذا يقول أبو عُبيدة، والله أعلم.

والإعصار: غبار يثور من الأرض فيتصاعد في السماء، والجمع أعاصير، هكذا فسر قوله تعالى: {فأصابها إعصار فيه نار فاحترقتْ، هكذا يقول أبو عُبيدة، والله أعلم.

وعوصَرَة: اسم الواو فيه زائدة، وهو من العصر.

وسُمّيت صلاة العصر لأنها تصلى في أحد العصرين، وهو آخر النهار.

وقالوا: صلاة العَصْر وصلاة العَصَر.

أخبرنا أبو عثمان الأشنانْداني قال: سمعت الأخفش يقول: كنت عند الخليل فسأله رجل عن حد الليل فقال: من نُدْأة الشَّفَق إلى نُدْأة الفجر.

جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م


4-جمهرة اللغة (باب ما لا تدخله الهاء من المؤنث)

جارية كاعِب وناهِد ومُعْصِر، وقالوا مُعْصِرة.

قال الراجز:

«قُلْ لأمير المؤمنين الواهبِ*** أوانسًا كالرَّبْرَبِ الرَّبـائبِ»

«من ناهدٍ ومُعْصِرٍ وكاعـبِ*** هِيفِ البطون رُجَّح الحقائبِ»

المُعْصِر: التي استتصّت عصرَ شبابها، وهي كاعب أوّلا إذا كعّب ثديُها كأنه مفلَّك، ثم يخرج فتكون ناهدًا، ثم يستوي نهودها فتكون مُعْصِرًا.

قال الراجز:

«قد أعصرتْ أو قد دنا إعصارُها *** يَنْحَلّ من غُلْمَـتِـهـا إزارُهـا»

وجارية عارِك وطامِث ودارِس وحائض، كلّه سواء.

وجارية جالِع، إذا طرحت قناعها من قلّة الحياء.

وامرأة قاعد، إذا قعدت عن الحيض والولادة.

وامرأة مُغْيِل: تُرضع الغيلَ، وهو أن تُرضع ولدَها وهي حامل؛ واسم اللبن: الغَيْل.

وامرأة مُسْقِط وامرأة مُسْلِب: قد مات ولدُها.

وامرأة مُذْكر، إذا ولدت الذكور؛ ومؤنِث، إذا ولدت الإناث؛ ومِذكار ومِئناث، إذا كان ذلك من عادتها.

وامرأة مُغْيِب ومُغِيِب، بتسكين الغين وكسرها، إذا غاب عنها زوجُها، وقالوا مُغِيبة أيضًا.

وفي الحديث أن عمر رضي الله عنه قال: (ما بالُ أحدكم لا يزال كاسرًا وِسادتَه عند امرأة مُغِيبة يتحدّث إليها وتتحدّث إليه، عليكم بالجَنْبة فإنها عَفاف، إن النسأ لحمٌ على وَضَم إلاّ ما ذُبَّ عنه).

قال الراجز:

«يَخْبِطْنَ بالأيدي طريقًا ذا غَدَرْ *** غَمْزَ المُغِيبات فلاطيسَ الكَمَرْ»

الفِلْطاس: الكَمَرة العريضة، وقد قالوا: أنف فِلْطاس؛ والعَدر: الأرض التي فيها جِحَرة اليرابيع والسباع.

وامرأة مُشْهِد، إذا كان زوجها شاهدًا.

وامرأة مِقْلات: لا يعيش لها ولد، وأصله من القَلَت، أي الهلاك.

وامرأة ثاكِل وهابِل وعالِه، من العَلَه والجَزَع، ويقال: رجل عَلِة وعَلَهان.

وامرأة قَتين: قليلة الرُّزْء.

وامرأة جامِع: في بطنها ولدها.

وامرأة سافِر وحاسِر وواضِع، إذا ألقت قِناعها.

وظبية مُطْفِل ومُشْدِن ومُغزِل: معها شادِن وغزال.

وظبية خاذِل وخَذول، إذا تأخّرت بعد قطيع الظِّباء.

وفرس مُرْكِض: في بطنها ولد قد تحرّك.

وامرأة عِنْفِص: زَرِيّة.

وامرأة دِفْنِس: رَعْناء.

ومُهرة ضامِر.

ومُهرة قيدود: طويلة.

ومهرة كُميت.

ومُهرة جَلْعَد: صلبة شديدة، وكذلك الناقة.

وناقة عَيْهَل وعَيْهَم: سريعة.

وناقة دِلاث: جريئة على السير.

وناقة هِرْجاب: خفيفة.

وناقة أمون: صلبة.

وناقة ذَقون: تضرب بذقنها في سيرها.

وناقة مُمْرِن: تَدُرّ على المَرْي، وهو مَسْح الضرع باليد.

وناقة نجيب، أي كريمة.

وناقة راجع، وهي التي يُظنّ أن بها حَمْلًا ثم يُخْلِف.

وناقة مُرِدّ، وهي التي تشرب الماء فيَرِم ضَرعها.

وناقة خَبْر: غزيرة.

وناقة حَرْف: ضامر.

وناقة رَهْب: مُعْيِيَة.

وناقة راذِم، وهي التي قد دفعت باللبن، أي أنزلت اللبن في ضَرعها، وشاة مُبْسِق، إذا كان كذلك؛ وناقة مُضْرع؛ وناقة مُشْرِق للتي أشرقَ ضَرْعُها باللبن.

وناقة رُهْشوش: غزيرة.

قال الراجز:

«أنتَ الجوادُ رِقَّةَ الرُّهْشوش *** والمانعُ العِرْضَ من التخديش»

أي أنت رقيق برقّة الرًّهْشوش.

وقال أيضًا: أنت الجوادُ السَّهل العطيَّه كما تعطي هذه الناقةُ الرهشوش.

والخنْجور: مثل الرُّهْشوش سواء.

وشاة مُحِشّ: يَبِسَ ولدُها في بطنها، وكذلك الناقة والمرأة.

وأتان مُلْمِع، إذا أشرقَ ضَرْعُها للحمل.

وشاة صارِف، وهي التي تريد الفحل.

وشاة ناثِر، وهو عيب، وهو أن تنثر من أنفها إذا سعلت أو عطست.

وناقة داحِق، وهي التي تخرج رَحِمها بعد النِّتاج.

وقال أيضًَا: إذا اندحق رَحِمُها في عَقِب الولادة.

وشاة راجِن وداجِن، وهي التي قد ألِفَت البيوت.

وناقة مُشْدِن، وهي التي قد قوي ولدُها.

وناقة مُرْشِح: كذلك أيضًا.

ونُتجت الناقةُ حائلًا، إذا ولدت أنثى.

وناقة حَسير وطَليح، وهي المُعْيِية.

وناقة لَهيد: قد عصرها الحملُ فأوهى لحمَها.

وناقة مُتِمّ، وكذلك المرأة إذا تمّت أيامُ حملها.

وناقة مُذائر، وهي التي تَرْأم بأنفها ولا يصدق حُبُّها.

وناقة عَلوق، وهي نحو المُذائر تَرْأم بأنفها وتَزْبِن برِجلها.

وناقة خادِج، وهي التي قد طرحت ولدَها، ومُخْدِج.

وناقة فارِق، رهي التي تذهب على وجهها فتُنْتَج.

وناقة طالِق، وهي التي تطلب الماء قبل القَرَب بليلة، يوم الطَّلَق ويوم القَرَب.

قال أبو بكر: قال الأصمعي: سألت أعرابيًا: ما القَرَب? فقال: سير الليل لوِرد الغد.

فقلت له: فما الطَّلَق?.

قال: سير اليوم لوِرد الغِبّ، أي بعد غد.

وناقة بازِل وناقة بائك: ضخمة السَّنام.

وناقة فاسِج: فتيّة سمينة.

وناقة شامِذ وشاثل، إذا شالت بذَنَبها.

قال الشاعر:

«شامِذًا تتّقي المُبِسَّ عن المُـرْ*** يَةِ كُرْهًا بالصِّرْفِ في الطًّلاّءِ»

قال أبو بكر: كسر الميم في المِرية أجود، ويجوز الضمّ، وهو أن يُمسح الضَّرع عند الحلب، فأما في قولهم لا شكّ فيه ولا مُرية فيجوز فيه الكسر والضمّ أيضًا؛ كذا يقول أبو زيد.

والمًبِسّ: الذي يدعوها للحلب، والطُّلاّء: التي تَدُرّ الدمَ مكان اللبن، والصِّرْف: الدم؛ والصِّرْف أيضًا: صِبغ أحمر.

يقول: الحرب مثل الناقة.

وناقة بَلْعَس، وهي المسنّة المسترخية اللحم، وبَلْعَك ودَلْعَك، وهنّ ضِخام فيهنّ استرخاء.

وناقة عَوْزَم، وهي المسنّة وفيها شِدة.

وناقة ضِرْزِم: مثلها.

وناقة دِلْقِم، إذا تكسّر فوها وسال مَرْغُها، أي لُعابها.

وفرس مُقِصّ، إذا استبان حملُها.

وناقة مِلْواح ومِهْياف، إذا كانت سريعة العطش.

وناقة مِصْباح، وهي التي تصبح في مَبْرَكها.

قال الشاعر:

«وجدتَ المنْدِياتِ أقَـلَّ رُزْأً*** عليكَ من المصابيح الجِلادِ»

قال أبو بكر: هذا رجل يخاطب رجلًا قطع أنف رجل فطُولب بالدِّيَة أو القَوَد فسلّم أنفه فقُطع فعيّره بذلك فقال: وجدتَ قَطْعَ أنفك أسهلَ عليك من تسليم إبلك؛ والمُنْدِيات: الدواهي.

وناقة مِيراد: تعجِّل الوِرْد.

ونعجة حانٍ، إذا أرادت الفحل.

وشاة هِرمِل وحِرمِل، وهي الهوجاء، وربما وصف به الناس أيضًا.

وشاة مُقْرِب للتي قَرُبَ وِلادُها.

وشاة صالِغ وسالِغ، وهي التي قد انتهى سِنها.

قال أبو بكر: مثل البازِل من الإبل والقارِح من الخيل والمُشِبّ من البقر.

وشاة مُتْئم للتي ولدت اثنين في بطن.

وناقة حائل للتي حالت ولم تحمِل، وكذلك النخلة أيضًا وكل أنثى؛ وناقة حامِل.

وناقة مُغِدّ: بها غُدّة؛ يقال: أغَذَ البعير وأغَدّت الناقة فهي مُغِدّ.

فأما قول العامّة مغدود فخطأ.

وناقة ناحِز، وهي التي بها النُّحاز، وهو السُّعال.

وناقة رائم: ترْأم ولدَها وتعطف عليه.

وناقة والِه، إذا اشتدّ وجدُها بولدها.

وناقة فاطِم: فطمت ولدهَا.

وناقة مُقامِح: تأبى أن تشرب الماء.

وناقة مُجالِح، وهي التي تَدُرّ في القُرّ.

وناقة شارِف: مسنّة.

وناقة ضامِز: لا تجترّ.

وناقة ضابِع، وهي التي ترفع خُفَّها إلى ضَبْعها في السير.

وناقة عاسِر وعَسير، وهي التي اعتُسرت فرُكبت ولمّا تُرَضْ.

وناقة قَضيب: كذلك.

قال الشاعر:

«أسِيرُ عَروضًا أو قَضيبًا أرُوضُها»

وناقة مِدراج، وهي التي تجوز وقت وضعها.

وناقة مُرْبِع: معها رُبَع.

وناقة مِرْباع: تحمِل في أول الربيع.

وناقة مِشْياط: تُسرع السِّمَن.

جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م


5-المعجم الجغرافي للسعودية (الغبيطين)

الغبيطين: موضع ثناه بما حوله. هانىء بن قبيصة بن مسعود الشيبانيّ وهذا يوم الغبيط.

وقال في «معجم البلدان»: الغبيط بفتح أوله وكسر ثانيه كأنه فعيل من الغبطة، وهو حسن الحال أو من الغبط وهو قريب من الحسد، عند بعضهم، وبعضهم فرّق فقال: الحسد أن يتمنّى المرء انتقال نعمة المحسود إليه، والغبط أن يتمنى أن يكون له مثلها، والغبيط من مراكب النساء الحراير، والغبيط: اسم واد، ومنه صحراء الغبيط. في كتاب السّكّيت فى قول امرئ القيس وأورد البيت المتقدم

وقال نقلا عن ابن السكّيت: الغبيط أرض لبنى يربوع وسميت الغبيط لأن وسطها منخفض وطرفها مرتفع كهيئة الغبيط وهو الرحل اللّطيف. وفي كتاب نصر: وفي حزن بني يربوع ـ وهو قف غليظ مسيرة ثلاث في مثلها وهو بين الكوفة وفيد ـ أودية منها الغبيط وإياد وذو طلوح وذو كريت. ويوم الغبيط من أفصل أيامهم؟ ويقال له يوم غبيط المدرة وغبيط الفردوس، وهو في ديار بني يربوع يوم لبني يربوع دون مجاشع قال جرير:

«ولا شهدت يوم الغبيط مجاشع ***ولا نقلان الخيل من قلّتى يسر»

وهذا اليوم الذي أسر فيه عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعيّ بسطام بن قيس، ففدى نفسه باربع مئة ناقة، ثم أطلقه وجز ناصيته فقال الشاعر:

«رجعن بهانئ وأصبن بشرا***وبسطام يعضّ به القبود»

وقد ذكر في يوم العظالى. وقال لبيد بن ربيعة:

«فإن امرءا يرجوا الفلاح وقد رأى ***سواما وحيّا بالأفاقة جاهل »

«غداة غدوا منها وآزر سربهم ***مواكب تحدى بالغبيط وجاهل »

وأقول: هما غبيطان غبيط الفردوس وغبيط المدرة كما تقدم عن البكري، وكما يفهم من النصوص المتقدمة، وهما متجاوران. أما تحديد موقعهما فإن ما تقدم من الأقوال يمكن تلخيصه في:

1 ـ يفهم من خبر يوم الغبيط أن الغبيط يقع في الطريق بين صحراء قلج وبين بلاد عجل وشيبان من بكر بن وائل، وكانت في ذلك الوقت حول الكوفة، أي إنه غرب فلج، حيث بلاد بني يربوع فالغزاة مروا بعد إغارتهم على الثعالب على بني مالك فاغاروا عليهم ومعهم بنو يربوع فهزموهم بالغبيط.

