نتائج البحث عن (وَعُصُورٌ)

1-العربية المعاصرة (عصر)

عصَرَ يعصُر ويَعصِر، عَصْرًا، فهو عاصِر، والمفعول مَعْصور.

* عصَر البرتقالَ ونحوَه: ضغطه واستخرج ما فيه من سائل (عصر الدُّمَّلَ: استخرج مِدَّتَه- عصَر اللَّيمونَ- {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} [قرآن]).

* عصَر الثَّوبَ: استخرج ماءه بلَيِّه (عصرَ غسيلًا- لا تكن رطبًا فتُعْصَر ولا يابسًا فتكسر- {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [قرآن]: تنجون من البلاء).

اعتصرَ يعتصر، اعتصارًا، فهو مُعْتَصِر، والمفعول مُعْتَصَر.

* اعتصرَ البرتقالَ ونحوَه: عصرَه؛ ضغطه واستخرج ما فيه من سائل واتّخذَه عصيرًا يُشْرَب (اعتصر عنبًا- {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْتَصِرُونَ} [قرآن]) (*) اعتصر القلقُ قلبَه: اشتدَّ به وأحزنه وأغمَّه- اعتصره الهَمُّ: أضناه، وأنهكه.

* اعتصر الثَّوبَ: عصره؛ استخرج ماءَه بلَيّه.

انعصرَ ينعصر، انعصارًا، فهو مُنْعَصِر.

* انعصر الشَّيءُ: مُطاوع عصَرَ: عُصِرَ، ضُغِط عليه فخرج ما فيه من ماءٍ أو دُهْنٍ أو سائلٍ (انعصرتِ الفاكهةُ- انعصر العنبُ) (*) انعصر فؤادُها حُزْنًا: أي كأنّما ضغطه الحزنُ حتَّى كاد يسيل منه الدَّمُ، مبالغة في تصوير شدّة الحزن.

تعاصرَ يتعاصر، تعاصُرًا، فهو متعاصر.

* تعاصر الشَّخصان: كانا في عصر واحد (تعاصر أحمد شوقي وحافظ إبراهيم).

تعصَّرَ يتعصَّر، تعصُّرًا، فهو مُتَعَصِّر.

* تعصَّر البرتقالُ:

1 - مُطاوع عصَّرَ: ضُغِط حتَّى خرج ما فيه من سائل (تعصَّرتِ الطَّماطمُ) (*) تعصَّر قلبهُ حزنًا: انفطر.

2 - تجدَّد، ماشَى روحَ العصر (تعصَّرت المؤسساتُ الحكوميّةُ- تعصَّرت الأجهزةُ المطبعيّة).

عاصرَ يعاصر، مُعاصرةً، فهو مُعاصِر، والمفعول مُعاصَر.

* عاصَره: عاش معه في عصرٍ واحدٍ، أي في زمن واحد (عاصَرَ الخلفاءُ الرّاشدون النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم- عاصر أحداثًا جسيمة- شاعرٌ معاصرٌ: يعيش في عصرنا) (*) الإنسان المعاصر: الجنس الموجود الآن بعد الفصائل المنقرضة منه.

عصَّرَ يعصِّر، تعصيرًا، فهو معصِّر، والمفعول معصَّر.

* عصَّرَ الثَّوبَ: عصَره مرَّة بعد مرَّة.

* عصَّر المؤسَّسة: جدَّدها وحدَّثها.

إعصار [مفرد]: جمعه أعاصرُ وأعاصيرُ: [في الجغرافيا] منطقة ضغط جوّي منخفض، تتحرّك فيها الرِّياح بشدّة حلزونيًّا نحو مركزها، وتكون عكس اتّجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الشماليّ، بينما تتّفق واتِّجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي (أعاصيرُ جوّيَّةٌ- {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} [قرآن]) (*) إنْ كنت ريحًا فقد لاقيتَ إعصارًا [مثل]: يُضرب للمُدِلّ بنفسه إذا صلِي بنارِ مَنْ هو أدهى منه وأشدّ- زمجرة الأعاصير: عَصْفُها.

عاصرة [مفرد]: جمعه عواصِرُ:

1 - صيغة المؤنَّث لفاعل عصَرَ.

2 - اسم آلة من عصَرَ: آلة تُضغط بها بعض الثِّمار أو بعض البذور الزّيتيّة لاستخراج عصارتها (ارتفع سعر العاصرات الكهربائيّة).

* عَضَلة عاصرة: [في التشريح] حلقة من ألياف عضليَّة تغلق مجرى أو فتحة إذا ما انقبضت.

عُصارة [مفرد]:

1 - عصير، ما يُستخرج من الشَّيء المعصور، ما سال عن العصر (عُصارةُ العنب/البرتقال) (*) عُصارةُ فكرِه: خلاصة ما عنده من أفكار- عُصارةٌ هضميَّةٌ: إفرازات تساعد على الهضم.

2 - ثُفْل، نُفاية ما يُعصَر.

3 - [في الأحياء] أملاح معدنيَّة أو عضويَّة ذائبة في الماء الموجود داخل أنسجة وخلايا النبات.

* العُصارة المعديَّة: [في الطب] سائل يفرزه جدارالمعدة يحوي خمائر وحمض الهيدروكلوريك للهضم.

* العُصارة المعويَّة: سائل حامضيّ التَّركيب، وظيفته متابعة عمل العصارة المعديّة في هضم الطّعام واستخلاص موادّه الغذائيّة.

عَصْر [مفرد]: جمعه أعصُر (لغير المصدر) وعُصُور (لغير المصدر):

1 - مصدر عصَرَ.

2 - وقت في آخر النَّهار إلى ما قبل غروب الشَّمس (وصَل عَصْر اليوم- {وَالْعَصْرِ. إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [قرآن]) (*) صلاة العَصْر: الصَّلاة التي تُؤَدَّى وقت العصر.

3 - مرحلة زمنيّة تُنسب إلى ملك أو دولة، أو إلى تطورات طبيعيّة أو اجتماعيّة أو علميَّة، فيقال عصر هارون الرشيد وعصر الدولة العباسيَّة، وعصر البخار والكهرباء وعصر الذرّة والعصر الحديث (العَصْر العباسيّ/الجليدي- عَصْر الذَرّة/الفضاء- عَصْر الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم- هو سابقٌ لعَصْره- عَصْر الظَّلام: فترة قمع وجهل) (*) العَصْر الفضّيّ: فترة من التَّاريخ تتميَّز بمنجزات هامَّة ولكنَّها تُعَدّ ثانويَّة بالنِّسبة لمنجزات العَصْر الذَّهبيّ- تولّى عَصْرُك: أي رهطك وعشيرتك.

4 - [في البيئة والجيولوجيا] مدّة زمنيّة طويلة، تقدَّر بعشرات الملايين من السِّنين، تمتاز بتكوُّن خاصّ لبعض طبقات الأرض، مثل العصر الفحميّ والعصر الطباشيريّ (عصور وُسْطَى: الحقبة الواقعة بين العصور القديمة والأزمنة الحديثة في أوربا- العَصْر الحجريّ/الحديديّ) (*) روح العَصْر: ما يميِّز فترة زمنيّة ما عن غيرها من الفترات- شمس العَصْر: مثل للشيخ المُسِن الذي بلغ ساحل الحياة- عَصْر ذهبيّ: حِقْبة من الزمن تميّزت بالازدهار والمنجزات الثَّقافيّة والعمليَّة.

* العَصْر: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 103 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثلاث آيات.

* عَصْر الفضاء: الفترة الممتدَّة بين 1957 وحتَّى وقتنا الحاضر، وفيها تمَّ إرسال مركبات فضائيَّة لتدور في مدار حول الأرض وأُرسلت لاكتشاف الأجسام السَّماويَّة.

عَصْرنَة [مفرد]: جعل الشَّيء عصريًّا متمشِّيًا مع روح العصر، تطوير مؤسّسة أو منظَّمة (يجب علينا عَصْرنَة أفكارنا).

عَصْريَّة [مفرد]:

1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عَصْر: (مفاهيم/آلات عَصْريَّة).

2 - مصدر صناعيّ من عَصْر: حداثة، ما هو سائر على نهج العصر الحديث (مفاهيم/آلات عَصْريَّة).

عَصَّارة [مفرد]: اسم آلة من عصَرَ: آلةٌ لعَصْر الفواكه أو القصب ونحوه (عصَّارة ليمون/برتقال- انتشرت عصَّارات قصب السُّكَّر الآليّة).

عصير [مفرد]: جمعه عصائر: سائلٌ سُكَّريٌّ يُستخرج من بعض الثّمار عند عَصْرها (عصير ليمون/برتقال/قصب/عنب).

مُعاصَرة [مفرد]:

1 - مصدر عاصرَ (*) المعاصرة حجاب: وجود شخصين متنافسين في عصر واحد يحجب شهادة كلٍّ منهما في الآخر.

2 - حداثة وجدة (دار العلوم تمثِّل الأصالة والمُعاصرة).

* المُعاصَرة: معايشة الحاضر بالوجدان والسُّلوك والإفادة من كلّ منجزاته العلميَّة والفكريَّة وتسخيرها لخدمة الإنسان ورقيّه.

مِعْصَر [مفرد]: جمعه مَعَاصِرُ: اسم آلة من عصَرَ: جهاز تُعصَرُ فيه البذور ونحوها لاستخراج الزَّيت ونحوه منها عن طريق الضَّغط (مِعْصَر زيتون/بذور القطن).

مُعْصِرات [جمع]: مفرده مُعْصِرة: سحائب تجود بالمطر إذ تَعْصُرها الرِّياح {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} [قرآن].

مَعْصَرة/مِعْصَرة [مفرد]: جمعه مَعَاصِرُ:

1 - مصنع لعصر البذور ونحوها لاستخراج ما بها من عصير أو زيت (مَعْصَرةُ العنب/الزيتون- مَعَاصِرُ البذور).

2 - جهاز تُعْصَر فيه البذور وغيرها لاستخراج الزَّيت.

