نتائج البحث عن (يلجأون)

1-المصطلحات السياسية في الإسلام (الإصلاح للأمر العام)

الإصلاح للأمر العام: (الصلاح): ضد الفساد، والإصلاح تقويم الفساد وتغيير المفسدة بما هو مصلحة وتبديل وخسر ذات البين في علاقات المجتمع بما هو وفاق، وهو تبديل ما تغيرت حوله ظروف البلاد فأحالته قصورًا وظلمًا وفسادًا.

و (إصلاح) المرء نفسه توبة الى الخير بعد سوء، و (الصلاح) كسب عمل الصالحات كما يوصي بذلك القرآن كثيرًا ـ تصديقًا وكسبًا للفلاح واتقاء للخسران. و (اصلاح) المجتمع الأوبة به عامة للحق بعد نهج الباطل، وللعدل والخير والنظام بعد الظلم والفساد، في سبيل حسن العواقب {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه انيب}. [36] [36] [36]

و (الاصلاح)، كلمة تستعمل الآن في العربية مقابلة للاتينية الأصل (Reform) التي تعني ظاهر الحياة او تبديله، وفي المناهج السياسية (الإصلاحية) تعني الى جانب ذلك اتخاذ التدرج في سلام وسيلة لذلك الغرض.

لكن (الاصلاح) في لغة القرآن أجمع لابتغاء كل الصلاح أصولًا وظواهر بكل الوسائل المشروعة دعوة رفيقة صبورة متدرجة او جهادًا حميًا مسارعًا نحو المقاصد الخيرة.

و (الاصلاح للأمر العام) هو محاولة تغيير سياسي حركة نحو المثل العامة اذا غفل او قصر عنها المجتمع بواقعه، او اذا جمد على موافق الحق ومظاهره القديمة رغم ابتلاءات وظروف طرأت فرقت ذات بين المجتمع والمثل، مما يستدعي مذاهب وصورًا جديدة لتصلح وتستقيم مع الحق ابدًا.

و (الحركة الاصلاحية) للمجتمع هي حركة (احياء) بعد (موات) في لغة القرآن. وتبدو في النفوس (يقظة) او صحوة ايمانية (Revival, Rebirth)، لا تقتصر على حال النفوس الخاصة كما هو شأن العقائد الدينية التي انتهى اليها الغرب، بل هي تتصدق بحركة نشاط الاجتهاد) الفكري وتجديد الرؤى الفقهية للدين بعد الخمود والتقليد، وذلك (الاحياء) (Renaissance) هو بدوافع الايمان المذكر (بعث) للطاقة والنهضة المادية في الحياة، لا تجمد او تعقم او تموت بل تتحرك وتنمو وتنتج جديدًا.

واذا تيسرت لحركة (الاصلاح) السياسي الحرية وانفتحت السبل مهادًا لاندفاع (المشيئة)، يخطر وينشأ ثم يثمر التجديد عند بعض نفوس المجتمع عواطفًا وافكارًا واعمالًا، ثم ينتشر التجديد: بالدعوة والبلاغ والجدال والقدوة ويتخذ لذلك طريق السلام لأنه أحسن العلاقات بالإنسان وأيسرها وأسرعها للانتشار وأبلغها لضمان الصدق والفعالية: والغاية عندئذ تتقارب (تقدمًا) (Progress) نحو المثل المنشودة ولو في وجه من يجادل داعيًا (للمحافظة) على التقاليد: (Traditionalist Conservative).

لكن القديم قد يتصلب في وجه الاصلاح والتجديد فكرًا وعرفًا تقليديا ويتخذ مذهبا (رجعيًا) (Reactionary)، من شدة حب الرجوع الى التراث ذاته في كل شيء.

الا ان العود الى الاصول الاولى للاسلام يدفع لتجاوز بعض التقاليد الراكمة عقائد وأعرافًا اصبحت منسوبة الى الحق من طول العهد الراتب، لكنها تحجب اصول الحق وتثقل كل حركة تستوحي منها حوافز التجديد والتعبير الصادق عنها في حادثات الظروف.

(فالأصولية) هي اندفاعة تقدمية تقاوم (التقليدية) التي تدعي النسبة للتراث خلال كسب قديم للسلف، تحجرت وقست بها نفوس الخلف. لكن تلك (الأصولية) هي غير ما عهدته النصرانية في أميركا، ومدت منه الكلمة بالقياس الخاطئ والنفوذ الدعائي نحو ظواهر الجديد في حاضر الاسلام.