2 ـ أنّ الغبيط من أودية الحزن ـ كما في كتاب «بلاد العرب» وكما قال نصر. ويظهر أنه من أوديته الشمالية التي تقع في الطريق بين فلج وبين الكوفة أي في أسفل الحزن.

3 ـ أن الغبيط أرض منخفضة الوسط مرتفعة الجوانب، كما يفهم من كلمة الغبيط وكما فسرها ابن السكيت. وكما يفهم من قول مالك بن نويرة الذي أورده ياقوت. ونصه: ويوم البردين من أيام العرب وهو يوم الغبيط، ظفرت به بنو يربوع ببني شيبان فقال مالك بن نويرة:

«فأقررت عيني يوم ظلّوا كأنّهم ***ببطن الغبيط خشب أثل مسنّد»

إلى أن قال:

«وأصبح منهم بعد قلّ لقائنا***بقيقاءة البردين قلّ مطرّد»

4 ـ كانت وقعة يوم الغبيط في بطن الإياد حيث لقيت بنو يربوع الغزاة منصرفين فهزموهم، وبطن الإياد في حزن بني يربوع ويفهم من خبر الوقعة أنه في أسفل الحزن حيث يقع طريق عجل وشيبان من صحراء فلج إلى بلادهم.

وفي «العقد الفريد» في خبر يوم مخطّط أنّ بكر بن وائل غزوا بني يربوع حتى وردوا عليهم ماء بالفردوس، وهو بطن الإياد، بينه وبين مخطّط ليلة وقد نذرت بهم بنو يربوع فالتقوا بمخطط. وتقدم أن الغبيط يضاف إلى الفردوس وأن الإياد أسفل الحزن مما يلي الكوفة.

5 ـ القول بأن يوم الغبيط هو يوم الصّمد ويوم الجمد كما في كتاب «النقائض» يدلّ على قريه من الموضعين، وهما في حزن بني يربوع، ولهذا وقع الخلط بين الايام التى وقعت فى مواضع متقاربة.

وفي «ديوان جرير»:

«أنا ابن الفوارس يوم الغبيط***وما تعرف العوذ أمهارها»

«لحقنا بابجر والحوفزان ***وقد مدّت الخيل أعصارها»

هذا يوم أود. كذا قال شارح الديوان. وإن دل على شيىء فعلى تقارب الموضعين وأود من الحزن، وقد تقدم ذكره في موضعه.

6 ـ أنّ الغبيط في بلاد بني يربوع وهم الذين انتصروا في يومه على بني عجل وبني شيبان ومن معهم. ولهذا كثر افتخار جرير بذلك اليوم، فقال:

«أعبت فوارس يوم الغبيط***وأيّام بشر بنى مرثد؟»

وقال:

«أحسبت يومك بالوقيط كيومنا***يوم الغبيط بقلّة الارحال »

وقال:

«فما شهدت يوم الغبيط مجاشع ***ولا نقلان الخيل من قلّتى يسر»

هذا يوم الغبيط. وقلّتاه: أكمتان عنده، ويسر موضع بالدهناء وهو يسر محرك فسكنه. وفي مخطوطة أخرى: وعنى يوم غبيط المدرة.

وقال:

«قادوا الهذيل بذي بهدى وهم رجعوا***يوم الغبيط ببشر وهو مغلول »

بشر بن عمرو بن مرثد:

وأكثر الأوصاف التى تقدم ذكرها تنطبق على صحراء واسعة من الأرض واقعة غرب وادى فلج (الباطن) بعيدة عنه، في شمال الحزن أسفله، يفصل بينها وبين السهول والمنخفضات الواقعة جنوب العراق مرتفعات الحجرة التي هي امتداد للحزن، تلك الصحراء تدعى البطن، وليس من المستبعد أن تكون ما يعرف قديما باسم بطن الغبيط، وبطن الإياد فنسى الاسمان الاخيران، واستعيظ عنهما باسم (البطن). والبطن أرض منخفضة خالية من الجبال، ممتدة من الجنوب الغربي إلى الشمال الغربي بمحاذاة الحزن، تلبّ به من الشمال، من أنصاب إلى المعانيّة. ويحفّ بها من الشمال الشرقيّ مرتفعات أرض الحجرة. ومن الشمال الغربي والغرب مرتفعات تدعى ظهرة البطن.

(يقع البطن بين خطي الطول 00؟ ـ 43؟ و 00 ـ 45؟ وخطي العرض 30؟ ـ 29؟ و 00؟ ـ 30؟ تقريبا).

المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية-حمد الجاسر-صدر: 1398هـ/1978م


6-معجم البلدان (الصمد)

الصَّمْدُ:

بالفتح ثم السكون، والدال المهملة، والصمد:

الصلب من الأرض الغليظة، وكذلك الصّمد، بالضم، والصمد: ماء للضباب، ويوم الصّمد ويوم جوف طويلع ويوم ذي طلوح ويوم بلقاء ويوم أود: كلّها واحد، قال بعض القرشيين:

«أيا أخويّ بالمدينة أشرفا *** على صمد بي، ثم انظرا تريا نجدا»

«فقال المدينيّان: أنت مكلّف، *** فداعي الهوى لا نستطيع له ردّا»

وقال أبو أحمد العسكري: يوم الصمد، الصاد غير معجمة والميم ساكنة، وهو يوم صمد طلح أسر فيه أبحر بن جابر العجلي أسره ابن أخته عميرة بن طارق ثم أطلقه منعما عليه وأسر فيه الحوفزان سيد بني شيبان وعبد الله بن عنمة الضبي، وقال يمدح متمّم ابن نويرة لأنّه أسره وأحسن إليه:

«جزى الله ربّ الناس عني متمّما *** بخير جزاء ما أعفّ وأنجدا»

«كأنّي غداة الصمد حين لقيته *** تفرّعت حصنا لا يرام ممرّدا»

وفي ذلك يقول شاعرهم أيضا:

«رجعنا بأبحر والحوفزان *** وقد مدّت الخيل أعصارها»

«وكنّا إذا حوبة أعرضت *** ضربنا على الهام جبّارها»

معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م


7-الأضداد لابن الأنباري (المعصر)

136 - وقالَ قُطْرب: المُعْصِر حرف من الأَضْداد. فهو في لغة قيس وأَسَدِ: الَّتي دنت من الحيْض؛ وهو في لغة الأَزد: الَّتي وَلَدَت أَو تَعَنَّسَتْ.

قال أَبو عُبيد: قال الأَصْمَعِيّ: المُعْصِر: الَّتي قد أَدركت. قال: قال الكِسَائِيّ: المُعْصِر: الَّتي راهقت العشرين، قال الشَّاعر: قَدْ أَعْصَرَتْ أَوْ قَدْ دَنَا إِعْصَارُها

والمُسْلِف: الَّتي قد بلغت خمسًا وأَربعين، قال عمر ابن أَبي ربيعة:

«قُلْتُ أَجيبِي عاشقًا *** بحبِّكُمْ مُكَلَّفُ»

«فيها ثلاثٌ كالدُّمَى *** وَكاعِبٌ ومُسْلِفُ»

الدُّمَى: الصُّوَر، والكاعب: الَّتي كَعَب ثدياها، وكذلك الكَعَاب؛ قال الشَّاعر:

«فَلَيْتَ أَميرَنا وَعُزِلْتَ عَنَّا *** مُخَضَّبَةٌ أَنامِلُها كَعابُ»

الأضداد-أبو بكر، محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فَروة بن قَطَن بن دعامة الأنباري-توفي: 328هـ/940م


8-لسان العرب (عصر)

عصر: العَصْر والعِصْر والعُصْر والعُصُر؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: الدَّهْرُ.

قَالَ اللَّهُ تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ}؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَصْرِالدهرُ، أَقسم اللَّهُ تَعَالَى بِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْعَصْرِ" مَا يَلِي الْمَغْرِبَ مِنَ النَّهَارِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: هِيَ سَاعَةٌ مِنْ سَاعَاتِ "النَّهَارِ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي العُصُر: " وَهَلْ يَعِمَنْ مَن كَانَ فِي العُصُر الْخَالِي؟ "وَالْجَمْعُ أَعْصُرٌ وأَعْصار وعُصُرٌ وعُصورٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

والعَصْر قَبْل هَذِهِ العُصورِ ***مُجَرِّساتٍ غِرّةَ الغَرِيرِ

والعَصْران: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.

والعَصْر: اللَّيْلَةُ.

والعَصْر: الْيَوْمُ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:

وَلَنْ يَلْبَثَ العَصْرَانِ يومٌ وَلَيْلَةٌ، ***إِذا طَلَبَا أَن يُدْرِكا مَا تَيَمَّما

وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ مَا جَاءَ مُثْنى: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، يُقَالُ لَهُمَا العَصْران، قَالَ: وَيُقَالُ العَصْران الْغَدَاةُ وَالْعَشِيُّ؛ وأَنشد:

وأَمْطُلُه العَصْرَينِ حَتَّى يَمَلَّني، ***ويَرضى بنِصْفِ الدَّيْنِ، والأَنْفُ راغمُ

يَقُولُ: إِذا جَاءَ فِي أَول النَّهَارِ وعَدْتُه آخِرَهُ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «حافظْ عَلَى العَصْرَيْنِ»؛ يُرِيدُ صلاةَ الْفَجْرِ وَصَلَاةَ الْعَصْرِ، سَمَّاهُمَا العَصْرَينِ لأَنهما يَقَعَانِ فِي طَرَفَيِ العَصْرَين، وَهُمَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، والأَشْبَهُ أَنه غلَّب أَحد الِاسْمَيْنِ عَلَى الْآخَرِ كالعُمَرَيْن لأَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَالْقَمَرَيْنِ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَقَدْ جَاءَ تَفْسِيرُهُمَا فِي الْحَدِيثِ، " قِيلَ: وَمَا العَصْران؟ قَالَ: صلاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وصلاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا "؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «مَنْ صلَّى العَصْرَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه: ذَكِّرْهم بأَيَّام اللَّهِ واجْلِسْ لَهُمُ العَصْرَيْن أَي بَكَرَةً وَعَشِيًّا».

وَيُقَالُ: لَا أَفعل ذَلِكَ مَا اخْتَلَفَ العَصْران.

والعَصْر: الْعَشِيُّ إِلى احْمِرَارِ الشَّمْسِ، وَصَلَاةُ العَصْر مُضَافَةٌ إِلى ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَبِهِ سُمِّيَتْ؛ قَالَ:

تَرَوَّحْ بِنَا يَا عَمْرو، قَدْ قَصُرَ العَصْرُ، ***وَفِي الرَّوْحةِ الأُولى الغَنيمةُ والأَجْرُ

وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الصَّلَاةُ الوُسْطى صلاةُ العَصْرِ، وَذَلِكَ لأَنها بَيْنَ صلاتَي النَّهَارِ وَصَلَاتَيِ اللَّيْلِ، قَالَ: والعَصْرُ الحَبْسُ، وَسُمِّيَتْ عَصْرًا لأَنها تَعْصِر أَي تَحْبِس عَنِ الأُولى، وَقَالُوا: هَذِهِ العَصْر عَلَى سَعة الْكَلَامِ، يُرِيدُونَ صَلَاةَ العَصْر.

وأَعْصَرْنا: دَخَلْنَا فِي العَصْر.

وأَعْصَرْنا أَيضًا: كأَقْصَرْنا، وَجَاءَ فلانٌ عَصْرًا أَي بَطيئًا.

والعِصارُ: الحِينُ؛ يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ عَلَى عِصارٍ مِنَ الدَّهْرِ أَي حِينٍ.

وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ نَامَ فلانٌ وَمَا نَامَ العُصْرَ أَي وَمَا نَامَ عُصْرًا، أَي لَمْ يَكَدْ يَنَامُ.

وَجَاءَ وَلَمْ يَجِئْ لِعُصْرٍ أَي لَمْ يَجِئْ حِينَ الْمَجِيءِ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر:

يَدْعون جارَهُمُ وذِمَّتَه ***عَلَهًا، وَمَا يَدْعُون مِنْ عُصْر

أَراد مِنْ عُصُر، فَخَفَّفَ، وَهُوَ الْمَلْجَأُ.

والمُعْصِر: الَّتِي بَلَغَتْ عَصْرَ شَبَابِهَا وأَدركت، وَقِيلَ: أَول مَا أَدركت وَحَاضَتْ، يُقَالُ: أَعْصَرَت، كأَنها دَخَلَتْ عَصْرَ شَبَابِهَا؛ قَالَ مَنْصُورُ بْنُ مَرْثَدٍ الأَسدي:

جَارِيَةٌ بسَفَوانَ دارُها ***تَمْشي الهُوَيْنا ساقِطًا خِمارُها،

قَدْ أَعْصَرَت أَو قَدْ دَنا إِعْصارُها "وَالْجَمْعُ مَعاصِرُ ومَعاصِيرُ؛ وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي قَارَبَتِ الْحَيْضَ لأَنّ الإِعصارَ فِي الْجَارِيَةِ كالمُراهَقة فِي الغُلام، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبي الْغَوْثِ الأَعرابي؛ وَقِيلَ: المُعْصِرُ هِيَ الَّتِي رَاهَقَتِ العِشْرِين، وَقِيلَ: المُعْصِر سَاعَةَتَطْمِث أَي تَحِيضُ لأَنها تُحْبَسُ فِي الْبَيْتِ، يُجْعَلُ لَهَا عَصَرًا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي قَدْ وَلَدَتْ؛ الأَخيرة أَزْديّة، وَقَدْ عَصَّرَت وأَعْصَرَت، وَقِيلَ: سُمِّيَتِ المُعْصِرَ لانْعِصارِ دَمِ حَيْضِهَا وَنُزُولِ مَاءِ تَرِيبَتِها لِلْجِمَاعِ.

وَيُقَالُ: أَعْصَرَت الْجَارِيَةُ وأَشْهَدَت وتَوضَّأَت إِذا أَدْرَكَت.