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


2-معجم متن اللغة (العصر وتثلث والعصر)

العصر "وتثلث" والعصر: الدهر، ج أعصار وعصور وأعصر وعصر، وهو كل مدة ممتدة غير محدودة تحتوى على أمم تنقرض بانقراضهم "قاله الشهابي شرح الشفاء".

معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م


3-معجم متن اللغة (العصر)

العصر: العشي إلى إحمرار الشمس؛ أو ما يلي المغرب من النهار "مذكر، وإذا أرادت الصلاة أنثت" ج أعصر وعصور، وهو العصر.

و-: اليوم: الليلة: الرهط والعشيرة وعصبة الرجل: المطر من المعصرات.

معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م


4-القاموس المحيط (العصر)

العَصْرُ، مُثَلَّثَةً وبضمتينِ: الدَّهْرُ

ج: أعْصارٌ وعُصُورٌ وأعْصُرٌ وعُصُرٌ.

والعَصْرُ: اليومُ، والليلَةُ، والعَشِيُّ إلى احْمِرارِ الشمسِ، ويُحَرَّكُ، والغَداةُ، والحَبْسُ، والرَّهْطُ، والعَشِيرَةُ، والمَطَرُ من المُعْصِراتِ، والمَنْعُ، والعَطِيَّةُ، عَصَرَهُ يَعْصِرُهُ، وبالتحريكِ: المَلْجَأُ، والمَنْجاةُ،

كالعُصْرِ، بالضم، والمُعَصَّرِ، كمُعَظَّمٍ، والغُبارُ.

وأعْصَرَ: دَخَلَ في العَصْرِ،

وـ المرأةُ: بَلَغَتْ شَبابَها، وأدْرَكَتْ، أو دَخَلَتْ في الحَيْضِ، أو رَاهَقَت العِشْرينَ، أو وَلَدَتْ، أو حُبِسَتْ في البَيْتِ ساعةَ طَمِثَتْ،

كعَصَّرَتْ، في الكلِّ، وهي مُعْصِرٌ

ج: مَعاصِرُ ومَعاصِيرُ.

وعَصَرَ العِنَبَ ونحوَهُ يَعْصِرُهُ، فهو مَعْصورٌ وعَصيرٌ،

واعْتَصَرَهُ: اسْتَخْرَجَ ما فيه،

أو عَصَرَهُ: وَلِيَ ذلك بنفسِهِ،

واعْتَصَرَهُ: عُصِرَ له، وقد انْعَصَرَ وتَعَصَّر.

وعُصارَتُه وعُصارُهُ وعَصيرُهُ: ما تَحَلَّبَ منه.

والمَعْصَرَةُ: مَوْضِعُه. وكمِنْبَرٍ: ما يُعْصَرُ فيه العِنَبُ.

والمِعصارُ: الذي يُجْعَلُ فيه الشيءُ فَيُعْصَرُ.

والعَواصِرُ: ثلاثةُ أحْجارٍ يُعْصَرُ بها العِنَبُ.

والمُعْصِراتُ: السَّحابُ.

وأُعْصِرُوا: أُمْطِرُوا.

والإِعْصارُ: الرِّيحُ تُثيرُ السَّحابَ، أو التي فيها نارٌ، أو التي تَهُبُّ من الأرضِ كالعَمودِ نحوَ السَّماءِ،

أو التي فيها العِصارُ، وهو الغُبارُ الشديدُ،

كالعَصَرَةِ، محرَّكةً.

والاعْتِصارُ: انتِجاعُ العَطِيَّةِ، وأن يَغَصَّ إنسانٌ بالطَّعامِ فَيَعْتَصِرَ بالماءِ، أي: يَشْرَبَهُ قليلًا قليلًا لِيُسِيغَهُ، وأن تُخْرِجَ من إنسانٍ مالًا بِغُرْمٍ أو غيرِه، والبُخْلُ، والمَنْعُ، والالتِجاءُ،

كالتَّعَصُّرِ، وقد اعْتَصَرَ به وتَعَصَّرَ، والأخْذُ.

ورجلٌ كريمُ المَعْصَرِ، كمَقْعَدٍ،

والمُعْتَصَرِ والعُصارَةِ: جَوادٌ عندَ المسألة.

وكريمُ العَصْرِ: كريمُ النَّسَبِ.

وعَصَّرَ الزَّرْعُ تَعْصيرًا: نَبَتَتْ أكْمامُ سُنْبُلِهِ.

والمُعْتَصَرُ: الهَرَمُ، والعُمُرُ.

ويَعْصُرُ، كيَنْصُرُ،

أو أعْصُرُ: أبو قبيلةٍ، منها باهِلَةُ. والعَوْصَرَةُ: اسمٌ.

وعَوْصَرٌ وعَيْصَرٌ وعَنْصَرٌ: مواضعُ. وككِتابٍ: الفُساءُ، ومِخْلافٌ باليمن.

وجاءَ على عِصارٍ من الدَّهْرِ، أي: حِينٍ.

وعِصْرٌ، بالكسر: جبلٌ بين المدينةِ ووادي الفُرْعِ.

والعَصْرَةُ، بالفتح: شجرةٌ كبيرةٌ، وبالضم: المَنْجاةُ.

وجاءَ لكن لم يَجِئْ لعُصْرٍ، أي: لم يَجِئْ حينَ المَجِيء.

ونامَ وما نامَ لِعُصْرٍ، أي: لم يَكَدْ يَنامُ. وفي الحديثِ: "أمَرَ بِلالًا أن يُؤذِّنَ قبلَ الفَجْرِ لِيَعْتَصرَ مُعْتَصِرُهُمْ": أرادَ قَاضيَ الحاجةِ، فَكَنَى عنه.

وبنُو عَصَرٍ، محرَّكةً: قبيلةٌ من عبدِ القَيْسِ، منهم مَرْجُومٌ العَصَرِيُّ.

والعُنْصُرُ، وتفتحُ الصادُ: الأصلُ، والحَسَبُ.

(وعَصَنْصَرٌ: جبلٌ).

القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م


5-تاج العروس (شب شبب شبشب)

[شبب]: الشَّبَابُ: الفَتَاءُ والحَدَاثَةُ كالشَّبِيبَة. وقد شَبَّ الغُلامُ يَشِبُّ شَبَابًا، وشُبُوبًا، وشَبِيبًا، وأَشَبَّهُ اللهُ، وأَشَبَّ الله قَرْنَه بمَعْنىً، والأَخِيرُ مَجَازٌ، والقَرْنُ زِيَادَةٌ في الكَلَامِ.

وقال مُحَمَّد بنُ حَبِيب: زَمَنُ الغُلُومِيَّة سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً مُنْذُ يُولَدُ إلى أن يَسْتَكْمِلَها، ثم زَمَنُ الشَّبَابِيَّة مِنْهَا إلَى أَنْ يَسْتَكْمِلَ إحْدَى وخَمْسِينَ سنة، ثم هُوَ شَيْخٌ إلَى أَنْ يَمُوتَ.

وقيل: الشَّابُّ: البَالِغُ إلَى أَنْ يُكَمِّل ثَلَاثِين. وقيل: ابنُ سِتَّ عَشَرَةَ إلى اثْنَتَيْن وثَلَاثِين، ثُمَّ هُوَ كَهْلٌ. انتهى.

والشَّبَاب جمع شَابّ، قَالُوا: ولا نَظِير لَه كالشُّبَّان بالضَّمِّ كفَارِس وفُرْسَانِ. وقال سِيبَوَيْه: أُجْرِي مُجْرَى الاسْم نحو حَاجِر وحُجْرَان. والشَّبَابُ: اسمٌ للجَمْع. قال:

ولقد غَدَوْتُ بسَابِح مَرِحٍ *** وَمَعِي شَبَابٌ كُلُّهمْ أَخْيَلْ

وزَعَم الخَلِيلُ أَنَّه سَمِعَ أَعْرَابِيًّا فَصِيحًا يَقُولُ: إذَا بَلَغ الرجلُ سِتِّين فإيّاه وإيَّا الشَّوَابِّ. ومن جُمُوعِه شَبَبَةٌ ككَتَبَةٍ.

تَقُولُ: مررْتُ بِرِجَالٍ شَبَبَة أَي شُبَّان. وفي حَدِيث بَدْرٍ: «لَمَّا بَرَزَ عُتْبَةُ وشَيْبَةُ والوَلِيدُ بَرَزَ إلَيْهِم شَبَبَةٌ من الأنْصَارِ» أَي شُبَّانٌ وَاحِدُهم شَابٌ.. وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ: «كُنْتُ أَنَا وابْنُ الزُّبَيْرِ في شَبَبَةٍ مَعَنَا».

والشَّبَابُ والشَّبِيبَةُ: أَوَّلُ الشي‌ءِ. يقال: فَعَلَ ذَلِكَ في شَبِيبَةِ. وسَقَى اللهُ عَصْرَ الشَّبِيبَة وعُصُورَ الشَّبَائِبِ. ومنَ المَجَاز: لَقِيتُ فُلَانًا في شَبَابِ النَّهَار، وقَدِم في شَبَاب الشَّهْر؛ أَي في أَوَّلِه. وجِئتُك في شَبَابِ النَّهَارِ وبِشَبَاب نَهَارِ، عَنِ اللِّحْيِانِيّ. أَي أَوَّلِهِ.

والشِّبَابُ بالكَسْرِ: ما شُبَّ بِهِ أَي أُوقد، كالشَّبُوبِ بالفَتْح.

قَالَ الجَوْهَرِيُّ: الشَّبُوب «بالفتح»: ما يُوقَدُ به النَّارُ وشَبَّ النَّارَ والحَرْبَ: أَوقدها يَشُبُّها شَبًّا وشُبُوبًا. وشَبَيْتُها.