وقد يكون الاعتصام بالقديم اصرارًا على اعراف ومنافع معهودة اسرت العصبيات والشهوات أهلها، وصاروا يشفقون من الخطر على موازنهم ومكاسبهم لمتاع الدنيا اذا دخل الاصلاح الجديد.هكذا قامت في وجه دعوة الانبياء الصالحين دعايات الحذرين من قادم الحق والعدل {قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا او ان نفعل في أموالنا من نشاء انك لأنت الحليم الرشيد} [37] [37] [37] {وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال متوفوها انا وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم مقتدون}. [38] [38] [38]

وفي وجه (الاصلاح) اذا أدرك اهل القديم ومن يواليهم في الأرض ان الجديد خطر ممتد لا تجدي ضده المناظرة والمجادلة قد يلجأون الى رفع القوة والسلاح لاسيما اذا كان ذلك (الاصلاح) يتهدد المعهود لذوي القوة والسلطان في المجتمع القديم من منافع وقدرة على البطش والجبروت والظلم، كقصة فرعون وآله وجنده مع موسى عليه السلام وقومه.

عندئذ يأذن الدين لحاملي رسالته في وجه ذلك العدوان ان يقاومون بالمجاهدة ما داموا هم يجادلون بالتي هي أحسن ويكفون، ولا يبادرون بالقوة والعدوان وانما اضطروا لمجاوبة العادي سيئة بمثلها دفاعًا وقتالًا {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ولو دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز}. [39] [39] [39]

وفي المذاهب السياسية الغربية ما يجعل المقاومة والمجاهدة والمقاتلة نهجًا مشروعًا في سبيل الحرية (Freedom Frighting, Struggle, Resistance).

واذا دارت معارك المرافعة وكان النصر لحزب (الاصلاح) بانحياز قوة جماهير من الناس يدركون الظلم ويحملون عليه، فأصبحت العاقبة والدولة لمشروع (الإصلاح)، فقد تأتي حركة التغيير فجأة انفجارًا وتحولًا، فتكون في حركة المجتمع وحياته (ثورة) هائجة وتقلب اوضاعه (Revoluation).

وقد تكون الثورة شاملة لغالب مساقات الحياة، او تأتي حركتها قاصرة على تبديل مواقع السلطة والغنى والجاه، التي كانت تتغالب عليها قوى من سادة واحزاب وطبقات وأقوام وطائف.

وكلمة (الثورة) اصبحت شعارًا شائعًا محبوبًا بأثر كثير من التجارب ذات الوقع التاريخي الهائل، ولذلك يتخذ الشعار عنوانا لحركات تغيير شتى مهما كانت المواقع والمقاصد محدودة. وقد لا تكون حركة القوة الا مبادرة عدوان او مجاوبة دفاع لكنها لا تصوب الا على الشريحة المتمكنة المتحكمة في السلطان، وتسمى عندئذ (انقلابًا) (Coup d’Etat) وهي ضربة لخلع ذوي السلطة ونزعها منهم، وربما تهدف من وراء ذلك للتمكن من تسيير كل الحياة العامة وتغيير ميزان المصالح والسلطان، وسياسات الأمن والعدل والسلطان، او ما هي الا طمع ممن قلب الحكم وغلب ليتمتع هو من بعد السلطة ويصرف الأمر العام ولا يبلغ كسبًا مقدرًا من (الاصلاح) الا شعارات ودعاوى.

ومهما تكن سنن التحولات السلطانية البشرية فان شرعة الدين ومنهاجه حقًا ان يقوم (بالإصلاح) سواد مجتمع المؤمنين الموحدين الذين ان مكنوا في الارض دعوة او جهادًا، اقاموا شعائر الصلة بالله دفعًا وتقوى وآتوا الزكاة تكافلًا وعدلًا وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، اجماعًا على سياسة استقامة في سبيل الصلاح والفلاح في الخاتمة.

المصطلحات السياسية في الإسلام-حسن الترابي-صدر: 1421هـ/2000م


2-جمهرة اللغة (رعم رمع عرم عمر مرع معر)

استُعمل من وجوهها؛ الرُّعام: وهو مُخاط الخيل.

والشاة الرَّعُوم: التي يسيل مُخاطها.

والرعامَى: قصبة الرِّئة.

وقد سمّت العرب رَعومًا ورَعْمان ورُعَيمًا.

والرَّمَع: اصفرار وتغيّر في الوجه، رجل مرمَع ومرموع.

ورمَع: موضع، بكسر الراء، وفتح الميم.

والرَمّاعة من الإنسان: موضع اليافوخ يُضرب من الصبي حتى يشتدّ ويكبر، والرَّمَعان: مصدر رمِعَ يرمَع رَمَعًا ورمَعانًَا، إذا اضطرب.