قَالَ اللَّيْثُ: وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ إِذا حَرُمت عَلَيْهَا الصلاةُ ورأَت فِي نَفْسِهَا زيادةَ الشَّبَابِ قَدْ أَعْصَرت، فَهِيَ مُعْصِرٌ: بَلَغَتْ عُصْرةَ شبابِها وإِدْراكِها؛ يقال بَلَغَتْ عَصْرَها وعُصورَها؛ وأَنشد: " وفَنَّقَها المَراضِعُ والعُصورُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «كَانَ إِذا قَدِمَ دِحْيةُ لَمْ يَبْقَ مُعْصِرٌ إِلا خَرَجَتْ تَنْظُرُ إِليه مِنْ حُسْنِه»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المُعْصِرُ الْجَارِيَةُ أَول مَا تَحِيضُ لانْعِصار رَحِمها، وإِنما خصَّ المُعْصِرَ بالذِّكر لِلْمُبَالَغَةِ فِي خُرُوجِ غَيْرِهَا مِنَ النِّسَاءِ.

وعَصَرَ العِنَبَ ونحوَه مِمَّا لَهُ دُهْن أَو شَرَابٌ أَو عَسَلٌ يَعْصِرُه عَصْرًا، فَهُوَ مَعْصُور، وعَصِير، واعْتَصَرَه: اسْتَخْرَجَ مَا فِيهِ، وَقِيلَ: عَصَرَه وَليَ عَصْرَ ذَلِكَ بِنَفْسِهِ، واعْتَصَره إِذا عُصِرَ لَهُ خَاصَّةً، واعْتَصَر عَصِيرًا اتَّخَذَهُ، وَقَدِ انْعَصَر وتَعَصَّر، وعُصارةُ الشَّيْءِ وعُصارهُ وعَصِيرُه: مَا تحلَّب مِنْهُ إِذا عَصَرْته؛ قَالَ:

فإِن العَذَارى قَدْ خَلَطْنَ لِلِمَّتي ***عُصارةَ حِنَّاءٍ مَعًا وصَبِيب

وَقَالَ:

حَتَّى إِذا مَا أَنْضَجَتْه شَمْسُه، ***وأَنى فَلَيْسَ عُصارهُ كعُصارِ

وَقِيلَ: العُصارُ جَمْعُ عُصارة، والعُصارةُ: مَا سالَ عَنِ العَصْر وَمَا بَقِيَ مِنَ الثُّفْل أَيضًا بَعْدَ العَصْر؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: " عُصارة الخُبْزِ الَّذِي تَحَلَّبا "وَيُرْوَى: تُحُلِّبا؛ يُقَالُ تَحَلَّبت الْمَاشِيَةُ بقيَّة الْعُشْبِ وتَلَزَّجَته أَي أَكلته، يَعْنِي بَقِيَّةَ الرَّطْب فِي أَجواف حُمْرِ الْوَحْشِ.

وَكُلُّ شَيْءٍ عُصِرَ مَاؤُهُ، فَهُوَ عَصِير؛ وأَنشد قَوْلَ الرَّاجِزِ:

وَصَارَ مَا فِي الخُبْزِ مِنْ عَصِيرِه ***إِلى سَرَار الأَرض، أَو قُعُورِه

يَعْنِي بِالْعَصِيرِ الخبزَ وَمَا بَقِيَ مِنَ الرَّطْب فِي بُطُونِ الأَرض ويَبِسَ مَا سِوَاهُ.

والمَعْصَرة: الَّتِي يُعْصَر فِيهَا الْعِنَبُ.

والمَعْصَرة: مَوْضِعُ العَصْر.

والمِعْصارُ: الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ الشَّيْءُ ثُمَّ يُعْصَر حَتَّى يتحلَّب مَاؤُهُ.

والعَواصِرُ: ثَلَاثَةُ أَحجار يَعْصِرون الْعِنَبَ بِهَا يَجْعَلُونَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ.

وَقَوْلُهُمْ: لَا أَفعله مَا دَامَ لِلزَّيْتِ عاصِرٌ، يَذْهَبُ إِلى الأَبَدِ.

والمُعْصِرات: السَّحَابُ فِيهَا الْمَطَرُ، وَقِيلَ: السَّحَائِبُ تُعْتَصَر بِالْمَطَرِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ مَاءً ثَجَّاجًا}.

وأُعْصِرَ الناسُ: أُمْطِرُوا؛ وَبِذَلِكَ قرأَ بَعْضُهُمْ: " فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يُعْصَرُون "؛ أَي يُمْطَرُون، وَمَنْ قرأَ: يَعْصِرُونَ"، قَالَ أَبو الْغَوْثِ: يستغِلُّون، وَهُوَ مِن عَصر الْعِنَبِ وَالزَّيْتِ، وَقُرِئَ: وَفِيهِ تَعْصِرُون "، مِنَ العَصْر أَيضًا، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ مِنَ العَصَر وَهُوَ المَنْجاة والعُصْرة والمُعْتَصَر والمُعَصَّر؛ قَالَ لَبِيدٌ: " وَمَا كَانَ وَقَّافًا بِدَارٍ مُعَصَّرٍ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ:

صادِيًا يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغاثٍ، ***وَلَقَدْ كَانَ عُصْرة المَنْجود

أَي كَانَ ملجأَ الْمَكْرُوبِ.

قَالَ الأَزهري: مَا عَلِمْتُ أَحدًا مِنَ القُرَّاء الْمَشْهُورِينَ قرأَ يُعْصَرون "، وَلَا أَدري مِنْ أَين جَاءَ بِهِ اللَّيْثُ، فإِنه حَكَاهُ؛ وَقِيلَ: المُعْصِر السَّحَابَةُ الَّتِي قَدْ آنَ لَهَا أَن تصُبّ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَجَارِيَةٌ مُعْصِرٌ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ.

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: السَّحَابَةُ المُعْصِر الَّتِي تتحلَّب بِالْمَطَرِ ولمَّا تَجْتَمِعْ مِثْلُ الْجَارِيَةِ المُعْصِر قَدْ كَادَتْ تَحِيضُ وَلَمَّا تَحِضْ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَالَ قَوْمٌ: إِن المُعْصِرات الرِّياحُ ذَوَاتُ الأَعاصِير، وَهُوَ الرَّهَج والغُبار؛ وَاسْتَشْهَدُوا بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:

وكأَنَّ سُهْكَ المُعْصِرات كَسَوْتَها ***تُرْبَ الفَدافِدِ وَالْبِقَاعِ بمُنْخُلِ

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَن قَالَ: المُعْصِراتُ الرِّياحُ "وَزَعَمُوا أَن مَعْنَى مِن، مِنْ قَوْلِهِ: مِنَ المُعْصِرات، مَعْنَى الْبَاءِ الزَّائِدَةِ.

كأَنه قَالَ: وأَنزلنا بالمُعْصِرات مَاءً ثَجَّاجًا، وَقِيلَ: بَلِ المُعْصِراتُ الغُيُومُ أَنفُسُها؛ وَفَسَّرَ بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ:

تَبَسَّمَ لَمْحُ البَرْقِ عَنْ مُتَوَضِّحٍ، ***كنَوْرِ الأَقاحي، شافَ أَلوانَها العَصْرُ

فَقِيلَ: العَصْر الْمَطَرُ مِنَ المُعْصِرات، والأَكثر والأَعرف: شافَ أَلوانها القَطْرُ.

قَالَ الأَزهري: وقولُ مَنْ فَسَّر المُعْصِرات بالسَّحاب أَشْبَهُ بِمَا أَراد اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لأَن الأَعاصِير مِنَ الرِّيَاحِ ليستْ مِن رِياح الْمَطَرِ، وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنه يُنْزِل مِنْهَا مَاءً ثَجَّاجًا.

وَقَالَ أَبو إِسحق: المُعْصِرات السَّحَائِبُ لأَنها تُعْصِرُ الْمَاءَ، وَقِيلَ: مُعْصِرات كَمَا يُقَالُ أَجَنَّ الزرعُ إِذا صارَ إِلى أَن يُجنّ، وَكَذَلِكَ صارَ السحابُ إِلى أَنْ يُمْطِر فيُعْصِر؛ وَقَالَ البَعِيث فِي المُعْصِرات فَجَعَلَهَا سَحَائِبَ ذَوَاتِ الْمَطَرِ:

وَذِي أُشُرٍ كالأُقْحُوانِ تَشُوفُه ***ذِهابُ الصَّبا، والمعْصِراتُ الدَّوالِحُ

والدوالحُ: مِنْ نَعْتِ السَّحَابِ لَا مِنْ نَعْتِ الرِّيَاحِ، وَهِيَ الَّتِي أَثقلها الْمَاءُ، فَهِيَ تَدْلَحُ أَي تَمِشي مَشْيَ المُثْقَل.

والذِّهابُ: الأَمْطار، وَيُقَالُ: إِن الْخَيْرَ بِهَذَا الْبَلَدِ عَصْرٌ مَصْرٌ أَي يُقَلَّل ويُقطَّع.

والإِعْصارُ: الرِّيحُ تُثِير السَّحَابَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِيهَا نارٌ، مُذَكَّر.

وَفِي التَّنْزِيلِ: {فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ}، والإِعْصارُ: رِيحٌ تُثِير سَحَابًا ذَاتَ رَعْدٍ وَبَرْقٍ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِيهَا غُبَارٌ شَدِيدٌ.

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الإِعْصارُ الرِّيَاحُ الَّتِي تَهُبُّ مِنَ الأَرض وتُثِير الْغُبَارَ فَتَرْتَفِعُ كَالْعَمُودِ إِلى نَحْوِ السَّمَاءِ، وَهِيَ الَّتِي تُسَمِّيها النَّاسُ الزَّوْبَعَة، وَهِيَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَا يُقَالُ لَهَا إِعْصارٌ حَتَّى تَهُبّ كَذَلِكَ بِشِدَّةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَرَبِ فِي أَمثالها: إِن كنتَ رِيحًا فَقَدْ لَاقَيْتَ إِعْصارًا؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَلْقَى قِرْنه فِي النَّجْدة وَالْبَسَالَةِ.

والإِعْصارُ والعِصارُ: أَن تُهَيِّج الرِّيحُ التُّرَابَ فَتَرْفَعُهُ.

والعِصَارُ: الْغُبَارُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:

إِذا مَا جَدَّ واسْتَذْكى عَلَيْهَا، ***أَثَرْنَ عَلَيْهِ مِنْ رَهَجٍ عِصَارَا

وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الإِعْصارُ الرِّيحُ الَّتِي تَسْطَع فِي السَّمَاءِ؛ وَجَمْعُ الإِعْصارِ أَعاصيرُ؛ أَنشد الأَصمعي:

وَبَيْنَمَا المرءُ فِي الأَحْياء مُغْتَبِطٌ، ***إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفوه الأَعاصِيرُ

والعَصَر والعَصَرةُ: الغُبار.

وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنّ امرأَة مرَّت بِهِ مُتَطَيِّبة بذَيْلِها عَصَرَةٌ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِعْصار، فَقَالَ: أَينَ تُرِيدين يَا أَمَةَ الجَبّارِ؟ فَقَالَتْ: أُريدُ المَسْجِد»؛ أَراد الغُبار أَنه ثارَ مِنْ سَحْبِها، وَهُوَ الإِعْصار، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ العَصَرة مِنْ فَوْحِ الطِّيب وهَيْجه، فَشَبَّهَهُ بِمَا تُثِير الرِّيَاحُ، وَبَعْضُ أَهل الْحَدِيثِ يَرْوِيهِ عُصْرة والعَصْرُ: العَطِيَّة؛ عَصَرَه يَعْصِرُه: أَعطاه؛ قَالَ طَرَفَةُ:

لَوْ كَانَ فِي أَمْلاكنا واحدٌ، ***يَعْصِر فِينَا كَالَّذِي تَعْصِرُ

وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ أَي يُتَّخَذُ فِينَا الأَيادِيَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَي يُعْطِينا كَالَّذِي تُعْطِينا، وَكَانَ أَبو سَعِيدٍ يَرْوِيهِ: يُعْصَرُ فِينَا كَالَّذِي يُعْصَرُ أَي يُصابُ مِنْهُ، وأَنكر تَعْصِر.

والاعْتِصَارُ: انْتِجَاعُ الْعَطِيَّةِ.

واعْتَصَرَ مِنَ الشَّيْءِ: أَخَذَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

وإِنما العَيْشُ بِرُبَّانِهِ، ***وأَنْتَ مِن أَفْنانِه مُعْتَصِرْ

والمُعْتَصِر: الَّذِي يُصِيبُ مِنَ الشَّيْءِ ويأْخذ مِنْهُ.

وَرَجُلٌ كَريمُ المُعْتَصَرِ والمَعْصَرِ والعُصارَةِ أَي جَوَاد عِنْدَ المسأَلة كَرِيمٌ.

والاعْتِصارُ: أَن تُخْرِجَ مِنْ إِنسان مَالًا بغُرْم أَو بوجهٍ غيرِه؛ قَالَ: " فَمَنَّ واسْتَبْقَى وَلَمْ يَعْتَصِرْ وَكُلُّ شَيْءٍ منعتَه، فَقَدْ عَصَرْتَه.

وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ: «أَنه سُئِلَ عَنِ العُصْرَةِ للمرأَة، فَقَالَ: لَا أَعلم رُخِّصَ فِيهَا إِلا لِلشَّيْخِ المَعْقُوفِ المُنْحَنِي»؛ العُصْرَةُ هَاهُنَا: مَنْعُ الْبِنْتِ مِنَ التَّزْوِيجِ، وَهُوَ مِنْ الاعْتِصارِ المَنْع، أَراد لَيْسَ لأَحد منعُ امرأَة مِنَ التَّزْوِيجِ إِلا شَيْخٌ كَبِيرٌ أَعْقَفُ لَهُ بِنْتٌ وَهُوَ مُضْطَرٌّ إِلى اسْتِخْدَامِهَا.

واعْتَصَرَ عَلَيْهِ: بَخِلَ عَلَيْهِ بِمَا عِنْدَهُ وَمَنَعَهُ.