وشَبَّةُ النَّار: اشْتِعَالها. ومِنَ المَجَازِ والكِنَايَة شَبَّتِ الحَرْبُ بَيْنَهُم. وتَقُولُ ـ عِنْدَ إحْيَاءِ النَّار ـ:

تَشَبَّبي تَشَبُّبَ النَّمِيمَه *** جَاءَتْ بها تَمْرًا إلَى تَمِيمَه

وهو كَقَوْلهم: أَوقَدَ بِالنَمِيمَة نَارًا. وقال أبُو حَنِيفَة: حُكِي عَنْ أَبي عَمْرو بْنِ العَلَاءِ أَنَّه قَالَ: شَبَّت النارُ وشُبَّتْ هي نَفْسُها شَبًّا وشُبُوبًا، لازَمٌ ومُتَعَدٌ. والمَصْدَرُ الأَوَّل للمُتَعدِّي والثَّانِي لِلَّازِم. قَالَ: ولا يُقَالُ شَابَّة بَلْ مَشْبُوبَة.

وشَبَّ الفَرَسُ يَشِبُّ بالكَسْرِ ويَشُبُّ بالضَّمِّ شِبَابًا بالكَسر وشَبِيبًا وشُبُوبًا بالضم: رَفَعَ يَدَيْهِ جَميعًا كأَنَّها تَنْزُو نَزَوَانا، ولَعِبَ وقَمَّصَ، وكَذَلك إذا حَرَن. تقول: بَرِئْتُ إلَيْك مِنْ شِبَابه وشَبِيبِه وعِضَاضِه وعَضِيضه قال ذو الرُّمَّة:

بِذِي لَجَبٍ تُعَارِضُهُ بُرُوقٌ *** شُبُوبَ البُلْق تَشْتَعِلُ اشْتِعَالًا

بذي لجب يَعْني الرَّعْد؛ أَي كما تَشِبُّ الخَيْلُ فيَسْتَبِينُ بَيَاضُ بَطْنِهَا.

ومن المجاز: شَبَّ الخِمَارُ والشَّعَرُ لونَها أَي زَادَا في حُسْنِها وبَصِيصِها أَظْهَرَا جَمَالَهَا. ويقال: شَبَّ لونَ المَرأَة خِمَارٌ أَسْوَةُ لَبِسَتْه أَي زَادَ في بياضِها ولَوْنِهَا فحَسَّنَها لأَن الضِّدَّ يَزِيدُ في ضِدِّه ويُبْدِي ما خَفِي مِنْه، ولِذلِك قَالُوا: وبِضِدّهَا تَتَمَيَّز الأَشْيَاءُ وقال رَجُلٌ جَاهِلِيٌّ مِنْ طَيِّئ:

مُعْلَنْكِسٌ شَبَّ لَهَا لَوْنَها *** كما يَشُبُّ البَدْرَ لَوْنُ الظَّلام

يقُول: كما يَظْهَرُ لَوْنُ البَدْرِ في اللَّيلَةِ المُظْلِمَة.

ومِنَ المَجَازِ: أَشَبَّ الرجلُ بَنِينَ إذَا شَبَّ وَلَدُه ويُقَالُ: أَشَبَّتْ فُلانَةُ أَوْلادًا إذا شَبَّ لهَا أَوْلَادٌ.

ومن المَجَازِ: الشَّبُوبُ بالفَتْح المُحَسِّن للشَّيْ‌ءِ. يُقَالُ: هذا شَبُوبٌ لِهذَا أَي يَزِيدُ فِيهِ ويُحَسِّنُه. وفي الحِدِيث «أَنَّ النبيَّ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ ائْتَزَرَ بِبُرْدَةٍ سَوْدَاء، فجعل سَوَادُهَا يَشَبُّ بَياضَه، وجَعَلَ بياضُه يَشُبُّ سَوَادَهَا». قال شَمر: يَشُبّ أَيْ يَزْهَاه ويُحَسِّنُه ويُوقِدُه.

وفي رواية أَنَّه لَبِسَ مِدْرَعَةً سَوْدَاء، فقالت عَائِشَةُ: «ما أحْسَنَهَا عَلَيْكَ، يَشُبُّ سَوَادُهَا بَيَاضَك، وبَيَاضُك سَوَادَهَا».

أَي تُحَسِّنُه ويُحَسِّنُها.

وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ «إنَّه يَشُبُّ الوَجْهَ» أَي يُلونَّه ويُحَسِّنُه؛ أَي الصَّبِر.

وفي حَدِيثِ عُمَر ـ رضي ‌الله‌ عنه ـ في الجَوَاهِر الَّتي جَاءَته مِن فَتْح نَهَاوَنْد: «يَشُبّ بَعْضُهَا بَعْضًا».

والشَّبُوبُ: الفرسُ تَجُوزُ رِجلاه يَدَيْه، وهو عَيْبٌ. وقال ثعلب: هو الشَّبِيبُ.

والشَّبُوبُ: ما تُوقَدُ بِهِ النَّارُ وقد تَقَدَّم هذا، فهو تكرار.

والشَّابُّ من الثِّيرَانِ والغَنَم كالمِشَبِّ. قَالَ الشَّاعِرُ:

بمَوْرِكَتَيْن من صَلَوَىْ مِشَبَّ *** مِنَ الثيرَانِ عَقْدُهُمَا جَمِيلُ

أَو الشَّابُّ: المُسِنُّ، كالشَّبَب مُحَرَّكَةً. وعِبَارَة الجوهريّ: الشَّبَبُ: المُسِنُّ من ثيرانِ الوَحشِ الَّذي انْتَهى أَسْنَانُه. وقال أَبُو عُبَيْدَة: الشَّبَبُ: الثَّورُ الَّذي انْتَهَى شَبَابًا، وَقِيلَ: هُوَ الَّذي انْتَهى تَمَامُه وذَكَاؤُه مِنْهَا، وكَذَلك الشَّبُوبُ، والأُنْثَى شَبُوبٌ أَيْضًا والمشَبُّ بالكَسْرِ ربما قَالُوا بِه. وقَال أَبُو عَمْرو: القَرْهَبُ: المُسِنُّ مِن الثِّيرَان، والشَّبُوبُ: الشَّابُّ. قَالَ أَبُو حَاتم وابن شُمَيْلٍ: إذَا أَحَالَ وفُصِلَ فهو دَبَبٌ، والأُنْثَى دَبَبَةٌ [والجمع دِبَابٌ]، ثم شَبَبٌ والأُنْثَى شَبَبَةٌ.

والشَّبُّ: الإيقَادُ كالشُّبُوبِ بالضَّمّ شَبَّ النَّارَ والحَرْبَ. وقَدْ تَقَدَّم.

والشَّبُّ: ارْتفَاعُ كُلِّ شَيْ‌ء. يُقَالُ: شَبَّ، إذا رَفَعَ، وشَبَّ، إذا أَلْهَبَ، حَكَاهُ أَبُو عَمْرو.

والشَّبُّ: حِجَارَةٌ يُتَّخَذ مِنْهَا الزَّاجُ وما أَشْبَهَه. وأجْوَدُه ما جُلِبَ مِنَ اليَمَنِ، وهو شَبٌّ أبْيَضُ له بَصِيصٌ شَدِيدٌ. قَالَ:

أَلَا لَيْتَ عَمِّي يَوْمَ فُرِّقَ بَيْنَنَا *** سُقَي السَّمّ مَمْزُوجًا بِشَبِّ يَمَانِي

ويروى بِشَبِّ يَمَاني.

وقيل الشَّبُّ: دَوَاءٌم. ويُوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخ دَاءٌ مَعْرُوفٌ وَهُو خَطَأٌ. «وفى حِدِيث أَسْمَاءَ أَنَّها دَعَتْ بِمِرْكَن وشَبِّ يَمَانٍ». الشَّبُّ: حَجَر مَعْرُوفٌ يُشْبِه الزَّاجَ يُدْبَغُ بِهِ. الجُلُودُ.

وشَبُّ: موضع باليَمَن وهو شَقُّ في أَعْلَى جَبَل جُهَيْنَة بَها، قَاله الصَّاغَانِيَّ.

ومحمدُ بنُ هِلَالِ بْنِ بِلالٍ ثقَةٌ عَنْ أَبِي قُمَامَة جَبَلَة بن مُحَمَّد أَورَدَه عَبد الغَنِيّ. وأَحْمَدُ بن القاسِم عن الحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسامة وعَنْه المُعَافى بْنِ زَكَرِيَّا الجَرِيرِيّ. والحَسَنُ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ أَبي ذَرَّ البَصري عن مسبح بن حاتِم الشَّبِّيُّون: مُحَدِّثُونَ.

وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيّ: رَجُلٌ شَبٌّ وامرأَة شَبَّةٌ أَي شَابَّةٌ.

ومن المجاز: أُشِبّ لي* الرجلُ إشْبَابًا، إذَا رَفَعْتَ طَرْفَك فَرَأَيْتَهُ من غَيْر أَنْ تَرْجُوهَ أَو تَحْتَسِبَه. قاله أَبو زَيْد. وقال المَيْدَانيّ: أَصْلُه مِن شَبَّ الغُلَامُ إذَا تَرَعْرَع. قال الهُذَلِيُّ:

حَتّى أُشِبَّ لَهَا رَامٍ بمُحْدَلَةٍ *** نَبْعٍ وَبِيضٍ نَوَاحِيهنّ كالسَّجم

ومن المَجَازِ أَيضًا: أُشِبَّ لِي كَذَا أُتِيح لِي كشُبّ بالضَّمِّ أي عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُه فِيهما أَي في المَعْنَيَيْن.

وفي المَثَل: «أَعْيَيْتنِي من شُبَّ إلى دُبَّ بضَمِّهما ويُنَوَّنَان؛ أَي مِنْ أَنْ شَبَبْتُ إلَى أَنْ دَبَبْتُ عَلَى العَصَا.