واليَرْمَع: حجارة بِيض رِخوة تلمع في الشمس.

ومثل من أمثالهم:

«كفّا مطلَّقةٍ تَفُتُّ اليَرْمَعا»

وقد قالوا: رَمِعَ يرْمَع وأرمعَ يرْمِع، إذا اصفَّر، والأول أعلى.

ورُماع: موضع، أحسبه.

والعُمْر والعَمْر واحد، هكذا يقول الأصمعي.

والعِمْر: واحد العُمور، وهو لحم اللِّثَة المستطيل الذي بين كل سنَين، هكذا يقول الأصمعي.

وكان يُنشد:

«بان الشباب وأخلَفَ العمْرُ***وتغيَّرَ الإخوانُ والدَهْـر»

ويُروى: وأخلفَ العمْرُ، وقال غير الأصمعي: أراد بقوله: "أخلفَ العَمْرُ" خلوفَ فِيه من الكِبرَ.

والعَمْرَة: الشَّذْرَة من الخَرَز يفصل بها نظمُ الذهب، وبها سُمَيت المرأة عَمْرَة.

والعُمْرَة: عُمْرَة الحَجّ، والجمع عُمر.

وقد سمّت العرب عَمْرًا وعامرًا وعميرًا وعُمَرَ ومَعْمَرًا وعِمْران وعَميرة، وهو أبو بطن من العرب، وعُمارة أيضًا.

والعِمارة: القبيلة العظيمة.

قال الشاعر:

«لكلِّ أناسٍ من معَدٍّ عِـمـارةٍ***عروض إليها يَلجأون وجانب»

ويقولون: عَمِرْنا بمنزل كذا وكذا، أي أقمنا به، والموضع المَعْمَر.

قال الشاعر:

«ثم انصرفتُ ولم أبثّكُ حِيبـتـي***فلبثتُ بعدكَ غير راض مَعْمَري»

ومنه قول الآخر:

«يا لكِ من حمَرةٍ بمَعْمَرِ *** خَلا لكِ الجَوُّ فبِيضي وآصفِري»

أي بمكان قد عَمِرَت فيه.

وعَمَّرك اللهّ تعميرًا، إذا دعا لك بطول العمر.

وبهذا سمَي الرجل معمَّرًا.

والعُمور: بطون من العرب من عبد القيس يعرفون بهذا الاسم.

والعَمارة: إكليل أو عِمامة تجعل على الرأس.

قال الشاعر:

«فلّما أتانا بُعَيْد الـكَـرَى***سجدنا له ورَفعنا العَمارا»

وقال أبو عبيدة: العَمار هاهنا أكاليل من الرَّيحان جعلوها على رؤوسهم كما تفعل العجم.

وقال غيره: رفعنا العَمارا، أي رفعنا أصواتنا بالدعاء له، وفُسَر بيت ابن أحمر:

«يُهِلّ بالفَرْقَدِ رُكبـانـهـا***كما يهِلُّ الراكبُ المعتمرْ»

أي المعتمّ.

والعُمران: ضدّ الخراب.

وعَمّار: اسم، وعُوَيْمر: اسم، وعُمارة وعَميرة: اسمان، وعمَيْرة: تصغير عَمْرَة.

ووقع القوم في عَوْمَرَة، أي في تخليط وشرّ.

قال الراجز:

«تقولُ عِرْسي وهي لي في عَوْمَرَهْ *** بئسَ آمرُؤ وإنني بئسَ المَرَهْ»

ويقولون: أعمرتُك دارًا إعمارًا، إذا جعلتها له عُمْرَك، وهي العُمْرَى التي جاءت في الحديث.

والعمَيْران: عظمان لهما شُعبتان يكتنفان الغَلْصَمَة.

والعَرْم: مصدر عَرَمْت ما على العظم من اللحم أعرِمه عرمًا، إذا أكلته.

وغلام عارم بيِّن العَرامة والعُرام، إذا أدخلت الهاء فتحت العين.

وشاة عَرْماء وكَبْش أعرَمُ، إذا كانت فيه نُقَط تخالف لونَه، وكذلك حية عَرماءُ ودجاجة عَرْماءُ، وهي الرَّقطاء بعينها.

وقد سمّت العرب عارِمًا وعرّامًا.

وعَرْمان: أبو قبيلة منهم.

والعَرِمَة: سُدّ يُعترض به الوادي ليَحتبس الماءُ، والجمع عَرِم.

وقال أبو حاتم: العَرِم واحد لا جمع له من لفظه.