واعْتَصَر مالَه: اسْتَخْرَجَهُ مِنْ يَدِهِ.

وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنه قَضَى أَن الْوَالِدَ يَعْتَصِرُ ولَدَه فِيمَا أَعطاه وَلَيْسَ للولَد أَن يَعتَصِرَ مِنْ وَالِدِهِ، لِفَضْلِ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ»؛ قَوْلُهُ" يَعْتَصِرُ وَلَدَهُ "أَي لَهُ أَن يَحْبِسَهُ عَنِ الإِعطاء وَيَمْنَعَهُ إِياه.

وَكُلُّ شَيْءٍ مَنَعْتَهُ وَحَبَسْتَهُ فَقَدِ اعْتَصَرْتَه؛ وَقِيلَ: يَعْتَصِرُ يَرْتَجِعُ.

واعْتَصَرَ العَطِيَّة: ارْتَجعها، وَالْمَعْنَى أَن الْوَالِدَ إِذا أَعطى وَلَدَهُ شَيْئًا فَلَهُ أَن يأْخذه مِنْهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" الشَّعْبي: يَعْتَصِرُ الْوَالِدُ عَلَى وَلَدِهِ فِي مَالِهِ "؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما عَدَاهُ بِعَلَى لأَنه فِي مَعْنَى يَرْجِعُ عَلَيْهِ وَيَعُودُ عَلَيْهِ.

وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُعْتَصِرُ الَّذِي يُصِيبُ مِنَ الشَّيْءِ يأْخذ مِنْهُ وَيَحْبِسُهُ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالى: {فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}.

وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي كَلَامٍ لَهُ: قومٌ يَعْتَصِرُونَ الْعَطَاءَ ويَعِيرون النِّسَاءَ؛ قَالَ: يَعْتَصِرونَه يَسْترجعونه بِثَوَابِهِ.

تَقُولُ: أَخذت عُصْرَتَه أَي ثَوَابَهُ أَو الشَّيْءَ نَفسَه.

قَالَ: والعاصِرُ والعَصُورُ هُوَ الَّذِي يَعْتَصِرُ ويَعْصِرُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ شَيْئًا بِغَيْرِ إِذنه.

قَالَ العِتريفِيُّ: الاعْتِصَار أَن يأْخذ الرَّجُلُ مَالَ وَلَدِهِ لِنَفْسِهِ أَو يُبْقِيَهُ عَلَى وَلَدِهِ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ اعْتَصَرَ فلانٌ مالَ فُلَانٍ إِلا أَن يَكُونَ قَرِيبًا لَهُ.

قَالَ: وَيُقَالُ لِلْغُلَامِ أَيْضًا اعْتَصَرَ مَالَ أَبيه إِذا أَخذه.

قَالَ: وَيُقَالُ فُلَانٌ عاصِرٌ إِذا كَانَ مُمْسِكًا، وَيُقَالُ: هُوَ عَاصِرٌ قَلِيلُ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: الاعْتِصَارُ عَلَى وَجْهَيْنِ: يُقَالُ اعْتَصَرْتُ مِنْ فُلَانٍ شَيْئًا إِذا أَصبتَه مِنْهُ، وَالْآخَرُ أَن تَقُولَ أَعطيت فُلَانًا عَطِيَّةً فاعْتَصَرْتُها أَي رَجَعْتُ فِيهَا؛ وأَنشد:

نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ مَضَى فَاعْتَصَرْتُه، ***وللنِّحْلَةُ الأُولى أَعَفُّ وأَكْرَمُ

فَهَذَا ارْتِجَاعٌ.

قَالَ: فأَما الَّذِي يَمْنَعُ فإِنما يُقَالُ لَهُ تَعَصَّرَ أَي تَعَسَّر، فَجَعَلَ مَكَانَ السِّينِ صَادًا.

وَيُقَالُ: مَا عَصَرك وثَبَرَكَ وغَصَنَكَ وشَجَرَكَ أَي مَا مَنَعَك.

وَكَتَبَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلى المُغِيرَةِ: إِنَّ النِّسَاءَ يُعْطِينَ عَلَى الرَّغْبة والرَّهْبة، وأَيُّمَا امرأَةٍ نَحَلَتْ زَوجَها فأَرادت أَن تَعْتَصِرَ فَهُوَ لَهَا أَي تَرْجِعَ.

وَيُقَالُ: أَعطاهم شَيْئًا ثُمَّ اعْتَصَره إِذا رَجَعَ فِيهِ.

والعَصَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، والعُصْرُ والعُصْرَةُ: المَلْجَأُ والمَنْجَاة.

وعَصَرَ بِالشَّيْءِ واعْتَصَرَ بِهِ: لجأَ إِليه.

وأَما الَّذِي وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: «أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر بِلَالًا أَن يُؤَذِّنَ قَبْلَ الْفَجْرِ لِيَعْتَصِرَ مُعْتَصِرُهُمْ»؛ فإِنه أَراد الَّذِي يُرِيدُ أَن يَضْرِبَ الْغَائِطَ، وَهُوَ الَّذِي يَحْتَاجُ إِلى الْغَائِطِ ليَتَأَهَّبَ لِلصَّلَاةِ قَبْلَ دُخُولِ وَقْتِهَا، وَهُوَ مِنَ العَصْر أَو العَصَر، وَهُوَ المَلْجأُ أَو المُسْتَخْفَى، وَقَدْ قِيلَ فِي قَوْلِهِ تعالى: {فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}: إِنه مِنْ هَذَا، أَي يَنْجُون مِنَ الْبَلَاءِ ويَعْتَصِمون بالخِصْب، وَهُوَ مِنَ العُصْرَة، وَهِيَ المَنْجاة.

والاعْتِصَارُ: الِالْتِجَاءُ؛ وَقَالَ عَدِي بْنُ زَيْدٍ:

لَوْ بِغَيْرِ الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ، ***كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصَارِي

والاعْتِصار: أَن يَغَصَّ الإِنسان بِالطَّعَامِ فَيَعْتَصِر بِالْمَاءِ، وَهُوَ أَن يَشْرَبَهُ قَلِيلًا قَلِيلًا، ويُسْتَشْهد عَلَيْهِ بِهَذَا الْبَيْتِ، أَعني بَيْتَ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ.

وعَصَّرَ الزرعُ: نَبَتَتْ أَكْمامُ سُنْبُلِه، كأَنه مأَخوذ مِنَ العَصَر الَّذِي هُوَ الملجأُ والحِرْز؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، أَي تَحَرَّزَ فِي غُلُفِه، وأَوْعِيَةُ السُّنْبُلِ أَخْبِيَتُه ولَفائِفُه وأَغْشِيَتُه وأَكِمَّتُه وقبائِعُهُ، وَقَدْ قَنْبَعَت السُّنبلة وَهِيَ مَا دَامَتْ كَذَلِكَ صَمْعَاءُ، ثُمَّ تَنْفَقِئُ.

وَكُلُّ حِصْن يُتحصن بِهِ، فَهُوَ عَصَرٌ.

والعَصَّارُ: الْمَلِكُ الملجأُ.

والمُعْتَصَر: العُمْر والهَرَم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد:

أَدركتُ مُعْتَصَرِي وأَدْرَكَني ***حِلْمِي، ويَسَّرَ قائِدِي نَعْلِي

مُعْتَصَري: عُمْرِي وهَرَمي، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا كَانَ فِي الشَّبَابِ مِنَ اللَّهْوِ أَدركته ولَهَوْت بِهِ، يَذْهَبُ إِلى الاعْتِصَار الَّذِي هُوَ الإِصابة لِلشَّيْءِ والأَخذ مِنْهُ، والأَول أَحسن.

وعَصْرُ الرجلِ: عَصَبته ورَهْطه.

والعُصْرَة: الدِّنْية، وَهُمْ مَوَالِينَا عُصْرَةً أَي دِنْيَةً دُونَ مَنْ سِوَاهُمْ؛ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ قُصْرَة بِهَذَا الْمَعْنَى، وَيُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ العَصِير أَي كِرِيمُ النَّسَبِ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:

تَجَرَّدَ مِنْهَا كلُّ صَهْبَاءَ حُرَّةٍ، ***لِعَوْهَجٍ أوِ لِلدَّاعِرِيِّ عَصِيرُها

وَيُقَالُ: مَا بَيْنَهُمَا عَصَرٌ وَلَا يَصَرٌ وَلَا أَعْصَرُ وَلَا أَيْصَرُ أَي مَا بَيْنَهُمَا مَوَدَّةٌ وَلَا قَرَابَةٌ.

وَيُقَالُ: تَوَلَّى عَصْرُك أَي رَهْطك وعَشِيرتك.

والمَعْصُور: اللِّسان الْيَابِسُ عَطَشًا؛ قَالَ الطِّرِمَّاحِ:

يَبُلُّ بمَعْصُورٍ جَنَاحَيْ ضَئِيلَةٍ ***أَفَاوِيق، مِنْهَا هَلَّةٌ ونُقُوعُ

وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أَيام أَعْرَقَ بِي عَامُ المَعَاصِيرِ "فَسَّرَهُ فَقَالَ: بَلَغَ الوسخُ إِلى مَعَاصِمِي، وَهَذَا مِنَ الجَدْب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا التَّفْسِيرُ.

والعِصَارُ: الفُسَاء؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

إِذا تَعَشَّى عَتِيقَ التَّمْرِ، قَامَ لَهُ ***تَحْتَ الخَمِيلِ عِصَارٌ ذُو أَضَامِيمِ

وأَصل العِصَار: مَا عَصَرَتْ بِهِ الرِّيحُ مِنَ التُّرَابِ فِي الْهَوَاءِ وَبَنُو عَصَر: حَيّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، مِنْهُمْ مَرْجُوم العَصَريّ.

ويَعْصُرُ وأَعْصُرُ: قَبِيلَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ رَجُلٍ لَا يَنْصَرِفُ لأَنه مِثْلُ يَقْتُل وأَقتل، وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ مِنْهَا باهِلَةُ.

قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا باهِلَةُ بْنُ أَعْصُر وإِنما سُمِّيَ بِجَمْعِ عَصْرٍ، وأَما يَعْصُر فَعَلَى بَدَلِ الْيَاءِ مِنَ الْهَمْزَةِ، وَيَشْهَدُ بِذَلِكَ مَا وَرَدَ بِهِ الْخَبَرُ مِنْ أَنه إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ:

أَبُنَيّ، إِنّ أَباك غَيَّرَ لَوْنَه ***كَرُّ اللَّيَالِي، واخْتِلافُ الأَعْصُرِ

وعَوْصَرة: اسْمٌ.

وعَصَوْصَر وعَصَيْصَر وعَصَنْصَر، كُلُّهُ: مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: " لَوْ عُصْرَ مِنْهُ البانُ والمِسْكُ انْعَصَرْ يُرِيدُ عُصِرَ، فَخَفَّفَ.

والعُنْصُرُ والعُنْصَرُ: الأَصل وَالْحَسَبُ.

وعَصَرٌ: مَوْضِعٌ.

وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: «سَلَكَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرِه إِليها عَلَى عَصَرٍ»؛ هُوَ بِفَتْحَتَيْنِ، جَبَلٌ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَوَادِي الفُرْع، وَعِنْدَهُ مَسْجِدٌ صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


9-لسان العرب (سفا)

سفا: السَّفَا: الخِفَّةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ الجَهْلُ.

والسَّفَا، مَقصورٌ: خِفَّة شَعَر الناصِيَة، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: فِي الخَيْل، وَلَيْسَ بمَحْمود، وَقِيلَ: قِصَرُها وقِلَّتُها.

يُقَالُ: ناصِيَةٌ فِيهَا سَفًا.

وفرسٌ أَسْفى إِذَا كَانَ خَفيفَ الناصِيَة؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِسَلَامَةَ بْنِ جَنْدَلٍ:

لَيْسَ بأَسْفى وَلَا أَقْنى وَلَا سَغِلٍ، ***يُسْقى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ

والأُنْثى سَفْواء.

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ السَّفاءُ، مَمْدُودٌ؛ وأَنشد: " قلائِصُ فِي أَلْبانِهِنّ سَفاءُ "أَي فِي عُقُولِهِنَّ خِفَّةٌ، اسْتَعَارَهُ لِلَّبَنٍ أَي فِيهِ خِفَّةٌ.

ابْنُ الأَعرابي: سَفا إِذَا ضَعُفَ عَقْلُه، وسَفا إِذَا خَفَّ رُوحُه، وسَفا إِذَا تَعَبَّد وَتَوَاضَعَ لِلَّهِ، وسِفا إِذَا رَقَّ شَعْرهُ وجَلِحَ، لُغة طَيّءٍ.

الْجَوْهَرِيُّ: الأَصمعي الأَسْفى مِنَ الْخَيْلِ الْقَلِيلُ الناصيَة، والأَسْفى مِنَ البغالِ السريعُ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ لشيءٍ أَسْفى لخِفَّةِ ناصِيتهِ إِلَّا لِلْفَرَسِ.

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّحِيحُ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: الأَسْفَى مِنَ الْخَيْلِ الخفيفُ النَّاصِيَةِ، وَلَا يُقَالُ للأُنثى سَفْواءُ.

والسَّفْواءُ فِي البغالِ: السَّرِيعَةُ، وَلَا يُقَالُ للذكرِ أَسْفَى.