يَجْعَل ذَلِك بمَنْزِلَةِ الاسْمِ بإدْخَالِ مِنْ عَلَيْهِ وإن كَان في الأصل فِعلًا. يُقَالُ ذلِكَ للرَّجُل والمَرْأَة كَمَا قِيل: نَهَى النَّبِي صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ عن قِيلَ وقَالَ. ومَا زَال على خُلُق وَاحِدٍ من شُبٍّ إلَى دُبٍّ. قَالَ:

قَالَتْ لَهَا أُخْتٌ لها نَصَحت: *** رُدِّي فُؤادَ الهائِم الصَّبِّ

قَالَتْ: ولِم؟ قَالَت: أَذَاكَ وَقَد *** عُلِّقْتُكُم شُبًّا إلَى دُبِّ

وقد تَقَدَّم ما يَتَعَلَّقُ بِهِ في بلد ب ب.

ومن المَجَازِ: التَّشْبِيبُ وهُوَ في الأَصْلِ ذِكْرُ أَيَّام الشَّبابِ واللهْوِ والغَزَل وَيَكُونُ في ابتداء القَصَائد، سُمِّي ابتداؤُها مُطْلَقًا وإن لَمْ يَكُن فِيه ذكرُ الشَّبَاب.

وفي لسان العرب: تَشْبِيبُ الشِّعْر: تَرْقِيقُ أَوله بِذكْر النِّسَاءِ وهو من تَشْبِيبِ النَّار وتأرِيثِها. وشَبَّب بالمَرأَة: قَالَ فِيهَا الغَزَلَ والنَّسِيبَ. ويَتَشَبَّبُ بِهَا: يَنْسُبُ بِهَا.

والتَّشْبِيبُ: النَّسِيبُ بالنِّسَاء أَي بِذِكْرِهِن. وفي حَدِيثِ عبْدِ الرحمن بْنِ أبِي بَكْر «أنَّه كَانَ يُشَبِّبُ بِلَيْلَى بِنتِ الجُوديِّ في شِعْرِهِ».

وفي الأساس في بَاب المَجَاز: قَصِيدةٌ حَسَنة الشَّبابِ أَي التَّشبِيب. وكان جريرٌ أَرَقَّ الناس شَبَابا. قال الأَخْفَش: الشَّبَابُ: قَطِيعَةٌ لِجَرِير دونَ الشُّعَرَاء. وشَبَّب قصيدتَه بِفُلَانَةَ انْتَهى. وفي حَدِيث أمِّ مَعبد: «فَلَمَّا سَمِع حَسّان شِعْرَ الهَاتِف شَبَّبَ يُجَاوِبه» أَي ابتدأ في جَوَابِه، من تَشْبِيب الكُتُب، وَهُو الابْتِدَاء بها والأَخْذُ فِيهَا ولَيْسَ من تَشْبِيبٍ بالنِّسَاءِ في الشّعْرِ.

والشِّبَابُ بالكسر: النِّشَاط أَي نَشَاطُ الفَرَسِ ورَفْعُ اليَديْنِ منه جميعًا. وأشْبَبْتُه أَنَا أَي الفرس إذا هيَّجْتُه.

وأَشبّ الثورُ: أَسَنَّ، فهو مُشِبُّ بالضم، ومثله في التهذيب. ورُبَّمَا قَالُوا: إنه مِشَبُّ بكَسْرِ المِيم، وهذَا هُوَ الصَّوَابُ... وضُبِط في بَعْضِ النُّسَخ بِضَمِّ. وناقَةٌ مُشِبَّة، وقد أَشَبَّت. وقال أسَامَةُ الهُذَلِيّ:

أَقَامُوا صُدُورَ مُشِبَّاتِها *** بَوَاذِخَ يَقْتَسِرُونَ الصِّعَابَا

أَي أَقَامُوا هذِه الإبِل على القَصْدِ. والمُشِبّ بالضَّم: الأَسَدُ الكَبِيرُ. ونِسْوَةٌ شَوَابُّ. وقال أبُو زَيْدٍ: نِسْوَةٌ شبائِبُ في معنى شَوَابَّ. وأنشد:

عَجَائِزًا يَطْلُبْنَ شَيْئًا ذَاهِبا *** يَخْضِبْنَ بالحِنَّاءِ شَيْبًا شَائِبَا

يَقُلْنَ كُنَّا مَرَّة شَبَائِبَا

وقال الأَزْهَرِيّ: شَبَائِبُ جَمْعُ شَبَّة لا جَمْعُ شَابَّة مثل ضَرّة وضَرَائِر.

وعن أَبي عمرو: شَبْشَبَ الرجلُ إذا تَمَّمَ.

وعن ابن الأَعْرَابِيّ: الشَّوْشَبُ من أَسْمَاءِ العَقْرَب وسَيَأْتي. والشَّوْشَبُ: القَمْلُ والأُنْثَى شَوْشَبَة.

وشَبَّذَا زَيْد أَي حَبَّذَا، حكاه ثَعْلَب.

وشبَّان كَرُمَّان سَيَأْتي ذِكْرُهُ في ش ب ن بِنَاءً على أَنَّ نُونَه أَصْلِيّة وهو لَقَبُ جَعْفَرِ بن حسن بن فَرْقَد، هكذا في النسخ، والصَّوَاب جَعفَر بْن جِسْرِ بْنِ فَرْقَد البَصْرِيّ، سمِعَ أَبَاه. وفَاتَه أَبُو جَعْفَر أحْمَدُ بْنُ الحُسَيْنِ البَغْدَادِيّ المُؤَذِّن، يُعْرَف بِشُبَّان، شَيْخٌ لمُخَلد الباقرجيّ، هكذا ضَبَطَه الحَافِظ. والشَّبَّانُ بِالفَتْح لَقَبُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن المُؤْمِن، ويُعْرَفُ بابْنِ شَبَّان العَطَّار، رَوَى عن النجّاد. وشَبَّةُ، وشَبَّابٌ كَكَتَّانٍ وشَبِيبٌ كأَمِيرٍ: أَسْمَاءُ رِجَال. وشَبَابَةٌ بنُ المُعْتَمِر: شَيْخٌ كُوفِيٌ عن قَتَادَة.

وشَبابَةُ بْنُ سَوَّار، معروف معروف من رِجَالِ الصَّحِيحَيْن.

وشَبَابَةٌ: بطْنٌ من بني فَهْم بْنِ مَالِك نَزَلُوا السَّرَاةَ أَو الطَّائِفَ سَمَّاهم أَبُو حَنِيفة في كِتَابِ النَّبات. وفي الصَّحاح: بَنُو شَبَابَة: قَوْمٌ بالطَّائِف. قُلْتُ: ومِنْهُم هَانِئ بنُ المُتَوَكَّل مَوْلَى ابْنِ شَبَابة وغَيْره.

ومن سَجَعَات الأَسَاس: «كَانَ عَصْرُ شَبَابِي أَحْلَى مِنَ العَسَلِ الشَّبَابِي. نِسْبَةً إلَى شَبَابَةَ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ.

وشَبَابٌ كَسَحابٍ: لقبُ خَلِيفَةَ بْنِ الخَيَّاط الحَافِظِ العُصْفُرِيّ حَدَّث عَنِ الحُسِينِ العَطَّار المَصِيصِيّ وغيره.

وابْنُ شَبَابٍ: جَمَاعَةً منهم الحَارِثُ بْنُ شَبَاب جَدُّ ذِي الإصْبَع حُرْثَان بن مُحَرِّثٍ العَدْوَانِيّ الشَّاعر. وشَبُّوبَةُ: اسم جَمَاعَة. ومُحَمَّد بن عمر بن شَبُّوبَة الشَّبُّوبيّ نِسْبَة إلى الجَدِّ، وهو رَاوِي الجَامع الصَّحِيح عَن الإمَام مُحَمَّد بْنِ مَطَر الفرَبْرِيّ، وعنه سَعِيد بْنِ أَبِي سَعِيد الصُّوفِيّ وغَيْره.

وفَاتَه عبد الخَالق بْنُ أَبِي القَاسِم بْنِ مُحَمَّد بْن شَبُّوبَة الشَّبُّوبِيّ من شُيُوخ ابن السَّمْعَانيّ. ومُعَلَّى بْنُ سَعيد الشَّبِيبيّ: مُحَدِّث، وهو رَاوي حكاية الهِمْيان.

وشُبيْب كزُبَيْرٍ بْنُ الحَكَم بْنِ مينَاءَ، فَرْدٌ. قُلْتُ: وهو خَطَأُ، والصواب شُبَيْبٌ آخره ثاءُ مُثَلَّثَة، وقد ذَكَرَه على الصَّوَاب في الثَّاءِ المُثَلَّثَة كما سَيَأْتِي. ولَيْتَ شِعْرِي إذَا كان بِالمُوَحَّدة كَما وَهِم كيف يَكُونُ فَرْدًا فاعْرِفْ ذَلِكَ.

وشَبُّ بلا لام: موضع، باليمن وقد تَقَدَّم، فهو تكرار مَعَ مَا قَبْلَه.

* ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: مَا جَاءَ في حَدِيث شُرَيْح: «تَجُوزُ شهَادَةُ الصِّبْيَان عَلَى الكِبَار يُستشبُّون» أَي يُسْتَشْهَدُ من شَبَّ وكبِرَ منهم إذا بَلَغَ.

كأَنَّه يَقُولُ: إذَا تَحَمَّلُوهَا في الصِّبَا وأَدَّوْها في الكِبَرِ جَازَ.

ومن المَجَازِ: رَجُلٌ مَشْبُوبٌ: جَمِيلٌ حَسَنُ الوَجْه كَأَنَّه أَوقِدَ. قَال ذُو الرُّمَّة:

إذا الأَرْوَعُ المَشْبُوبُ أَضْحَى كَأَنَّه *** على الرَّحْلِ مِمَّا مَنَّه السيرُ أَحْمَقُ

وقال العَجَّاج:

ومِنْ قُرَيْشٍ كُلُّ مَشْبُوبٍ أَغَرُّ

ورجل مَشْبُوبٌ: إذَا كَانَ ذَكِيَّ الفُؤَادِ شَهْمًا.