وقال قوم: بل العَرِمَة واحدة، والجمع العَرِم.

قال الجعْدي:

«مِن سَبَأِ الحاضرين مَأرِبَ إذ***يَبنون من دون سَيله العَرِما»

والمَرَع: مصدر مَرعَ المكان يمرَع مَرَعًا ومروعًا، وأمرع يمرِع إمراعًا، فهو مَريع ومُمْرع، وذلك إذا اخصبَ.

وبنو مارِعة: بطن من العرب يقال لهم المَوارع، وكان مارعة ملكًا في الدهر الأول.

ويقال: غيث مَريع ومِمْراع، إذا أمرعتْ عنه الأرض.

وإنك لمَريع الجناب، أي خصيب كثير الخير.

والمَعَر: ذهاب الشَعَر عن الرأس وغيره، مَعِرَ يمعَر مَعَرًا، والأصل في المَعَر ذهاب الشَّعَر عن أشاعر الفَرَس، ثم كثر حتى استُعمل في غير ذلك، الذكر أمعَرُ والأنثى مَعْراءُ.

وأمعرتِ الأرض، إذا قلَّ نباتُها، والمصدر الإمعار.

وفي الحديث: (ما أمعرَ حاج قَطُّ)، أي لم يفتقر.

وتمعَّر وجه الرجل، إذا تغيّر من غيظ أو وجع.

جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م


3-الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (جماعة التبليغ والدعوة-الحركات الإسلامية)

جماعة التبليغ والدعوة

التعريف:

جماعة التبليغ جماعة إسلامية أقرب ما تكون إلى جماعة وعظ وإرشاد منها إلى جماعة منظمة. تقوم دعوتها على تبليغ فضائل الإسلام لكل من تستطيع الوصول إليه، ملزمةً أتباعها بأن يقتطع كل واحد منهم جزءً من وقته لتبليغ الدعوة ونشرها بعيدًا عن التشكيلات الحزبية والقضايا السياسية، ويلجأ أعضاؤها إلى الخروج للدعوة ومخالطة المسلمين في مساجدهم ودورهم ومتاجرهم ونواديهم، وإلقاء المواعظ والدروس والترغيب في الخروج معهم للدعوة. وينصحون بعدم الدخول في جدل مع المسلمين أو خصومات مع الحكومات.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

المؤسس الأول هو الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي 1303 ــ 1364هـ ولد في كاندهلة، قرية من قرى سهارنفور بالهند، تلقى تعليمه الأوَّلي فيها، ثم انتقل إلى دهلي حيث أتم تعليمه في مدرسة ديوبند التي هي أكبر مدرسة للأحناف في شبه القارة الهندية وقد تأسست عام 1283هـ / 1867م.

ـ تلقى تعليمه الأولى على أخيه الذي يكبره سنًا وهو الشيخ محمد يحيى الذي كان مدرسًا في مدرسة مظاهر العلوم بسهارنفور.

ـ الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي 1829 ـ 1905م وقد بايعه الشيخ محمد إلياس على الطريقة سنة 1315هـ.

ـ جدد البيعة على الشيخ خليل أحمد السهارنفوري أحد أئمة الديوبندية.

ـ اتصل بالشيخ عبد الرحيم الرائي فوري واستفاد من علمه وتربيته.

ـ أخذ بعض علومه على الشيخ أشرف علي التهانوي 1280ـــ 1364هـ 1863 ـ 1943م، وهو الملقب لديهم بـ (حكيم الأمة).

ـ أخذ عن الشيخ محمود حسن (1268 ـ 1339هـ) (1851ـ1920م) وهو من كبار علماء مدرسة ديوبند ومشايخ جماعة التبليغ.

من رفاقه المقربين:

ـ الشيخ عبدالرحيم شاه الديوبندي التبليغي: قضى مدة كبيرة في أمر التبليغ مع الشيخ محمد إلياس ومع ابنه الشيخ محمد يوسف من بعده.

ـ الشيخ احتشام الحسن الكاندهلوي: زوج أخت محمد إلياس ومعتمده الخاص، قضى مدة طويلة من حياته في قيادة الجماعة ومرافقة الشيخ المؤسس.

ـ الأستاذ أبو الحسن علي الحسني الندوي: مدير دار العلوم لندوة العلماء لكهنو الهند، وهو كاتب إسلامي كبير على صلة وثيقة بالجماعة.