قَالَ: وَقَوْلُ الْجَوْهَرِيِّ فِي حِكَايَتِهِ عَنِ الأَصمعي الأَسْفى مِنَ البغالِ السريعُ لَيْسَ بصحيحٍ؛ قَالَ: وَمِمَّا يَشْهَدُ بأَنه يُقَالُ لِلْفَرَسِ الْخَفِيفَةِ الناصيةِ سفواءُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

بَلْ ذَاتُ أكْروُمَةٍ تَكَنَّفها الأَحْجارُ، ***مَشْهورةٌ مَواسِمُها

لَيْسَتْ بشامِيَّةِ النِّحاسِ، وَلَا ***سَفْواءَ مَضْبُوحةٍ مَعاصِمُها

وبَغْلَةٌ سَفْواءُ: خفيفةٌ سريعةٌ مُقْتَدرة الخَلْقِ مُلَزَّزَة الظَّهْرِ، وَكَذَلِكَ الأَتانُ الوَحْشِيَّة؛ قَالَ دُكَينُ بنُ رَجاءٍ الفُقَيْمي فِي عُمَرَ بنِ هُبَيرة، وَكَانَ عَلَى بغلةٍ مُعْتَجِرًا ببُرْدٍ رفيعٍ، فَقَالَ عَلَى الْبَدِيهَةِ:

جَاءَتْ بِهِ، مُعْتَجِرًا ببُرْدِهِ، ***سَفْواءُ تَرْدي بنَسِيجِ وَحْدِهِ

مُسْتَقْبِلًا حَدَّ الصَّبا بحَدِّهِ، ***كالسَّيْفِ سُلَّ نَصْلُه مِنْ غِمْدِه

خَيْرَ أَميرٍ جاءَ مِنْ مَعَدِّه، ***مِنْ قَبْلِه أَو رافِدٍ مِنْ بَعْدِه

فكلُّ قيسٍ قادِحٌ مِنْ زَنْدِه، ***يَرْجُونَ رَفْعَ جَدِّهِم بجَدِّه

فإنْ ثَوَى ثوَى النَّدى فِي لَحْدِه، ***واخْتَشَعَتْ أُمَّتُه لِفَقْدهِ

قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ سَفْواءُ فِي الْبَيْتِ: إِنَّهَا الْخَفِيفَةُ النَّاصِيَةِ، وَذَلِكَ مِمَّا تُمْدَح بِهِ الْبِغَالُ، وأَنكر هَذَا الأَصمعي وَقَالَ: سَفْواء هُنَا بِمَعْنَى سَرِيعَةٌ لَا غَيْرُ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: ويُسْتَحَبُّ السَّفا فِي الْبِغَالِ وَيُكْرَهُ فِي الْخَيْلِ.

والأَسْفى: الَّذِي تَنْزِعهُ شَعْرةٌ بيضاءُ كُمَيْتًا كَانَ أَو غيرَ ذَلِكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وخَصَّ مَرَّةً بِهِ السَّفا الَّذِي هُوَ بياضُ الشَّعَرِ الأَدْهم والأَشْقَرِ، والصِّفة كالصِّفة فِي الذَّكَرِ والأُنثى.

وسَفا فِي مَشْيهِ وطَيَرانهِ يَسْفُو سُفُوًّا: أَسرَع.

وسَفَت الريحُ التُّرابَ تَسْفِيه سَفْيًا: ذَرَتْه، وَقِيلَ: حمَلَتْه فَهُوَ سَفِيٌّ، وتَسْفي الوَرَق اليبسَ سَفْيًا.

وتُرابٌ سافٍ: مَسْفِيٌّ، عَلَى النَّسَبِ أَو يَكُونُ فَاعِلًا فِي مَعْنَى مفعولٍ.

وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: سَفَتِ الريحُ وأَسْفَتْ فَلَمْ يُعَدِّ وَاحِدًا مِنْهُمَا.

والسافِياءُ: الريحُ الَّتِي تَحْمِلُ تُرَابًا كَثِيرًا عَلَى وَجْهِ الأَرض تَهْجُمُه عَلَى النَّاسِ؛ قَالَ أَبو دُواد:

ونُؤْي أَضَرَّ بِهِ السافِياء، ***كدَرْسٍ مِنَ النُّونِ حينَ امَّحَى

قَالَ: والسَّفى هُوَ اسمُ كلِّ مَا سَفَتِ الريحُ مِنْ كلِّ مَا ذَكَرْتُ.

وَيُقَالُ: السافِياءُ الترابُ يذهَبُ مَعَ الرِّيحِ، وَقِيلَ: السافِياءُ الغُبارُ فَقَطْ.

أَبو عَمْرٍو: السَّفَى اسمُ الترابِ وإنْ لَمْ تَسْفِه الرِّيحُ، والسَّفاةُ أَخصُّ مِنْهُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

فَلَا تَلْمِسِ الأَفْعى يَداكَ تُرِيدُها، ***ودَعْها إِذَا مَا غَيَّبَتها سَفاتُها

وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ: « قَالَ لأَبي عُثْمَانَ النَّهْدي إِلَى جانِبِكم جبلٌ مُشْرِفٌ عَلَى البَصْرَة يُقالُ لَهُ سَنامٌ، قَالَ: نَعَم، قَالَ: فَهَلْ إِلَى جانِبِه ماءٌ كثيرُ السَّافِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَا يَرِدهُ الدَّجّالُ مِنْ مِياهِ العَرب »؛ السَّافِي: الريحُ الَّتِي تَسْفي الترابَ، وَقِيلَ للتُّراب الَّذِي تَسْفِيه الريحُ أَيضًا: سافٍ؛ أي مَسْفِيٌّ كماءٍ دافقٍ؛ أي مدفوقٍ، والماءُ السَّافِي الَّذِي ذكَرَه هُوَ سَفَوانُ، وَهُوَ عَلَى مَرْحَلة مِنْ بَابِ المِرْبَد بالبَصْرة.

قَالَ غَيْرُهُ: سَفَوانُ، بِالتَّحْرِيكِ، مَوْضِعٌ قُرْبَ البَصْرة؛ قَالَ نافعُ بنُ لَقِيطٍ، وَقِيلَ هُوَ لمَنْظُورِ بنِ مَرْثَدٍ:

جَارِيَةٌ بسَفَوانَ دارُها، ***تَمْشي الهُوَيْنا ساقِطًا خِمارُها،

قَدْ أَعْصَرتْ، أَو قَدْ دَنا إعْصارُها "والسَّفى: الترابُ، وخصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهِ الترابَ.

المُخْرَج مِنَ البئرِ أَو القَبْر؛ أَنشد ثَعْلَبٌ لِكُثَيِّرٍ:

وحالَ السَّفى بَيْنِي وبينَك والعِدا، ***ورَهْنُ السَّفا غَمْرُ النَّقيبَةِ ماجِدُ

قَالَ: السَّفى هَنَا ترابُ الْقَبْرِ، والعِدَا الْحِجَارَةُ والصُّخور تُجْعَلُ عَلَى الْقَبْرِ؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ القَبْرَ وحُفَّاره:

وَقَدْ أَرْسَلوا فُرّاطَهُم، فتَأَثَّلوا ***قَلِيبًا سَفاهَا كالإِماءِ القَواعِدِ

قَوْلُهُ: سَفاها الهاءُ فِيهِ لِلْقَلِيبِ، أَراد أَيضًا ترابَ الْقَبْرِ شبَّهه بالإِماء القَواعِد، وَوَجْهُ ذَلِكَ أَن الأَمة تَقْعُدُ مُسْتَوْفِزَةً لِلْعَمَلِ، وَالْحُرَّةُ تَقْعُدُ مطمئنَّة متربِّعة، وَقِيلَ: شبَّه التُّرَابَ فِي لِينِهِ بالإِماء الْقَوَاعِدِ، وهُنَّ اللَّواتي قعدنَ عَنِ الوَلَد فاجتَمَع عليهِنّ ذِلَّة الرِّق والقُعودِ فلِنَّ وذَلَلْن، واحدتُه سَفاةٌ.

ابْنُ السِّكِّيت: السَّفى جمعُ سَفاةٍ، وَهِيَ ترابُ القُبورِ والبئرِ.

والسَّفى: مَا سَفَتِ الريحُ عليكَ مِنَ التُّرَابِ، وفِعْلُ الرِّيحِ السَّفْيُ.

والسَّوافي مِنَ الرِّياحِ: اللَّواتي يَسْفِين الترابَ.

والسَّفى: السَّحاب.

والسَّفى: شَوْكُ البُهْمَى والسُّنْبُلِ وكلِّ شَيْءٍ لَهُ شَوْك، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ أَطراف البُهْمَى، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ سَفاة.

وأَسْفَتِ البُهْمَى: سَقَط سَفاها.

وسَفِيَ الرجلُ سَفىً: مِثْلُ سَفِهَ سَفَهًا وسَفاءً مثلُ سَفِهَ سَفاهًا؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

لَهَا مَنْطِقٌ لَا هِذْرِيانٌ طَمى بِهِ ***سَفاءٌ، وَلَا بَادِي الجَفاءِ جَشيبُ

والسَّفِيُّ: كالسَّفيه.

وأَسْفى الرجلُ إِذَا أَخَذَ السَّفى، وَهُوَ شَوْكُ البُهْمى، وأَسْفى إِذَا نَقَل السَّفى، وَهُوَ التُّرابُ، وأَسْفى إِذَا صارَ سَفِيًّا أَي سَفيهًا.

وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ للسَّفيه سَفِيٌّ بَيِّنُ السَّفاء، مَمْدُودٌ.

وسافاهُ مُسَافَاةً وسِفاءً إِذَا سافَهَه؛ وَقَالَ:

إنْ كنتَ سافِيَّ أَخا تَميمِ، ***فَجِيءْ بِعِلْجَيْنِ ذَوَيْ وَزيمِ

بِفارِسّيٍ وأَخٍ للرُّومِ، ***كِلاهما كالجَمَلِ المَخْزومِ

وَيُرْوَى: المَحْجوم؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى: " إِنْ سَرَّكَ الرِّيُّ أَخا تَميمِ "والوَزيمُ: اكْتِنازُ اللَّحْم.

وأَسْفى الزرعُ إِذَا خَشُنَ أَطْرافُ سُنْبُلهِ.

والسَّفاءُ، بالمدِّ: الطَّيْشُ والخِفَّة.

قَالَ ابْنُ الأَعرابي: السَّفاءُ مِنَ السَّفى كالشَّقاء مِنَ الشَّقى؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فَيا بُعْدَ ذَاكَ الوَصْلِ، إنْ لَمْ تُدانِهِ ***قَلائِصُ، فِي آباطِهِنَّ سَفاءُ

وأَسْفاهُ الأَمْرُ: حَمَلَهُ عَلَى الطَّيْشِ والخِفَّةِ؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ قَميئة:

يَا رُبَّ من أَسْفاهُ أَحْلامُهُ، ***إنْ قيلَ يَومًا: إنَّ عَمْرًا سَكورْ

أَي أَطاشَه حلْمُه فغَرَّه وجَرّأَه.

وأَسْفى الرجلُ بصاحِبهِ: أَساءَ إِلَيْهِ ولعلَّه مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ الطَّيْش والخِفَّة؛ قَالَ ذُو الرُّمة:

عَفَتْ، وعُهودُها مُتَقادِماتٌ، ***وَقَدْ يُسْفِي بِك العَهْدُ القديمُ

كَذَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو يُسْفي بِكَ، وغيرهُ يَروْيه يَبْقى لَكَ.

والسَّفاءُ: انْقِطاعُ لَبَنِ الناقةِ؛ قَالَ:

وَمَا هِيَ إلَّا أَنْ تُقَرِّبَ وَصْلَها ***قَلائِصُ، فِي أَلبانِهِنَّ سَفاءُ

وسِفْيانُ وسَفْيانُ وسُفْيانُ: اسمُ رَجُلٍ، يُكْسر ويفتح ويضم.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


10-مقاييس اللغة (عصر)

(عَصَرَ) الْعَيْنُ وَالصَّادُ وَالرَّاءُ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ صَحِيحَةٌ:

فَالْأَوَّلُ دَهْرٌ وَحِينٌ، وَالثَّانِي ضَغْطُ شَيْءٍ حَتَّى يَتَحَلَّبَ، وَالثَّالِثُ تَعَلُّقٌ بِشَيْءٍ وَامْتِسَاكٌ بِهِ.

فَالْأَوَّلُ الْعَصْرُ، وَهُوَ الدَّهْرُ.

قَالَ اللَّهُ: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 1].

وَرُبَّمَا قَالُوا عُصُرٌ.

قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

أَلَا انْعِمْ صَبَاحًا أَيُّهَا الطَّلَلُ الْبَالِي *** وَهَلْ يَنْعِمَنْ مَنْ كَانَ فِي الْعُصُرِ الْخَالِي

قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْعَصْرَانِ: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.

قَالَ:

وَلَنْ يَلْبَثَ الْعَصْرَانِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ *** إِذَا اخْتَلَفَا أَنْ يُدْرِكَا مَا تَيَمَّمَا

قَالُوا: وَبِهِ سُمِّيَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، لِأَنَّهَا تُعْصَرُ، أَيْ تُؤَخَّرُ عَنِ الظُّهْرِ.

وَالْغَدَاةُ وَالْعَشِيُّ يُسَمَّيَانِ الْعَصْرَيْنِ.

قَالَ:

الْمُطْعِمُو النَّاسِ اخْتِلَافَ الْعَصْرَيْنِ.

ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَعْصَرَ الْقَوْمُ وَأَقْصَرُوا، مِنَ الْعَصْرِ وَالْقَصْرِ.

وَيُقَالُ: عَصَّرُوا وَاحْتَبَسُوا إِلَى الْعَصْرِ.

وَرُوِيَ حَدِيثٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِرَجُلٍ: حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْنِ.

قَالَ الرَّجُلُ: وَمَا كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا، فَقُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ قَالَ: صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَصَلَاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا، يُرِيدُ صَلَاةَ الصُّبْحِ وَصَلَاةَ الْعَصْرِ.

فَأَمَّا الْجَارِيَةُ الْمُعْصِرُ فَقَدْ قَاسَهُ نَاسٌ هَذَا الْقِيَاسَ، وَلَيْسَ الَّذِي قَالُوهُ فِيهِ بِبَعِيدٍ.

قَالَ الْخَلِيلُ وَغَيْرُهُ: الْجَارِيَةُ إِذَا رَأَتْ فِي نَفْسِهَا زِيَادَةَ الشَّبَابِ فَقَدْ أَعْصَرَتْ، وَهِيَ مُعْصِرٌ بَلَغَتْ عَصْرَ شَبَابِهَا وَإِدْرَاكَهَا.

قَالَ أَبُو لَيْلَى: إِذَا بَلَغَتِ الْجَارِيَةُ وَقَرُبَتْ مِنْ حَيْضِهَا فَهِيَ مُعْصِرٌ.