ومن المجاز: طَلَعَت المَشْبُوبَتَان: الزُّهَرَتَان، وهما الزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي لحُسْنِهما وإشْرَاقهما، أَنْشَد ثَعْلَب:

وعَنْسٍ كألْوَاح الإرَانِ نَسَأْتُهَا *** إذَا قِيلَ للمَشْبُوبَتَيْنِ هُمَا هُمَا

وفي كِتَابِه صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهَ وَآلِهِ وَسَلَّمْ لِوَائِل بْن حُجْر: «إلَى الأَقْيَالِ العَبَاهِلَة والأَرْوَاعِ المَشَابِيب» أَي السَّادَة الرُّءُوسِ الزُّهْرِ الأَلْوَان، الحِسَانِ المَنَاظِر، وَاحِدُهُم مَشْبُوبٌ، كأَنَّمَا أُوقِدَتْ أَلْوَانُهم بِالنَّارِ. وفي حَدِيثِ سُرَاقَة: «اسْتَشِبُّوا عَلَى أَسْوُقِكِم في البَوْل». يَقُول: استَوْفِزُوا عَلَيْهَا، ولا تُسِفُّوا من الأَرض؛ أَي ولا تَسْتَقِرُّوا بِجَمَيع أَبْدَانِكم وتَدْنوا منها. هُوَ مِنْ شَبَّ الفَرَسُ إِذَا رَفَع يَدَيْهِ جَميعًا من الأرضِ.

وفي الأساس، مِنَ المَجَازِ: وهُوَ مُشَبَّب الأظَافِر: مُحَدَّدُها كَأَنَّها تَلْتَهِب لحِدَّتِها.

وعبدُ اللهِ بْنُ الشَّبَّاب، ككَتَّان: صَحَابِيُّ. وكغُرَاب أَبو شُباب خَدِيجُ بنُ سلامة عَقَبِيّ، وابنه شُبَاب وُلِد لَيْلَة العَقَبَة، وأُمُّه أُمُّ شُبَاب لَهَا صُحْبَةٌ أَيْضًا. وعُمَرُ بْنُ شَبَّة بْنِ عُبَيْدَةَ النُّميريّ: مُحَدِّثٌ أَخْبَارِيُّ مَشْهُور. وشَبَابَةُ أَيضًا: بَطْنٌ مِنْ قَيْسٍ.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


6-المصباح المنير (عصر)

عَصَرْتُ الْعِنَبَ وَنَحْوَهُ عَصْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ اسْتَخْرَجْتُ مَاءَهُ وَاعْتَصَرْتُهُ كَذَلِكَ وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَاءِ الْعَصِيرُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.

وَالْعُصَارَةُ بِالضَّمِّ مَا سَالَ عَنْ الْعَصْرِ وَمِنْهُ قِيلَ اعْتَصَرْتُ مَالَ فُلَانٍ إذَا اسْتَخْرَجْتَهُ مِنْهُ.

وَعَصَرْتُ الثَّوْبَ عَصْرًا أَيْضًا إذَا اسْتَخْرَجْتَ مَاءَهُ بِلَيِّهِ.

وَعَصَرْتُ الدُّمَّلَ لِتُخْرِجَ مِدَّتَهُ.

وَأَعْصَرَتْ الْجَارِيَةُ إذَا حَاضَتْ فَهِيَ مُعْصِرٌ بِغَيْرِ هَاءٍ فَإِذَا حَاضَتْ فَقَدْ بَلَغَتْ وَكَأَنَّهَا إذَا حَاضَتْ دَخَلَتْ فِي عَصْرِ شَبَابِهَا.

وَالْإِعْصَارُ رِيحٌ تَرْتَفِعُ بِتُرَابٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَتَسْتَدِيرُ كَأَنَّهَا عَمُودٌ وَالْإِعْصَارُ مُذَكَّرُ قَالَ تَعَالَى {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ} [البقرة: 266] وَالْعَرَبُ تُسَمِّي هَذِهِ الرِّيحَ الزَّوْبَعَةَ أَيْضًا وَالْجَمْعُ الْأَعَاصِيرُ وَالْعُنْصُرُ الْأَصْلُ وَالنَّسَبُ وَوَزْنُهُ فُنْعُلٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَالْعَيْنِ وَقَدْ تُفْتَحُ الْعَيْنُ لِلتَّخْفِيفِ وَالْجَمْعُ الْعَنَاصِرُ.

وَالْعَصْرُ اسْمُ الصَّلَاةِ مُؤَنَّثَةٌ مَعَ الصَّلَاةِ وَبِدُونِهَا تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ أَعْصُرٌ وَعُصُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ وَالْعَصْرُ الدَّهْرُ وَالْعُصُرُ بِضَمَّتَيْنِ لُغَةٌ فِيهِ وَالْعَصْرَانِ الْغَدَاةُ وَالْعَشِيُّ

وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ أَيْضًا وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ لَفْظُ الْعَصْرَيْنِ وَالْمُرَادُ الْفَجْرُ وَصَلَاةُ الْعَصْرِ وَغُلِّبَ أَحَدُ الِاسْمَيْنِ عَلَى الْآخَرِ وَقِيلَ سُمِّيَا بِذَلِكَ لِأَنَّهُمَا يُصَلَّيَانِ فِي طَرَفَيْ الْعَصْرَيْنِ يَعْنِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ.

المصباح المنير-أبوالعباس الفيومي-توفي: 770هـ/1369م


7-لسان العرب (عصر)

عصر: العَصْر والعِصْر والعُصْر والعُصُر؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: الدَّهْرُ.

قَالَ اللَّهُ تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ}؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَصْرِالدهرُ، أَقسم اللَّهُ تَعَالَى بِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْعَصْرِ" مَا يَلِي الْمَغْرِبَ مِنَ النَّهَارِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: هِيَ سَاعَةٌ مِنْ سَاعَاتِ "النَّهَارِ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي العُصُر: " وَهَلْ يَعِمَنْ مَن كَانَ فِي العُصُر الْخَالِي؟ "وَالْجَمْعُ أَعْصُرٌ وأَعْصار وعُصُرٌ وعُصورٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

والعَصْر قَبْل هَذِهِ العُصورِ ***مُجَرِّساتٍ غِرّةَ الغَرِيرِ

والعَصْران: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.

والعَصْر: اللَّيْلَةُ.

والعَصْر: الْيَوْمُ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:

وَلَنْ يَلْبَثَ العَصْرَانِ يومٌ وَلَيْلَةٌ، ***إِذا طَلَبَا أَن يُدْرِكا مَا تَيَمَّما

وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ مَا جَاءَ مُثْنى: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، يُقَالُ لَهُمَا العَصْران، قَالَ: وَيُقَالُ العَصْران الْغَدَاةُ وَالْعَشِيُّ؛ وأَنشد:

وأَمْطُلُه العَصْرَينِ حَتَّى يَمَلَّني، ***ويَرضى بنِصْفِ الدَّيْنِ، والأَنْفُ راغمُ

يَقُولُ: إِذا جَاءَ فِي أَول النَّهَارِ وعَدْتُه آخِرَهُ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «حافظْ عَلَى العَصْرَيْنِ»؛ يُرِيدُ صلاةَ الْفَجْرِ وَصَلَاةَ الْعَصْرِ، سَمَّاهُمَا العَصْرَينِ لأَنهما يَقَعَانِ فِي طَرَفَيِ العَصْرَين، وَهُمَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، والأَشْبَهُ أَنه غلَّب أَحد الِاسْمَيْنِ عَلَى الْآخَرِ كالعُمَرَيْن لأَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَالْقَمَرَيْنِ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَقَدْ جَاءَ تَفْسِيرُهُمَا فِي الْحَدِيثِ، " قِيلَ: وَمَا العَصْران؟ قَالَ: صلاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وصلاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا "؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «مَنْ صلَّى العَصْرَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه: ذَكِّرْهم بأَيَّام اللَّهِ واجْلِسْ لَهُمُ العَصْرَيْن أَي بَكَرَةً وَعَشِيًّا».

وَيُقَالُ: لَا أَفعل ذَلِكَ مَا اخْتَلَفَ العَصْران.

والعَصْر: الْعَشِيُّ إِلى احْمِرَارِ الشَّمْسِ، وَصَلَاةُ العَصْر مُضَافَةٌ إِلى ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَبِهِ سُمِّيَتْ؛ قَالَ:

تَرَوَّحْ بِنَا يَا عَمْرو، قَدْ قَصُرَ العَصْرُ، ***وَفِي الرَّوْحةِ الأُولى الغَنيمةُ والأَجْرُ

وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الصَّلَاةُ الوُسْطى صلاةُ العَصْرِ، وَذَلِكَ لأَنها بَيْنَ صلاتَي النَّهَارِ وَصَلَاتَيِ اللَّيْلِ، قَالَ: والعَصْرُ الحَبْسُ، وَسُمِّيَتْ عَصْرًا لأَنها تَعْصِر أَي تَحْبِس عَنِ الأُولى، وَقَالُوا: هَذِهِ العَصْر عَلَى سَعة الْكَلَامِ، يُرِيدُونَ صَلَاةَ العَصْر.

وأَعْصَرْنا: دَخَلْنَا فِي العَصْر.

وأَعْصَرْنا أَيضًا: كأَقْصَرْنا، وَجَاءَ فلانٌ عَصْرًا أَي بَطيئًا.

والعِصارُ: الحِينُ؛ يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ عَلَى عِصارٍ مِنَ الدَّهْرِ أَي حِينٍ.

وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ نَامَ فلانٌ وَمَا نَامَ العُصْرَ أَي وَمَا نَامَ عُصْرًا، أَي لَمْ يَكَدْ يَنَامُ.

وَجَاءَ وَلَمْ يَجِئْ لِعُصْرٍ أَي لَمْ يَجِئْ حِينَ الْمَجِيءِ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر:

يَدْعون جارَهُمُ وذِمَّتَه ***عَلَهًا، وَمَا يَدْعُون مِنْ عُصْر

أَراد مِنْ عُصُر، فَخَفَّفَ، وَهُوَ الْمَلْجَأُ.

والمُعْصِر: الَّتِي بَلَغَتْ عَصْرَ شَبَابِهَا وأَدركت، وَقِيلَ: أَول مَا أَدركت وَحَاضَتْ، يُقَالُ: أَعْصَرَت، كأَنها دَخَلَتْ عَصْرَ شَبَابِهَا؛ قَالَ مَنْصُورُ بْنُ مَرْثَدٍ الأَسدي:

جَارِيَةٌ بسَفَوانَ دارُها ***تَمْشي الهُوَيْنا ساقِطًا خِمارُها،

قَدْ أَعْصَرَت أَو قَدْ دَنا إِعْصارُها "وَالْجَمْعُ مَعاصِرُ ومَعاصِيرُ؛ وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي قَارَبَتِ الْحَيْضَ لأَنّ الإِعصارَ فِي الْجَارِيَةِ كالمُراهَقة فِي الغُلام، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبي الْغَوْثِ الأَعرابي؛ وَقِيلَ: المُعْصِرُ هِيَ الَّتِي رَاهَقَتِ العِشْرِين، وَقِيلَ: المُعْصِر سَاعَةَتَطْمِث أَي تَحِيضُ لأَنها تُحْبَسُ فِي الْبَيْتِ، يُجْعَلُ لَهَا عَصَرًا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي قَدْ وَلَدَتْ؛ الأَخيرة أَزْديّة، وَقَدْ عَصَّرَت وأَعْصَرَت، وَقِيلَ: سُمِّيَتِ المُعْصِرَ لانْعِصارِ دَمِ حَيْضِهَا وَنُزُولِ مَاءِ تَرِيبَتِها لِلْجِمَاعِ.

وَيُقَالُ: أَعْصَرَت الْجَارِيَةُ وأَشْهَدَت وتَوضَّأَت إِذا أَدْرَكَت.

قَالَ اللَّيْثُ: وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ إِذا حَرُمت عَلَيْهَا الصلاةُ ورأَت فِي نَفْسِهَا زيادةَ الشَّبَابِ قَدْ أَعْصَرت، فَهِيَ مُعْصِرٌ: بَلَغَتْ عُصْرةَ شبابِها وإِدْراكِها؛ يقال بَلَغَتْ عَصْرَها وعُصورَها؛ وأَنشد: " وفَنَّقَها المَراضِعُ والعُصورُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «كَانَ إِذا قَدِمَ دِحْيةُ لَمْ يَبْقَ مُعْصِرٌ إِلا خَرَجَتْ تَنْظُرُ إِليه مِنْ حُسْنِه»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المُعْصِرُ الْجَارِيَةُ أَول مَا تَحِيضُ لانْعِصار رَحِمها، وإِنما خصَّ المُعْصِرَ بالذِّكر لِلْمُبَالَغَةِ فِي خُرُوجِ غَيْرِهَا مِنَ النِّسَاءِ.

وعَصَرَ العِنَبَ ونحوَه مِمَّا لَهُ دُهْن أَو شَرَابٌ أَو عَسَلٌ يَعْصِرُه عَصْرًا، فَهُوَ مَعْصُور، وعَصِير، واعْتَصَرَه: اسْتَخْرَجَ مَا فِيهِ، وَقِيلَ: عَصَرَه وَليَ عَصْرَ ذَلِكَ بِنَفْسِهِ، واعْتَصَره إِذا عُصِرَ لَهُ خَاصَّةً، واعْتَصَر عَصِيرًا اتَّخَذَهُ، وَقَدِ انْعَصَر وتَعَصَّر، وعُصارةُ الشَّيْءِ وعُصارهُ وعَصِيرُه: مَا تحلَّب مِنْهُ إِذا عَصَرْته؛ قَالَ:

فإِن العَذَارى قَدْ خَلَطْنَ لِلِمَّتي ***عُصارةَ حِنَّاءٍ مَعًا وصَبِيب

وَقَالَ:

حَتَّى إِذا مَا أَنْضَجَتْه شَمْسُه، ***وأَنى فَلَيْسَ عُصارهُ كعُصارِ

وَقِيلَ: العُصارُ جَمْعُ عُصارة، والعُصارةُ: مَا سالَ عَنِ العَصْر وَمَا بَقِيَ مِنَ الثُّفْل أَيضًا بَعْدَ العَصْر؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: " عُصارة الخُبْزِ الَّذِي تَحَلَّبا "وَيُرْوَى: تُحُلِّبا؛ يُقَالُ تَحَلَّبت الْمَاشِيَةُ بقيَّة الْعُشْبِ وتَلَزَّجَته أَي أَكلته، يَعْنِي بَقِيَّةَ الرَّطْب فِي أَجواف حُمْرِ الْوَحْشِ.

وَكُلُّ شَيْءٍ عُصِرَ مَاؤُهُ، فَهُوَ عَصِير؛ وأَنشد قَوْلَ الرَّاجِزِ:

وَصَارَ مَا فِي الخُبْزِ مِنْ عَصِيرِه ***إِلى سَرَار الأَرض، أَو قُعُورِه

يَعْنِي بِالْعَصِيرِ الخبزَ وَمَا بَقِيَ مِنَ الرَّطْب فِي بُطُونِ الأَرض ويَبِسَ مَا سِوَاهُ.

والمَعْصَرة: الَّتِي يُعْصَر فِيهَا الْعِنَبُ.

والمَعْصَرة: مَوْضِعُ العَصْر.

والمِعْصارُ: الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ الشَّيْءُ ثُمَّ يُعْصَر حَتَّى يتحلَّب مَاؤُهُ.

والعَواصِرُ: ثَلَاثَةُ أَحجار يَعْصِرون الْعِنَبَ بِهَا يَجْعَلُونَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ.

وَقَوْلُهُمْ: لَا أَفعله مَا دَامَ لِلزَّيْتِ عاصِرٌ، يَذْهَبُ إِلى الأَبَدِ.

والمُعْصِرات: السَّحَابُ فِيهَا الْمَطَرُ، وَقِيلَ: السَّحَائِبُ تُعْتَصَر بِالْمَطَرِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ مَاءً ثَجَّاجًا}.

وأُعْصِرَ الناسُ: أُمْطِرُوا؛ وَبِذَلِكَ قرأَ بَعْضُهُمْ: " فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يُعْصَرُون "؛ أَي يُمْطَرُون، وَمَنْ قرأَ: يَعْصِرُونَ"، قَالَ أَبو الْغَوْثِ: يستغِلُّون، وَهُوَ مِن عَصر الْعِنَبِ وَالزَّيْتِ، وَقُرِئَ: وَفِيهِ تَعْصِرُون "، مِنَ العَصْر أَيضًا، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ مِنَ العَصَر وَهُوَ المَنْجاة والعُصْرة والمُعْتَصَر والمُعَصَّر؛ قَالَ لَبِيدٌ: " وَمَا كَانَ وَقَّافًا بِدَارٍ مُعَصَّرٍ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ:

صادِيًا يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغاثٍ، ***وَلَقَدْ كَانَ عُصْرة المَنْجود

أَي كَانَ ملجأَ الْمَكْرُوبِ.

قَالَ الأَزهري: مَا عَلِمْتُ أَحدًا مِنَ القُرَّاء الْمَشْهُورِينَ قرأَ يُعْصَرون "، وَلَا أَدري مِنْ أَين جَاءَ بِهِ اللَّيْثُ، فإِنه حَكَاهُ؛ وَقِيلَ: المُعْصِر السَّحَابَةُ الَّتِي قَدْ آنَ لَهَا أَن تصُبّ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَجَارِيَةٌ مُعْصِرٌ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ.

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: السَّحَابَةُ المُعْصِر الَّتِي تتحلَّب بِالْمَطَرِ ولمَّا تَجْتَمِعْ مِثْلُ الْجَارِيَةِ المُعْصِر قَدْ كَادَتْ تَحِيضُ وَلَمَّا تَحِضْ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَالَ قَوْمٌ: إِن المُعْصِرات الرِّياحُ ذَوَاتُ الأَعاصِير، وَهُوَ الرَّهَج والغُبار؛ وَاسْتَشْهَدُوا بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:

وكأَنَّ سُهْكَ المُعْصِرات كَسَوْتَها ***تُرْبَ الفَدافِدِ وَالْبِقَاعِ بمُنْخُلِ

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَن قَالَ: المُعْصِراتُ الرِّياحُ "وَزَعَمُوا أَن مَعْنَى مِن، مِنْ قَوْلِهِ: مِنَ المُعْصِرات، مَعْنَى الْبَاءِ الزَّائِدَةِ.

كأَنه قَالَ: وأَنزلنا بالمُعْصِرات مَاءً ثَجَّاجًا، وَقِيلَ: بَلِ المُعْصِراتُ الغُيُومُ أَنفُسُها؛ وَفَسَّرَ بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ:

تَبَسَّمَ لَمْحُ البَرْقِ عَنْ مُتَوَضِّحٍ، ***كنَوْرِ الأَقاحي، شافَ أَلوانَها العَصْرُ

فَقِيلَ: العَصْر الْمَطَرُ مِنَ المُعْصِرات، والأَكثر والأَعرف: شافَ أَلوانها القَطْرُ.

قَالَ الأَزهري: وقولُ مَنْ فَسَّر المُعْصِرات بالسَّحاب أَشْبَهُ بِمَا أَراد اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لأَن الأَعاصِير مِنَ الرِّيَاحِ ليستْ مِن رِياح الْمَطَرِ، وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنه يُنْزِل مِنْهَا مَاءً ثَجَّاجًا.