وَأَنْشَدَ:

جَارِيَةٌ بِسَفَوَانَ دَارُهَا *** قَدْ أَعَصَرَتْ أَوْ قَدْ دَنَا إِعْصَارُهَا

قَالَ قَوْمٌ: سُمِّيَتْ مُعْصِرًا لِأَنَّهَا تَغَيَّرَتْ عَنْ عَصْرِهَا.

وَقَالَ آخَرُونَ فِيهِ غَيْرُ هَذَا، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ.

وَالْأَصْلُ الثَّانِي الْعُصَارَةُ: مَا تَحَلَّبَ مِنْ شَيْءٍ تَعْصِرُهُ.

قَالَ:

عُصَارَةُ الْخُبْزِ الَّذِي تَحَلَّبَا.

وَهُوَ الْعَصِيرُ.

وَقَالَ فِي الْعُصَارَةِ:

الْعُودُ يُعْصَرُ مَاؤُهُ *** وَلِكُلِّ عِيدَانٍ عُصَارَهْ

وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ الْعَرَبُ: لَا أَفْعَلُهُ مَادَامَ الزَّيْتُ يُعْصَرُ.

قَالَ أَوْسٌ:

فَلَا بُرْءَ مِنْ ضَبَّاءَ وَالزَّيْتُ يُعْصَرُ.

وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الْعُصَارَةَ وَالْمُعْتَصَرَ مَثَلًا لِلْخَيْرِ وَالْعَطَاءِ، إِنَّهُ لِكَرِيمُ الْعُصَارَةِ وَكَرِيمُ الْمُعْتَصِرِ.

وَعَصَرْتَ الْعِنَبَ، إِذَا وَلِيتَهُ بِنَفْسِكَ.

وَاعْتَصَرْتَهُ، إِذَا عُصِرَ لَكَ خَاصَّةً.

وَالْمِعْصَارُ: شَيْءٌ كَالْمِخْلَاةِ يُجْعَلُ فِيهِ الْعِنَبُ وَيُعْصَرُ.

وَمِنَ الْبَابِ: الْمُعْصِرَاتُ: سَحَائِبٌ تَجِيءُ بِمَطَرٍ.

قَالَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ -:

{وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} [النبأ: 14].

وَأُعْصِرَ الْقَوْمُ، إِذَا أَتَاهُمُ الْمَطَرُ.

وَقُرِئَتْ: فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يُعْصَرُونَ، أَيْ يَأْتِيهِمُ الْمَطَرُ.

وَذَلِكَ مُشْتَقٌّ مِنْ عَصْرِ الْعِنَبِ وَغَيْرِهِ.

فَأَمَّا الرِّيَاحُ وَتَسْمِيَتُهُمْ إِيَّاهَا الْمُعْصِرَاتِ فَلَيْسَ يَبْعُدُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى هَذَا الْبَابِ مِنْ جِهَةِ الْمُجَاوَرَةِ، لِأَنَّهَا لَمَّا أَثَارَتِ السَّحَابَ الْمُعْصِرَاتِ سُمِّيَتْ مُعْصِرَاتٍ وَإِعْصَارًا.

قَالَ فِي الْمُعْصِرَاتِ:

وَكَأَنَّ سُهْكَ الْمُعْصِرَاتِ كَسَوْنَهَا *** تُرْبَ الْفَدَافِدِ وَالْبِقَاعِ بِمُنْخُلِ

"وَالْإِعْصَارِ: الْغُبَارُ الَّذِي يَسْطَعُ مُسْتَدِيرًا ; وَالْجَمْعُ الْأَعَاصِيرُ."

قَالَ:

وَبَيْنَمَا الْمَرْءُ فِي الْأَحْيَاءِ مُغْتَبِطًا *** إِذْ صَارَ فِي الرَّمْسِ تَعْفُوهُ الْأَعَاصِيرُ

وَيُقَالُ فِي غُبَارِ الْعَجَاجَةِ أَيْضًا: إِعْصَارٌ.

قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} [البقرة: 266].

وَيُقَالُ: مَرَّ فُلَانٌ وَلِثِيَابِهِ عَصَرَةٌ، أَيْ فَوْحُ طِيبٍ وَهَيْجُهُ.

وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْإِعْصَارِ.

وَفِي الْحَدِيثِ: مَرَّتِ امْرَأَةٌ مُتَطَيِّبَةٌ لِذَيْلِهَا عَصَرَةٌ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَصْرُ وَالِاعْتِصَارُ.

قَالَ الْخَلِيلُ: الِاعْتِصَارُ: أَنْ يَخْرُجَ مِنْ إِنْسَانٍ مَالٌ بِغُرْمٍ أَوْ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ.

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ يَعْتَصِرُونَ الْعَطَاءَ.

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْمُعْتَصِرُ: الَّذِي يَأْخُذُ مِنَ الشَّيْءِ يُصِيبُ مِنْهُ.

قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:

وَإِنَّمَا الْعَيْشُ بِرُبَّانِهِ *** وَأَنْتَ مِنْ أَفْنَانِهِ مُعْتَصِرْ

وَيُقَالُ لِلْغَلَّةِ عُصَارَةٌ.

وَفُسِّرَ قَوْلُهُ - تَعَالَى: {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف: 49]، قَالَ: يَسْتَغِلُّونَ بِأَرْضِيهِمْ.

وَهَذَا مِنَ الْقِيَاسِ، لِأَنَّهُ شَيْءٌ كَأَنَّهُ اعْتُصِرَ كَمَا يُعْتَصَرُ الْعِنَبُ وَغَيْرُهُ.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَصْرُ: الْعَطَاءُ.

قَالَ طَرَفَةُ:

لَوْ كَانَ فِي أَمْلَاكِنَا أَحَدٌ *** يَعْصِرُ فِينَا كَالَّذِي تَعْصِرْ

أَيْ تُعْطِي.

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: الْعَصَرُ: الْمَلْجَأُ، يُقَالُ اعْتَصَرَ بِالْمَكَانِ، إِذَا الْتَجَأَ إِلَيْهِ.

قَالَ أَبُو دُوَادٍ:

مِسَحٍّ لَا يُوَارِي الْعَيْ *** رَ مِنْهُ عَصَرُ اللَّهْبِ

وَيُقَالُ: لَيْسَ لَكَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ عُصْرَةٌ، عَلَى فُعْلَةٍ، وَعَصَرٌ عَلَى تَقْدِيرِ فَعَلٍ، أَيْ مَلْجَأٌ.

وَقَالَ فِي الْعُصْرَةِ:

وَلَقَدْ كَانَ عُصْرَةَ الْمَنْجُودِ.

وَيُقَالُ فِي قَوْلِ الْقَائِلِ:

أَعْشَى رَأَيْتَ الرُّمْحَ أَوْ هُوَ مُبْصِرٌ *** لِأَسْتَاهُكُمْ إِذْ تَطْرَحُونَ الْمَعَاصِرَا

إِنَّ الْمَعَاصِرَ: الْعَمَائِمُ.

وَقَالُوا: هِيَ ثِيَابٌ سُودٌ.

وَالصَّحِيحُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْمَعَاصِرَ الدُّرُوعُ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْعَصْرِ، لِأَنَّهُ يُعْصَرُ بِهَا.

وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م


11-صحاح العربية (عصر)

[عصر] العَصْرُ: الدهر، وفيه لغتان أخريان: عصر وعصر، مثل عسر وعسر.

قال امرؤ القيس: الأعم صباحا أيها الطللُ البالي *** وهل يَعِمْنَ من كان في العُصُرِ الخالي - والجمع عصور.

قا العجاج: والعصر قبل هذه العُصورِ *** مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَريرِ - والعَصْرانِ: الليل والنهار.

قال حميد ابن ثَور: ولن يَلبَثَ العَصْرانِ يومٌ وليلةٌ *** إذا طَلبا أن يدركا ما تيمما -

والعصران أيضا: الغداةُ والعشيّ.

ومنه سمِّيت صلاة العَصْرِ.

قال الشاعر: وأمطُلُه العَصْرَيْنِ حتَّى يملَّني *** ويرضَى بِنصف الدَين والأنفُ راغِمُ - يقول: إنه إذا جاءني أوَّل النهار وعَدْتُه آخره.

قال الكسائيّ: يقال: جاءني فلانٌ عصرا، أي بطيئا، حكاه عنه أبو عبيد.

والعصر بالتحريك: الملجأ والمَنْجاة.

والعَصَرُ أيضًا: الغُبار.

وفي الحديث: " مرّت امرأةٌ متطيِّبة لذيلها عصر ".

وبنو عصر أيضا من عبد القيس، منهم مرجوم العصرى.

والعصرة بالضم: الملجأ.

قال أبو زُبَيدٍ: صاديًا يستغيثُ غيرَ مُغاثٍ *** ولقد كان عُصْرَةَ المنجودِ - والعُصْرَةُ أيضًا: الدِنْيَة.

يقال: هؤلاء موالينا عصرة، أي دنية، دون مَن سواهم.

واعْتَصَرْتُ بفلان وتَعَصَّرْتُ، أي التجأت إليه.

والمُعْتَصِرُ: الذى يصيب من الشئ ويأخذ منه.

وقال ابن أحمر: وإنَّما العيش بِرُبَّانِهِ *** وأنت من أفنانه تعتصر -

قال أبو عبيد: ومنه قول طَرفة: لو كان في أملاكنا مَلِكٌ *** يَعْصِرُ فينا كالذي تَعْتَصِرْ - وكذلك قوله تعالى:

(فيه يُغاثُ الناسُ وفيه يَعْصِرون) *** وقال أبو عبيدة: يَعْصِرون، أي ينجون، وهو من العُصْرَةِ، وهي المَنْجاة.

وقال أبو الغوث: يَسْتَغِلُّون، وهو من عَصْرِ العنب.

واعْتَصَرْتُ مالَه، إذا استخرجتَه من يده.

وفي الحديث: " يَعْتَصِرُ الوالد على وَلَده في ماله " أي يمنعه إيّاه ويَحبِسه عنه.

وعَصَرْتُ العنب واعْتَصَرْتُهُ، فانْعَصَر وتَعَصَّرَ.

وقد اعْتَصَرْتُ عَصيرًا، أي اتَّخَذْتُهُ.

وقول أبي النجم: خَوْدٌ يُغَطِّي الفَرعُ منها المؤتَزَرْ *** لو عُصْرَ منه البانُ والمِسكُ انْعَصَرْ - يريد عُصِرَ فخفَّف.

والاعتِصارُ: أن يَغَصَّ الإنسانُ بالطعام فَيَعْتَصِرَ بالماء، وهو أن يشربه قليلًا قليلًا ليسيغه.

قال عديُّ بن زيد:

لو بِغَيْرِ الماءِ حَلْقي شَرِقٌ *** كنتُ كالغصان بالماء اعْتِصاري - والعُصارَةُ: ما سال عن العَصْرِ، وما بقي من الثُفْل أيضًا بعد العَصْرِ.

والمِعْصَرَةُ: بكسر الميم: ما يُعْصَرُ فيه العنب.

وفلان كريم المَعْصَرِ، بالفتح، أي كريم عند المسألة.

والمُعْصِرُ: الجارية أوَّلَ ما أدرَكتْ وحاضت يقال: قد أعْصَرَتْ، كأنَّها دخلت عَصْرَ شبابها أو بَلَغتْهُ.

قال الراجز: جارية بِسَفَوانَ دارُها *** تمشي الهُوَيْنى ساقطًا خِمارُها *** يَنْحَلُّ من غُلْمَتِها إزارها *** قد أعصرت أو قددنا إعصارها *** والجمع معاصر.

ويقال: هي التي قاربت الحيضَ، لأنَّ الإعصارَ في الجارية كالمراهَقَة في الغلام.

سمعته من أبى الغوث الاعرابي.

وقولهم: لا أفعله ما دام للزَيت عاصِرٌ، أي أبدًا.

والمُعْصِراتُ: السحائب تُعْتَصَرُ بالمطر.

وعصِرَ القوم، أي مطروا.

ومنه قرأ بعضهم:

(وفيه يعصرون) ***.

والاعصار: ريح تهبُّ تُثير الغبار، فيرتفع إلى السماء كأنه عمود.

قال الله تعالى:

(فأصابَها إعْصارٌ فيه نارٌ) ***.

ويقال: هي ريحٌ تثير سحابًا ذات رعد وبرق.

ويعصر وأعصر: اسم رجل، لا ينصرف لانه مثل يقتل وأقتل.

وهو أبو قبيلة منها باهلة.

والعنصر والعنصر: الاصل والحسب.

صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م


12-منتخب الصحاح (عصر)

العَصْرُ: الدهر، وفيه لغتان أخريان: عُصْرٌ وعُصُرٌ قال امرؤ القيس:

ألا عِمْ صباحًا أيُّها الطللُ البالي *** وهل يَعِمْنَ من كان في العُصُرِ الخالي

والجمع عُصورٌ.

قال العجاج:

والعَصْرَ قبل هذه العُصورِ *** مُجَرِّساتٍ غِرَّةَ الغَريرِ

والعَصْرانِ: الليل والنهار.

قال حميد ابن ثَور:

ولن يَلبَثَ العَصْرانِ يومٌ وليلةٌ *** إذا طَلبا أن يُدرِكا ما تَيَمَّما

والعَصْرانِ أيضًا: الغداةُ والعشيّ.

ومنه سمِّيت صلاة العَصْرِ.

قال الشاعر:

وأمطُلُه العَصْرَيْنِ حتَّى يملَّني *** ويرضَى بِنصف الدَين والأنفُ راغِمُ

يقول: إنه إذا جاءني أوَّل النهار وعَدْتُه آخره.

قال الكسائيّ: يقال: جاءني فلانٌ عَصْرًا، أي بطيئًا.

والعَصَرُ بالتحريك: الملجأ والمَنْجاة.

والعَصَرُ أيضًا: الغُبار.

وفي الحديث: مرّت امرأةٌ متطيِّبة لذَيلها عَصَرٌ.

والعُصْرَةُ بالضم: الملجأ.

قال أبو زُبَيدٍ:

صاديًا يستغيثُ غيرَ مُغاثٍ *** ولقد كان عُصْرَةَ المنجودِ

والعُصْرَةُ أيضًا: الدِنْيَة.