وَقَالَ أَبو إِسحق: المُعْصِرات السَّحَائِبُ لأَنها تُعْصِرُ الْمَاءَ، وَقِيلَ: مُعْصِرات كَمَا يُقَالُ أَجَنَّ الزرعُ إِذا صارَ إِلى أَن يُجنّ، وَكَذَلِكَ صارَ السحابُ إِلى أَنْ يُمْطِر فيُعْصِر؛ وَقَالَ البَعِيث فِي المُعْصِرات فَجَعَلَهَا سَحَائِبَ ذَوَاتِ الْمَطَرِ:

وَذِي أُشُرٍ كالأُقْحُوانِ تَشُوفُه ***ذِهابُ الصَّبا، والمعْصِراتُ الدَّوالِحُ

والدوالحُ: مِنْ نَعْتِ السَّحَابِ لَا مِنْ نَعْتِ الرِّيَاحِ، وَهِيَ الَّتِي أَثقلها الْمَاءُ، فَهِيَ تَدْلَحُ أَي تَمِشي مَشْيَ المُثْقَل.

والذِّهابُ: الأَمْطار، وَيُقَالُ: إِن الْخَيْرَ بِهَذَا الْبَلَدِ عَصْرٌ مَصْرٌ أَي يُقَلَّل ويُقطَّع.

والإِعْصارُ: الرِّيحُ تُثِير السَّحَابَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِيهَا نارٌ، مُذَكَّر.

وَفِي التَّنْزِيلِ: {فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ}، والإِعْصارُ: رِيحٌ تُثِير سَحَابًا ذَاتَ رَعْدٍ وَبَرْقٍ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِيهَا غُبَارٌ شَدِيدٌ.

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الإِعْصارُ الرِّيَاحُ الَّتِي تَهُبُّ مِنَ الأَرض وتُثِير الْغُبَارَ فَتَرْتَفِعُ كَالْعَمُودِ إِلى نَحْوِ السَّمَاءِ، وَهِيَ الَّتِي تُسَمِّيها النَّاسُ الزَّوْبَعَة، وَهِيَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَا يُقَالُ لَهَا إِعْصارٌ حَتَّى تَهُبّ كَذَلِكَ بِشِدَّةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَرَبِ فِي أَمثالها: إِن كنتَ رِيحًا فَقَدْ لَاقَيْتَ إِعْصارًا؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَلْقَى قِرْنه فِي النَّجْدة وَالْبَسَالَةِ.

والإِعْصارُ والعِصارُ: أَن تُهَيِّج الرِّيحُ التُّرَابَ فَتَرْفَعُهُ.

والعِصَارُ: الْغُبَارُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:

إِذا مَا جَدَّ واسْتَذْكى عَلَيْهَا، ***أَثَرْنَ عَلَيْهِ مِنْ رَهَجٍ عِصَارَا

وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الإِعْصارُ الرِّيحُ الَّتِي تَسْطَع فِي السَّمَاءِ؛ وَجَمْعُ الإِعْصارِ أَعاصيرُ؛ أَنشد الأَصمعي:

وَبَيْنَمَا المرءُ فِي الأَحْياء مُغْتَبِطٌ، ***إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفوه الأَعاصِيرُ

والعَصَر والعَصَرةُ: الغُبار.

وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنّ امرأَة مرَّت بِهِ مُتَطَيِّبة بذَيْلِها عَصَرَةٌ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِعْصار، فَقَالَ: أَينَ تُرِيدين يَا أَمَةَ الجَبّارِ؟ فَقَالَتْ: أُريدُ المَسْجِد»؛ أَراد الغُبار أَنه ثارَ مِنْ سَحْبِها، وَهُوَ الإِعْصار، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ العَصَرة مِنْ فَوْحِ الطِّيب وهَيْجه، فَشَبَّهَهُ بِمَا تُثِير الرِّيَاحُ، وَبَعْضُ أَهل الْحَدِيثِ يَرْوِيهِ عُصْرة والعَصْرُ: العَطِيَّة؛ عَصَرَه يَعْصِرُه: أَعطاه؛ قَالَ طَرَفَةُ:

لَوْ كَانَ فِي أَمْلاكنا واحدٌ، ***يَعْصِر فِينَا كَالَّذِي تَعْصِرُ

وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ أَي يُتَّخَذُ فِينَا الأَيادِيَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَي يُعْطِينا كَالَّذِي تُعْطِينا، وَكَانَ أَبو سَعِيدٍ يَرْوِيهِ: يُعْصَرُ فِينَا كَالَّذِي يُعْصَرُ أَي يُصابُ مِنْهُ، وأَنكر تَعْصِر.

والاعْتِصَارُ: انْتِجَاعُ الْعَطِيَّةِ.

واعْتَصَرَ مِنَ الشَّيْءِ: أَخَذَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

وإِنما العَيْشُ بِرُبَّانِهِ، ***وأَنْتَ مِن أَفْنانِه مُعْتَصِرْ

والمُعْتَصِر: الَّذِي يُصِيبُ مِنَ الشَّيْءِ ويأْخذ مِنْهُ.

وَرَجُلٌ كَريمُ المُعْتَصَرِ والمَعْصَرِ والعُصارَةِ أَي جَوَاد عِنْدَ المسأَلة كَرِيمٌ.

والاعْتِصارُ: أَن تُخْرِجَ مِنْ إِنسان مَالًا بغُرْم أَو بوجهٍ غيرِه؛ قَالَ: " فَمَنَّ واسْتَبْقَى وَلَمْ يَعْتَصِرْ وَكُلُّ شَيْءٍ منعتَه، فَقَدْ عَصَرْتَه.

وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ: «أَنه سُئِلَ عَنِ العُصْرَةِ للمرأَة، فَقَالَ: لَا أَعلم رُخِّصَ فِيهَا إِلا لِلشَّيْخِ المَعْقُوفِ المُنْحَنِي»؛ العُصْرَةُ هَاهُنَا: مَنْعُ الْبِنْتِ مِنَ التَّزْوِيجِ، وَهُوَ مِنْ الاعْتِصارِ المَنْع، أَراد لَيْسَ لأَحد منعُ امرأَة مِنَ التَّزْوِيجِ إِلا شَيْخٌ كَبِيرٌ أَعْقَفُ لَهُ بِنْتٌ وَهُوَ مُضْطَرٌّ إِلى اسْتِخْدَامِهَا.

واعْتَصَرَ عَلَيْهِ: بَخِلَ عَلَيْهِ بِمَا عِنْدَهُ وَمَنَعَهُ.

واعْتَصَر مالَه: اسْتَخْرَجَهُ مِنْ يَدِهِ.

وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنه قَضَى أَن الْوَالِدَ يَعْتَصِرُ ولَدَه فِيمَا أَعطاه وَلَيْسَ للولَد أَن يَعتَصِرَ مِنْ وَالِدِهِ، لِفَضْلِ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ»؛ قَوْلُهُ" يَعْتَصِرُ وَلَدَهُ "أَي لَهُ أَن يَحْبِسَهُ عَنِ الإِعطاء وَيَمْنَعَهُ إِياه.

وَكُلُّ شَيْءٍ مَنَعْتَهُ وَحَبَسْتَهُ فَقَدِ اعْتَصَرْتَه؛ وَقِيلَ: يَعْتَصِرُ يَرْتَجِعُ.

واعْتَصَرَ العَطِيَّة: ارْتَجعها، وَالْمَعْنَى أَن الْوَالِدَ إِذا أَعطى وَلَدَهُ شَيْئًا فَلَهُ أَن يأْخذه مِنْهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" الشَّعْبي: يَعْتَصِرُ الْوَالِدُ عَلَى وَلَدِهِ فِي مَالِهِ "؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما عَدَاهُ بِعَلَى لأَنه فِي مَعْنَى يَرْجِعُ عَلَيْهِ وَيَعُودُ عَلَيْهِ.

وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُعْتَصِرُ الَّذِي يُصِيبُ مِنَ الشَّيْءِ يأْخذ مِنْهُ وَيَحْبِسُهُ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالى: {فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}.

وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي كَلَامٍ لَهُ: قومٌ يَعْتَصِرُونَ الْعَطَاءَ ويَعِيرون النِّسَاءَ؛ قَالَ: يَعْتَصِرونَه يَسْترجعونه بِثَوَابِهِ.

تَقُولُ: أَخذت عُصْرَتَه أَي ثَوَابَهُ أَو الشَّيْءَ نَفسَه.

قَالَ: والعاصِرُ والعَصُورُ هُوَ الَّذِي يَعْتَصِرُ ويَعْصِرُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ شَيْئًا بِغَيْرِ إِذنه.

قَالَ العِتريفِيُّ: الاعْتِصَار أَن يأْخذ الرَّجُلُ مَالَ وَلَدِهِ لِنَفْسِهِ أَو يُبْقِيَهُ عَلَى وَلَدِهِ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ اعْتَصَرَ فلانٌ مالَ فُلَانٍ إِلا أَن يَكُونَ قَرِيبًا لَهُ.

قَالَ: وَيُقَالُ لِلْغُلَامِ أَيْضًا اعْتَصَرَ مَالَ أَبيه إِذا أَخذه.

قَالَ: وَيُقَالُ فُلَانٌ عاصِرٌ إِذا كَانَ مُمْسِكًا، وَيُقَالُ: هُوَ عَاصِرٌ قَلِيلُ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: الاعْتِصَارُ عَلَى وَجْهَيْنِ: يُقَالُ اعْتَصَرْتُ مِنْ فُلَانٍ شَيْئًا إِذا أَصبتَه مِنْهُ، وَالْآخَرُ أَن تَقُولَ أَعطيت فُلَانًا عَطِيَّةً فاعْتَصَرْتُها أَي رَجَعْتُ فِيهَا؛ وأَنشد:

نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ مَضَى فَاعْتَصَرْتُه، ***وللنِّحْلَةُ الأُولى أَعَفُّ وأَكْرَمُ

فَهَذَا ارْتِجَاعٌ.

قَالَ: فأَما الَّذِي يَمْنَعُ فإِنما يُقَالُ لَهُ تَعَصَّرَ أَي تَعَسَّر، فَجَعَلَ مَكَانَ السِّينِ صَادًا.

وَيُقَالُ: مَا عَصَرك وثَبَرَكَ وغَصَنَكَ وشَجَرَكَ أَي مَا مَنَعَك.

وَكَتَبَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلى المُغِيرَةِ: إِنَّ النِّسَاءَ يُعْطِينَ عَلَى الرَّغْبة والرَّهْبة، وأَيُّمَا امرأَةٍ نَحَلَتْ زَوجَها فأَرادت أَن تَعْتَصِرَ فَهُوَ لَهَا أَي تَرْجِعَ.

وَيُقَالُ: أَعطاهم شَيْئًا ثُمَّ اعْتَصَره إِذا رَجَعَ فِيهِ.

والعَصَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، والعُصْرُ والعُصْرَةُ: المَلْجَأُ والمَنْجَاة.

وعَصَرَ بِالشَّيْءِ واعْتَصَرَ بِهِ: لجأَ إِليه.

وأَما الَّذِي وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: «أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر بِلَالًا أَن يُؤَذِّنَ قَبْلَ الْفَجْرِ لِيَعْتَصِرَ مُعْتَصِرُهُمْ»؛ فإِنه أَراد الَّذِي يُرِيدُ أَن يَضْرِبَ الْغَائِطَ، وَهُوَ الَّذِي يَحْتَاجُ إِلى الْغَائِطِ ليَتَأَهَّبَ لِلصَّلَاةِ قَبْلَ دُخُولِ وَقْتِهَا، وَهُوَ مِنَ العَصْر أَو العَصَر، وَهُوَ المَلْجأُ أَو المُسْتَخْفَى، وَقَدْ قِيلَ فِي قَوْلِهِ تعالى: {فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}: إِنه مِنْ هَذَا، أَي يَنْجُون مِنَ الْبَلَاءِ ويَعْتَصِمون بالخِصْب، وَهُوَ مِنَ العُصْرَة، وَهِيَ المَنْجاة.

والاعْتِصَارُ: الِالْتِجَاءُ؛ وَقَالَ عَدِي بْنُ زَيْدٍ:

لَوْ بِغَيْرِ الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ، ***كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصَارِي

والاعْتِصار: أَن يَغَصَّ الإِنسان بِالطَّعَامِ فَيَعْتَصِر بِالْمَاءِ، وَهُوَ أَن يَشْرَبَهُ قَلِيلًا قَلِيلًا، ويُسْتَشْهد عَلَيْهِ بِهَذَا الْبَيْتِ، أَعني بَيْتَ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ.

وعَصَّرَ الزرعُ: نَبَتَتْ أَكْمامُ سُنْبُلِه، كأَنه مأَخوذ مِنَ العَصَر الَّذِي هُوَ الملجأُ والحِرْز؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، أَي تَحَرَّزَ فِي غُلُفِه، وأَوْعِيَةُ السُّنْبُلِ أَخْبِيَتُه ولَفائِفُه وأَغْشِيَتُه وأَكِمَّتُه وقبائِعُهُ، وَقَدْ قَنْبَعَت السُّنبلة وَهِيَ مَا دَامَتْ كَذَلِكَ صَمْعَاءُ، ثُمَّ تَنْفَقِئُ.

وَكُلُّ حِصْن يُتحصن بِهِ، فَهُوَ عَصَرٌ.

والعَصَّارُ: الْمَلِكُ الملجأُ.

والمُعْتَصَر: العُمْر والهَرَم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد:

أَدركتُ مُعْتَصَرِي وأَدْرَكَني ***حِلْمِي، ويَسَّرَ قائِدِي نَعْلِي

مُعْتَصَري: عُمْرِي وهَرَمي، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا كَانَ فِي الشَّبَابِ مِنَ اللَّهْوِ أَدركته ولَهَوْت بِهِ، يَذْهَبُ إِلى الاعْتِصَار الَّذِي هُوَ الإِصابة لِلشَّيْءِ والأَخذ مِنْهُ، والأَول أَحسن.

وعَصْرُ الرجلِ: عَصَبته ورَهْطه.

والعُصْرَة: الدِّنْية، وَهُمْ مَوَالِينَا عُصْرَةً أَي دِنْيَةً دُونَ مَنْ سِوَاهُمْ؛ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ قُصْرَة بِهَذَا الْمَعْنَى، وَيُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ العَصِير أَي كِرِيمُ النَّسَبِ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:

تَجَرَّدَ مِنْهَا كلُّ صَهْبَاءَ حُرَّةٍ، ***لِعَوْهَجٍ أوِ لِلدَّاعِرِيِّ عَصِيرُها

وَيُقَالُ: مَا بَيْنَهُمَا عَصَرٌ وَلَا يَصَرٌ وَلَا أَعْصَرُ وَلَا أَيْصَرُ أَي مَا بَيْنَهُمَا مَوَدَّةٌ وَلَا قَرَابَةٌ.

وَيُقَالُ: تَوَلَّى عَصْرُك أَي رَهْطك وعَشِيرتك.

والمَعْصُور: اللِّسان الْيَابِسُ عَطَشًا؛ قَالَ الطِّرِمَّاحِ:

يَبُلُّ بمَعْصُورٍ جَنَاحَيْ ضَئِيلَةٍ ***أَفَاوِيق، مِنْهَا هَلَّةٌ ونُقُوعُ

وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أَيام أَعْرَقَ بِي عَامُ المَعَاصِيرِ "فَسَّرَهُ فَقَالَ: بَلَغَ الوسخُ إِلى مَعَاصِمِي، وَهَذَا مِنَ الجَدْب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا التَّفْسِيرُ.

والعِصَارُ: الفُسَاء؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

إِذا تَعَشَّى عَتِيقَ التَّمْرِ، قَامَ لَهُ ***تَحْتَ الخَمِيلِ عِصَارٌ ذُو أَضَامِيمِ

وأَصل العِصَار: مَا عَصَرَتْ بِهِ الرِّيحُ مِنَ التُّرَابِ فِي الْهَوَاءِ وَبَنُو عَصَر: حَيّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، مِنْهُمْ مَرْجُوم العَصَريّ.

ويَعْصُرُ وأَعْصُرُ: قَبِيلَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ رَجُلٍ لَا يَنْصَرِفُ لأَنه مِثْلُ يَقْتُل وأَقتل، وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ مِنْهَا باهِلَةُ.

قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا باهِلَةُ بْنُ أَعْصُر وإِنما سُمِّيَ بِجَمْعِ عَصْرٍ، وأَما يَعْصُر فَعَلَى بَدَلِ الْيَاءِ مِنَ الْهَمْزَةِ، وَيَشْهَدُ بِذَلِكَ مَا وَرَدَ بِهِ الْخَبَرُ مِنْ أَنه إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ:

أَبُنَيّ، إِنّ أَباك غَيَّرَ لَوْنَه ***كَرُّ اللَّيَالِي، واخْتِلافُ الأَعْصُرِ

وعَوْصَرة: اسْمٌ.

وعَصَوْصَر وعَصَيْصَر وعَصَنْصَر، كُلُّهُ: مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: " لَوْ عُصْرَ مِنْهُ البانُ والمِسْكُ انْعَصَرْ يُرِيدُ عُصِرَ، فَخَفَّفَ.

والعُنْصُرُ والعُنْصَرُ: الأَصل وَالْحَسَبُ.

وعَصَرٌ: مَوْضِعٌ.

وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: «سَلَكَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرِه إِليها عَلَى عَصَرٍ»؛ هُوَ بِفَتْحَتَيْنِ، جَبَلٌ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَوَادِي الفُرْع، وَعِنْدَهُ مَسْجِدٌ صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


8-أساس البلاغة (شبب)

شبب

شببت النار: رفعتها. وشبّ الصبي شبابًا، وقوم شبّان وشباب وشببة، وسقى الله تعالى عصر الشبيبة وعصور الشبائب، وتقول: كان عصر شبابي، أحلى من العسل الشبابي؛ منسوب إلى بني شبابة من أهل الطائف. وأشبه الله تعالى. وشب الفرس شبابًا وشبيبًا. وتقول: المرء في شبابه، كالمهر في شبابه.

ومن المجاز والكناية: شبت الحرب بينهم. وسمعت من يحي النار وهو يقول:

تشبّبي تشبّب النميمة *** تسعى بها زهرًا إلى تميمه

وهو كقولهم: أوقد بالنميمة نارًا. قال عمر بن أبي ربيعة:

ليس كالعهد إذ علمت ولكن *** أوقد الناس بالنميمة نارًا

وشبّ الخمار وجهها، وهو شبوب لوجهها. والجوهر يشب بعضه بعضًا. و «لبس رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مدرعة سوداء فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: ما أحسنها عليك يشب سوادها بياضك وبياضك سوادها» أي يرفعه ويزيده. ورجل مشبوب: حسن الوجه. قال العجاج:

ومن قريش كل مشبوب أغر

وطلعت المشبوبتان أي الزهرتان وهما الزهرة والمشتري لحسنهما وإشراقهما. وقال الشاخ:

وعنس كألواح الإران نسأتها *** إذا قيل للمشبوبتين هما هما

وشب له كذا وأشب: رفع وأتيح. قال: يصف امرأة مذءوبة:

أشب لها القلوب من بطن قرقري *** وقد يجلب الشيء البعيد الجوالب

ولقيته في شباب النهار، وقدم في شباب الشهر. وقال مليح الهذليّ يصف ظعائن:

مكثن على حاجاتهن وقد مضى *** شباب الضحى والعيس ما تتبرح

وقصيدة حسنة الشباب وهو التشبيب. قال كثير:

إذا شبّبت في غير ابن ليلى *** عروض قصيدة بغض الشباب

وكان جرير أرق الناس شبابًا. وكان أبو الحسن الأخفش يقول: الشباب قطيعة لجرير دون الشعراء، وشبب قصيدته بفلانة. قال عمر بن أبي ربيعة:

فبتلك أهذي ما حييت صبابة *** وبها الحياة أشبب الأشعارا

وأشب الله تعالى قرنك. وأشب فلان بنين إذا شب بنوه. وهو مشبوب الأظافر: محدّدها كأنها تلتهب لحدتها. قال:

صعب البديهة مشبوب أظافره *** مواثب أهرت الشدقين حساس

أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com