يقال: هؤلاء مواليد عُصْرَةً، أي دِنْيَةً، دون مَن سواهم.

واعْتَصَرْتُ بفلان وتَعَصَّرْتُ، أي التجأت إليه.

والمُعْتَصِرُ: الذي يُصيب من الشيء ويأخُذ منه.

وقال ابن أحمر:

وإنَّما العيش بِرُبَّانِهِ *** وأنت من أفنانه تَعْتَصِرُ

قال أبو عُبيد: ومنه قول طَرفة:

لو كان في أملاكنا مَلِكٌ *** يَعْصِرُ فينا كالذي تَعْتَصِرْ

وكذلك قوله تعالى: فيه يُغاثُ الناسُ وفيه يَعْصِرون وقال أبو عبيدة: يَعْصِرون، أي ينجون.

وهو من العُصْرَةِ، وهي المَنْجاة.

وقال أبو الغوث: يَسْتَغِلُّون، وهو من عَصْرِ العنب.

واعْتَصَرْتُ مالَه، إذا استخرجتَه من يده.

وفي الحديث: يَعْتَصِرُ الوالد على وَلَده في ماله.

أي يمنعه إيّاه ويَحبِسه عنه.

وعَصَرْتُ العنب واعْتَصَرْتُهُ، فانْعَصَر وتَعَصَّرَ.

وقد اعْتَصَرْتُ عَصيرًا، أي اتَّخَذْتُهُ.

وقول أبي النجم:

خَوْدٌ يُغَطِّي الفَرعُ منها المؤتَزَرْ *** لو عُصْرَ منه البانُ والمِسكُ انْعَصَرْ

يريد عُصِرَ فخفَّف.

والاعتِصارُ: أن يَغَصَّ الإنسانُ بالطعام فَيَعْتَصِرَ بالماء، وهو أن يشربه

قليلًا قليلًا ليسيغه.

قال عديُّ بن زيد:

لو بغَيرِ الماءِ حَلْقي شَرِقٌ *** كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعْتِصاري

والعُصارَةُ: ما سال عن العَصْرِ، وما بقي من الثُفْل أيضًا بعد العَصْرِ.

والمِعْصَرَةُ: بكسر الميم: ما يُعْصَرُ فيه العنب.

وفلان كريم المَعْصَرِ، بالفتح، أي كريم عند المسألة.

والمُعْصِرُ: الجارية أوَّلَ ما أدرَكتْ وحاضت يقال: قد أعْصَرَتْ، كأنَّها دخلت عَصْرَ شبابها أو بَلَغتْهُ.

قال الراجز:

جارية بِسَفَوانَ دارُها *** تمشي الهُوَيْنى ساقطًا خِمارُها

يَنْحَلُّ من غُلْمَتِها إِزارُها *** قد أعْصَرَتْ أو قد دنا إعْصارُها

والجمع مَعاصِرُ.

ويقال: هي التي قاربت الحيضَ، لأنَّ الإعصارَ في الجارية كالمراهَقَة في الغلام.

وقولهم: لا أفعلُه ما دام للزَيت عاصِرٌ، أي أبدًا.

والمُعْصِراتُ: السحائب تُعْتَصَرُ بالمطر.

وعصِرَ القوم، أي مُطِروا.

والإعْصارُ: ريحٌ تهبُّ تُثير الغبار، فيرتفع إلى السماء كأنه عمود.

قال الله تعالى: فأصابَها إعْصارٌ فيه نارٌ.

ويقال: هي ريحٌ تثير سحابًا ذاتُ رعدٍ وبرق.

منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م


13-تهذيب اللغة (عصر)

عصر: قال الله جلّ وعَزّ: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 1، 2] قال الفرّاء: والعصر: الدهر، أقسم الله به.

وروى مجاهد عن ابن عبّاس أنه قال: العَصْر: ما يلي المغربَ من النهار.

وقال قتادة: هي ساعة من ساعات النهار.

وقال أبو إسحاق: العصر: الدهر، والعصر:

اليوم، والعصر: الليلة.

وأنشد:

ولا يلبث العصران يوم وليلة *** إذَا طَلَبَا أنْ يُدْرِكا ما تيمَّما

وقال ابن السكيت في باب ما جاء مثنَّى: الليل والنهار يقال لهما: العَصْران.

قال: ويقال: العَصْران: الغداة والعَشِيّ.

وأنشد:

وأمطُلُه العَصْرين حتى يَمَلَّني *** ويرضى بنصف الدَّين والأنف راغِمٌ

وقال الليث: العصر: الدهر، ويقال له: العُصُر مثقَّل.

قال: والعَصْران: الليل والنهار.

والعَصْر العَشِيّ.

وأنشد:

تَرَوَّحْ بنا يا عمرو قد قَصُر العصر

قال: وبه سمّيت صلاة العصر.

قال: والغداة والعَشِيّ يسمّيان العصرين.

وأخبرني المنذريّ عن أبي العباس قال: صلاة الوسطى: صلاة العصر.

وذلك لأنها بين صلاتي النهار وصلاتي الليل.

قال: والعصر: الحَبْس، وسُمِّيت عَصْرًا لأنها تعصَر أي تُحْبَس عن الأولى.

قال: والعَصْر: العطِيَّة.

وأنشد:

يعصر فينا كالذي تعصر

أبو عبيد عن الكسائيّ: جاء فلان عَصْرًا أي بطيئًا.

وقال الله جلّ وعزّ: {فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يُوسُف: 49] قال أكثر المفسّرين: أي يَعْصِرون الأعناب والزيت.

وقال أبو عبيدة: هو من العَصَر ـ وهو المَنجاة ـ والعُصْرة والمُعْتَصَر والمُعَصَّر.

وقال لبيد:

وما كان وقّافًا بدار مُعَصّر

وقال أبو زُبَيد:

ولقد كان عُصْرة المنجود

أي: كان مَلْجأ المكروب.

وقال الليث: قرىء: (وفيه تُعْصَرون) بضمّ التاء أي تُمطَرون.

قال: ومن قرأ: (تَعْصِرون) فهو من عَصْر العِنب.

قلت: ما علمت أحدًا من القرّاء المشهَّرين قرأ: تُعصرون، ولا أدري من أين جاء به الليث.

قال: ويقال: عصرت العِنَب وعصَّرته إذا ولِيت عَصْره بنفسك، واعتصرت إذا عُصِر لك خاصَّة.

والاعتصار: الالتجاء.

وقال عَدِيّ بن زيد:

لو بغير الماء حَلْقي شَرِق *** كنتُ كالغَصَّان بالماء اعتصاري

قال: والعُصَارة: ما تحلَّب من شيء تَعْصِره.

وأنشد:

فإن العذَاري قد خلطن لِلِمَّتى *** عُصَارة حِنّاء معًا وصَبِيب

وقال الراجز:

عُصَارة الجُزء الذي تحلّبا

ويروى تجلّبا، من تجلّب الماشية بقية العُشْب وَتلزّجته: أي أكلته، يعني: بقيَّة الرُطْب في أجواف حُمُر الوحش.

قال: وكل شيء عُصر ماؤه فهو عَصِير.

وأنشد قول الراجز:

وصار باقي الجُزْء من عصيره *** إلى سَرَار الأرض أو قُعوره

يعني بالعصير الجزء وما بقي من الرُّطْب في بطون الأرض ويبس ما سواه.

وقال الله جلَّ وعزَّ: {وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجًا} [النّبأ: 14] روي عن ابن عباس أنه قال: المُعْصِرات: هي الرياح.

قال الأزهري: سمّيت الرياح مُعْصِرات إذا كانت ذواتِ أعاصِير، واحدها إعصار، من قول الله جلّ وعزَّ: {إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ} [البقرة: 266].

والإعصار: هي الريح التي تَهُبُّ من الأرض كالعَمُود الساطع نحو السماء، وهي التي يسمّيها بعض الناس الزّوْبَعة، وهي ريح شديدة، لا يقال لها إعصار حتى تَهُبّ كذلك بشدة.

ومنه قول العرب في أمثالها:

إن كنتَ ريحًا فقد لاقيتَ إعصارا

يضرب مَثَلًا للرجل يَلْقَى قِرْنه في النَجْدة والبَسَالة.

وقال ابن الأعرابيّ يقال: إعصار وعِصَار، وهو أن تَهيج الريحُ الترابَ فترفعه.

وقال أبو زيد: الإعصار: الريح التي تَسْطَع في السماء.

وجمع الإعصار الأعاصير، وأنشد الأصمعيّ:

وبينما المرءُ في الأحياء مغتبِط *** إذا هو الرَمْس تعفوه الأعاصير

وروي عن أبي العالية أنه قال في قوله: (مِنَ الْمُعْصِراتِ): [النبأ: 17] إنها السحاب.

قلت: وهذا أشبه بما أراد الله جلَّ وعزَّ؛ لأن الأعاصير من الرياح ليست من رياح المطر، وقد ذكر الله أنه يُنزل منها (ماءً ثَجَّاجًا).

العصر: المطر، قال ذو الرمة:

وتَبْسِم لَمْع البرق عن متوضّح *** كلون الأقاحي شاف ألوانَها العَصْرُ

وقولُ النابغة:

تَنَاذرها الراقُون من سُوء سمّها *** تراسلهم عصرًا وعصرًا تراجع

عصرًا أي مرّة.

والعُصَارة: الغَلَّة.

ومنه يقرأ.

وفيه تَعْصِرون [يوسف: 49] أي تستغلون.

وعَصَر الزرع: صار في أكمامه.

والعَصْرة شجرة.

وقال الفرّاء.

السحابة المُعْصِر: التي تتحلّب بالمطر ولما تجتمع، مثل الجارية المعصر قد كادت تحيض ولما تحِضْ.

وقال أبو إسحاق: المعصِرات: السحائب، لأنها تُعْصِر الماء.

وقيل مُعْصِرات كما يقال: أجزَّ الزرعُ إذا صار إلى أن يُجَزَّ، وكذلك صار السحاب إلى أن يمطر فيعصر.

وقال البَعِيث في المعصرات فجعلها سحائب ذوات المطر فقال:

وذي أُشُر كالأُقحوان تشوفُه *** ذِهابُ الصَّبَا والمُعْصِرات الدوالحُ

والدوالح من نعت السحاب لا من نعت الرياح، وهي التي أثقلها الماء فهي تَدْلَحُ أي تمشي مشي المُثْقَل، والذِهاب الأمطار.

وقال بعضهم: المعصِرات، الرياح.

قال: و {مِنَ} في قوله: {مِنَ الْمُعْصِراتِ} [النبأ: 14] قامت مقام الباء الزائدة، كأنه قال: وأنزلنا بالمعصرات ماء ثَجَّاجًا.

قلت: والقول هو الأول.

وأمَّا ما قاله الفرّاء في المُعْصِر من الجواري: إنها التي دنت من الحيض ولمَّا تحِض فإن أهل اللغة خالفوه في تفسير المعصر، فقال أبو عُبَيد عن أصحابه: إذا أدركت الجاريةُ فهي مُعْصِر، وأنشد:

قد أعصرت أو قد دنا إعصارها

قال: وقال الكسائي: هي التي قد راهقت العشرين.

وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: المعصِر ساعة تَطْمُث أي تحيض، لأنها تُحبس في البيت يجعل لها عَصَرًا.

قال: وكل حِصن يتحصَّن به فهو عَصَر.

وقال غيره: قيل لها معصر لانعصار دم حيضها ونزول ماء تَريبتها للجماع، وروى أبو العبّاس عن عمرو بن عمرو عن أبيه يقال: أعصرت الجاريةُ وأشْهدت وتوضَّأت إذا أدركت.

وقال الليث: يقال للجارية إذا حرمت عليها الصلاة ورأت في نفسها زيادة الشباب: قد أعصَرت فهي مُعْصِر: بلغت عُصْرة شبابها وإدراكها.

ويقال:

بلغت عَصْرها وعُصُورها.

وأنشد:

وفنَّقها المراضع والعُصُور

وروي عن الشعبيّ أنه قال: يَعْتِصر الوالدُ على ولده في ماله.

وَرَوى أبو قِلَابة عن عمر بن الخطاب أنه قضى أن الوالد يعتصر ولده فيما أعطاه، وليس للولد أن يعتصر من والده، لفضل الوالد على الولد.

قال أبو عُبَيد: قوله: يعتصر يقول: له أن يحبسه عنه ويمنعه إيّاه.

قال: وكل شيء حَبَسته ومنعته فقد اعتصرته وقال ابن أحمر:

وإنما العَيش بربّانه *** وأنت من أفنانه معتصِر

قال: وعصرت الشيء أعصِره من هذا.

وقال طَرَفة:

لو كان في أملاكنا أحَد *** يعصر فينا كالذي تعصِرْ

وقال أبو عُبَيْد في موضع آخر: المعتصر الذي يصيب من الشيء: يأخذ منه ويحبسه.

قال: ومنه قول الله: {فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف: 49].

وقال أبو عُبَيدة في قوله:

يعصر فينا كالذي تَعْصِرْ

أي: يتّخذ فينا الأيادي.

وقال غيره: أي يعطينا كالذي تعطينا.

وقال شمر: قال ابن الأعرابيّ في قوله: (يعتصر الرجل مال ولده) قال: يعتصر: يسترجع.

وحكى في كلام له: قوم يعتصرون العطاء ويُعبِرون النساء، قال: يعتصرونه: يسترجعونه بثوابه.

تقول: أخذت عصرته: أي ثوابه أو الشيء نَفْسه.

وقوله: يُعْبِرون النساء أي يختِنونهنّ.

قال: والعاصر والعَصُور: هو الذي يَعتصر ويعصر من مال ولده شيئًا بغير إذنه.

شمر عن العِتريفيّ قال: الاعتصار: أن يأخذ الرجل مال ولده لنفسه، أو يبقّيه على ولده.

قال: ولا يقال: اعتصر فلان مال فلان إلّا أن يكون قريبًا له.

قال: ويقال للغلام أيضًا: اعتصر مال أبيه إذا أخذه قال: ويقال: فلان عاصر إذا كان ممسِكًا.

يقال: هو عاصرٌ قليل الخَير قال شمر وقال غيره: الاعتصار على وجهين.

يقال: اعتصرت من فلان شيئًا إذا أصبته منه.

والآخر أن تقول: أعطيت فلانًا عطيَّة فاعتصرتها أي رجعت فيها.

وأنشد:

ندِمت على شيء مضى فاعتصرته *** ولِلنحْلة الأولى أعفُّ وأكرم

فهذا ارتجاع.

قال: وأما الذي يمنع فإنما

يقال له: قد تعصّر أي تعسّر، يجعل مكان السين صادًا.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ يقال: ما عَصَرك وثَبَرك وغَصنَك وشَجَرك أي ما منعك.

والعصَّار: المَلِك المَلْجأ.

ويقال: ما بينهما عَصَر ولا يَصَر ولا أيصر ولا أعصر أي ما بينهما مودَّة ولا قرابة.

وروي في الحديث أن النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وسلم أمر بلالًا أن يؤذِّن قبل الفجر ليعتصر معتصرُهم أراد الذي يريد أن يضرب الغائط.

وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده:

أدركت معتصري وأدركني *** حلمي ويَسّر قائدي نعلي

قال ابن الأعرابي: معتصري: عُمُري وهَرَمي.

وقال الليث: يقال هؤلاء موالينا عُصْرة أي دِنْية دون مَن سواهم.

قلت: ويقال: قُصْرة بهذا المعنى.

قال: والمِعْصَرة: التي يُعصر فيها العنب.

والمِعْصار: الذي يجعل فيه شيء ثم يعصر حتى يتحلَّب ماؤه.

وكان أبو سعيد يروي بيت طَرَفة:

لو كان في أملاكنا أحد *** يعصر فينا كالذي يُعصرْ

أي: يصاب منه وأنكر تعصر.

قال: ويقال: أعطاهم شيئًا ثم اعتصره إذا رجع فيه.

والعِصَار الحِين، يقال: جاء فلان على عِصَار من الدهر أي حِين.

وقال أبو زيد: يقال: نام فلان وما نام لعُصْر وما نام عُصْرًا، أي لم يكَدْ ينام.

وجاء ولم يجىء لعُصْر أي لم يجىء حِين المجيء.

وقال ابن أحمر:

يدعون جارهم وذِمَّته *** عَلَها وما يدعون من عُصْر

أي: يقولون: واذِمَّة جارنا، ولا يَدْعون ذلك حين ينفعه.

وقال الأصمعيّ: أراد: من عُصُر فخفَّف، وهو الملجأ.

ويقال: فلان كريم العَصير أي كريم النسب.

وقال الفرزدق:

تجرّد منها كلّ صهباء حُرَّة *** لعَوْهجِ أو للداعريّ عصيرها

والعِصَار: الفُسَاء.

وقال الفرزدق أيضًا:

إذا تعشّى عَتيق التمر قام له *** تحت الخَمِيل عِصار ذو أضاميم

وأصل العِصَار ما عصرتْ به الريح من التراب في الهواء.

والمعصور: اللسان اليابس عطشًا.

قال الطِرِمَّاح:

يَبُلّ بمعصور جَنَاحَيْ ضئيلةٍ *** أفاويق منها هَلَّة ونُقُوع

في حديث أبي هريرة أن امرأة مرَّت متطيّبة لذيلها عَسرَة، قال أبو عبيد: أراد: الغبار أنه ثار من سَحْبها، وهو الإعصار.

قال: وتكون العَصَرة من فَوْح الطيب وهَيْجه، فشبَّهه بما تثير الريح من الأعاصير.

أنشده الأصمعيّ:

[وبينما المرءُ في الأحياء مغْتَبِط *** إذا هو الرَّمسُ تعفوه الأعاصير]

قال الدينوريّ: إذا تبيَّنت أكمام السُنْبل قيل: قد عَصَّر الزَرْعُ، مأخوذ من العَصَر وهو الحِرْز أي تحرَّز في غُلْفه.

وأوعية السُنْبل أخْبِيته ولفائفه وأغْشيته وأكمته وقنابعه.

وقد قنبعت السُنْبل.

وهي ما دامت كذلك صمعاء ثم ينفقىء).

تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م


14-تهذيب اللغة (خنذ)

خنذ: قال الليث: الْخِنْذِيذُ بوزن «فِعْلِيل» كأنَّه بُنِيَ من خَنَذَ، وقد أُمِيتَ فعْلُه ـ.

ويقال: هو الْخَصيُّ من الخيل، ويقال: هو الطويل.

أبو عبيد.

.

عن الأصمعي: الْخَنَاذِيذُ: الْخِصْيَانُ، والْفُحُولُ من الخيل.

وأنشد:

وَخَنَاذِيذَ خِصْيةً وفُحولَا

وقال شمر: قال ابن الأعرابي: كلُّ ضخم من الخيل وغيرِه: خِنْذِيذٌ ـ خَصِيًّا كان أو غيرَ خَصِيٍّ.

وأنشد:

وَخِنْذِيذٍ تَرَى الْغُرْمُولَ مِنْهُ *** كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقَهُ التِّجَارُ

قال شمرٌ: وأراد الشَّاعرُ بقوله:

وَخَنَاذِيذَ خِصْيةً وفُحولا

جِيَادَ الخيل فوصفها بالجَوْدَة ـ أي: منها فُحولٌ، ومنها خِصْيَانٌ، فقد خرج الآن الْخِنْذِيذُ من حَدِّ الأضداد.

وكان أبو عبيد ذكر «الْخَنَاذِيذَ» في «باب الأضداد».

ورَوَى أبو العباس ـ عن ابن الأعرابي ـ قال: الْخِنْذِيذُ: الشَّاعرُ الْمُجِيدُ المنَقِّحُ المُفْلِقُ.

قال: والْخِنْذِيذُ: الشُّجاعُ الْبُهْمَةُ الذي لا يُهْتَدَى لِقتَالِه.

والخِنْذِيذُ: السَّخِيُّ التَّامُّ السَّخَاء.

قال: والْخِنْذِيذُ: الخطِيبُ المِصْقَعُ، والْخِنْذِيذُ: السَّيِّدُ الحكِيم.

والْخِنْدِيذُ: العالِمُ بأيام العرب وأشعار القبائل.

والْخِنْذِيذُ: الْفَحْلُ، وَالْخِنْذِيذُ: الْخَصِيُّ.

وقال الليث: خَنَاذِيذُ الْجَبَل: شُعَبٌ طِوَالٌ دِقَاقُ الأَطْرَاف.

قال: والْخِنْذِيذُ: الْبَذِيءُ اللسانِ من الناس.

.

.

والجميعُ الْخَنَاذِيذُ.

قلتُ: والمسموعُ من العرب بهذا المعنى: الْخِنْذِيانُ والْخِنْظِيَانُ.

وقد خَنْذَى وخَنْظَى وحَنْظَى، وعَنْظَى ـ إذا خرج إلى البَذَاءَة وسَلَاطة اللسان.

ولم أسمع «الْخِنْذِيذَ» بهذا المعنى لغير الليث.

وكذلك خَنَاذِي الجِبَال.

.

واحِدُها خُنْذُوَةٌ.

وقيل «خِنْذِيذُ الرِّيحِ»: إِعْصَارُها.

وقال الشاعر:

نِسْعِيَّةٌ ذَاتُ خِنْذِيذٍ تُجَاوِبُهَا *** نِسْعٌ لهَا بِعِضَاهِ الأرْضِ تَهْزِيزُ

أبو عبيد ـ عن الأموي ـ: رجُلٌ خِنْذِيانُ: كثِيرُ الشَّرّ، وكذلك: الْخِنْظِيَانُ.

تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م


15-معجم العين (عصر)

عصر: العَصْرُ: الدّهر، فإذا احتاجوا إلى تثقيله قالوا: عُصُر، وإذا سكنوا الصاد لم يقولوا

إلاّ بالفتح، كما قال

*************** وهل يَنْعَمَنْ من كان في العُصُرِ الخالي

والعصران: الليل والنهار.

قال حميد بن ثور:

ولا يَلْبِثُ العَصْرَانِ يومًا وليلةً *** إذا اختلفا أن يدركا ما تيمّما

والعَصر: العشيّ.

قال:

يروحُ بنا عمْروٌ وقد عَصَرَ العَصْرُ *** وفي الرَّوْحَةِ الأولَى الغنيمةُ والأجرُ

به سمّيت صلاة العصر، لأنّها تعصر.

والعصران: الغداة والعشيّ.

قال:

المطعم الناس اختلاف العَصْرَيْنِ *** جفان شيزى كجوابي الغربين

يعني للحدس التي يصيب فيها الغربان.

والعصارة ما تحلب من شيء تعصره.

قال العجاج:

عصارة الجزء الذي تحلبا

يعني بقية الرَّطْب في أجواف حمر الوحش التي تجزّأ بها عن الماء.

وهو العصير أيضًا.

قال:

وصار باقي الجزء من عصيره *** إلى سَرار الأرض أو قعوره

يعني العصير ما بقي من الرَّطب في بطون الأرض، ويبس ما سواه.

وكلّ شيء عُصِر ماؤه فهو عصير، بمنزلة عصير العنب حين يُعصر قبل أن يختمر.

والاعتصار أن تخرج من إنسان مالًا بغرم أو بوجه من الوجوه.

قال:

فمن واستبقى ولم يعتصر *** من فرعه مالًا ولا المكسر

مَكسِره لشيء أصله، يقول: منّ على أسيره فلم يأخذ منه مالًا من فرعه، أي: من حيث تفرّع في قومه، ولا من مكسره، أي: أصله، ألا ترى أنّك تقول للعود إذا كسَرته: إنّه لحسن المكسر فاحتاج إلى ذلك في الشّعر فوصف به أصله وفرعه.

والاعتصار أن يغصَّ الإنسان بطعام فيعتصر بالماء، وهو شربه إياه قليلًا قليلًا، قال الشاعر

لو بغير الماءِ حَلْقي شرِق *** كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعتصاري

أي: لو شرقت بغير الماء، فإذا شرقت بالماء فبماذا أعتصر؟ والجارية إذا حرُمت عليها الصلاة، ورأت في نفسها زيادة الشباب فقد أَعْصَرَتْ فهي مُعْصِر، بلغت عصر شبابها.

واختلفوا فقالوا: بلغت عَصْرَها وعُصُرَها وعصورَها.

قال

*************** وفنّقها المراضعُ والعصورُ

ويجمع معاصير.

قال أبو ليلى: إذا بلغت قرب حيضها، وأنشد:

جاريةٌ بِسَفَوان دارهَا *** تمشي الهُوَيْنا مائلًا خمارُها

يَنْحَلُّ من غُلْمَتِها إزارُها *** قد اعْصَرَتْ، أو قد دنا إعصارها

والمُعْصِرات: سحابات تُمْطِر.

قال الله عزّ وجلَ: وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجًا.

وأعصر القوم: أُمْطِرُوا.

قال الله عزّ وجلّ: وَفِيهِ يَعْصِرُونَ.

ويقرأ يَعْصِرون، من عصير العنب.

قال أبو سعيد: يَعْصِرون: يستغلّون أَرَضِيهم، لأن الله يُغنيهم فتجيء عصارة أَرَضيهم، أي: غلّتها، لأنك إذا زرعتَ اعتصرتَ من زرعك ما رزقك الله.

والإعصار: الريح التي تثير السَّحاب.

أعصرتِ الرياح فهي مُعْصِرات، أي: مثيرات للسحاب.

والإعصار: الغبار الذي يستدير ويسطع.

وغبار العجاجة إعصار أيضا.

قال الله عز وجلّ: فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ

يعني العجاجة.

والعَصَرُ: الملجأ، والعُصْرةُ أيضًا، والمُتَعَصَّرُ والمعْتَصَرُ، وهذا خلاف ما زعم في

تفسير هذا البيت، في قوله:

وعصْفَ جارٍ هدَّ جارُ المعتَصَرْ

قالوا: أراد به كريم البلل والنَّدَى، وهو كناية عن الفعل، أي: عمل جارٍ وهدَّ جار المعتصر فهذا معني كَرُمَ، أي: أَكْرِمْ به من مُعْتَصَر، أي: أنك تعصر خيره تنظر ما عنده، كما يُعْصَر الشراب.

وقال عبد الله: هذا البيت عندي:

وعصَّ جارٍ هدَّ جارًا فاعتصر

أي: لجأ.

وقال أبو دُواد في وصف الفرس:

مِسَحٌّ لا يواري العير *** منه عَصَرُ اللِّهْبِ

قال أبو ليلى: اللِّهْب: الجبل، والعَصَرُ: الملجأ، يقول: هذا العَيْرُ إن اعتصر بالجبل لم ينج من هذا الفرس.

وقال بعضهم: يعني بالعَصَر جمع الإعصار، أي: الغبار: والعُصْرَةُ: الدِّنْيَةُ في قولك: هؤلاءِ موالينا عُصْرَةً، أي: دِنْيَةَ، دون مَنْ سواهم.

والمَعْصِرَةُ: موضع يُعْصَرُ فيه العنب.

والمِعْصار: الذي يُجْعَلُ فيه شيء يُعْصَر حتى يُتَحلَّب ماؤه.

وعَصَرْتُ الكرمَ، وعصرت العنب إذا وليته بنفسك، واعتصرت إذا عُصِرَ لك خاصة.

والعَصْرُ العطية، عَصَرَهُ عَصْرًا.

قال طرفة:

لو كان في إملاكنا واحدٌ *** يَعْصِرُنا مثل الذي تَعْصِرُ

والعرب تقول: إنّه لكريم العُصارة.

وكريم المعتَصَر، أي: كريم عند المسألة.

وكلّ شيء منعته فقد اعتصرته.

ومنه الحديث: يعتصر الوالد على ولده في ماله أي: يحبسه عنه، ويمنعه إياه.

وعَصرت الشيء حتى تحَلَّب.

قال مرار بن منقد:

وهي لو تعصر من أردانها *** عبقَ المسكِ لكادت تَنعَصِر

وبعير معصور قد عصره السّفر عصرًا.

العين-الخليل بن أحمد الفراهيدي-توفي: 170هـ/940م


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com