ـ الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي 1335هـ / 1917 ــ1965م وهو ابن الشيخ محمد إلياس وخليفته من بعده، ولد في دهلي، تنقل كثيرًا في طلب العلم أولًا، وفي نشر الدعوة ثانيًا، زار السعودية عدة مرات حاجًا، والباكستان بشطريها، كانت وفاته في لاهور، نقل جثمانه بعدها ليدفن بجانب والده في نظام الدين بدهلي.

ـ ألف الشيخ أماني الأخبار وهو شرح معاني الآثار للطحاوي، وكتابه الشهير حياة الصحابة كما خلّـف ولدًا اسمه الشيخ محمد هارون يسير على منهجه وطريقته.

ـ الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي 1315ـ 1364هـ وهو ابن عم الشيخ محمد يوسف وزوج أخته، وهو الذي أشرف على تربيته وتوجيهه، ويصفونه بأنه ريحانة الهند وبركة العصر، كان شيخ الحديث والمشرف الأعلى لجماعة التبليغ، وليس له نشاط في صفوف الجماعة حاليًا.

ـ الشيخ محمد يوسف البنوري: مدير المدرسة العربية بنيوتاون كراتشي وشيخ الحديث فيها، ومدير مجلة شهرية بالأوردية، ومن كبار علماء ديوبند وجماعة التبليغ.

ـ المولوي غلام غوث الهزاردي: من علماء الجماعة، كان عضوًا في البرلمان المركزي.

ـ المفتي محمد شفيع الحنفي: وهو (المفتي الأعظم بباكستان) كان مديرًا لمدرسة دار العلوم لاندهي كراتشي، وخليفة (حكيم الأمة) أشرف علي التهاوني، ومن علماء جماعة التبليغ.

ـ الشيخ منظور أحمد النعماني: من علماء الجماعة، ومن أصحاب الشيخ زكريا، وصديق للأستاذ أبي الحسن الندوي، ومن علماء ديوبند.

ـ إنعام الحسن: هو الأمير الثالث للجماعة إذ تولاها بعد وفاة الشيخ محمد يوسف وما يزال في منصبه إلى الآن، كان صديقًا للشيخ محمد يوسف في دراسته ورحلاته فهما متقاربان في السن متماثلان في الحركة والدعوة.

ـ الشيخ محمد عمر بالنبوري: من المرافقين للشيخ إنعام ومن مستشاريه المقربين.

ـ الشيخ محمد بشير: أمير الجماعة في الباكستان، ومركزهم الرئيسي فيها (رايوند) بضواحي لاهور.

ـ الشيخ عبد الوهاب: من كبار المسؤولين في ذات المركز بالباكستان.

الأفكار والمعتقدات:

ـ قرر المؤسس لهذه الجماعة ستة مبادئ جعلها أساس دعوته، ويحصرون الحديث فيها في مؤتمراتهم وبياناتهم العامة:

ـ الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

ـ إقامة الصلوات ذات الخشوع.

ـ العلم والذكر.

ـ إكرام المسلمين.

ـ الإخلاص.

تقوم طريقتهم في نشر الدعوة على ما يلي:

ـ تنتدب مجموعة منهم نفسها لدعوة أهل بلد ما، حيث يأخذ كل واحد منهم فراشًا بسيطًا وما يكفيه من الزاد والمصروف على أن يكون التقشف هو السمة الغالبة عليه.

ـ عندما يصلون إلى البلد أو القرية التي يريدون الدعوة فيها ينظمون أنفسهم أولًا بحيث يقوم بعضهم بتنظيف المكان الذي سيمكثون فيه، وآخرون يخرجون متجولين في أنحاء البلدة والأسواق والحوانيت، ذاكرين الله داعين الناس لسماع الخطبة أو (البيان) كما يسمونه.

ـ إذا حان موعد البيان التقوا جميعًا لسماعه، وبعد انتهاء البيان يطالبون الحضور بالخروج في سبيل الله، وبعد صلاة الفجر يقسّمون الناس الحاضرين إلى مجموعات يتولى كل داعية منهم مجموعة يعلمهم الفاتحة وبعض من قصار السور. حلقات حلقات. ويكررون ذلك عددًا من الأيام.

ـ قبل أن تنتهي إقامتهم في هذا المكان يحثون الناس للخروج معهم لتبليغ الدعوة، حيث يتطوع الأشخاص لمرافقتهم يومًا أو ثلاثة أيام أو أسبوعًا... أو شهرًا.... كل بحسب طاقته وإمكاناته ومدى تفرغه تحقيقًا لقوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس).

والعدد الأمثل للخروج أن يكون يومًا في الأسبوع وثلاثة أيام في الشهر وأربعين يومًا في السنة وأربعة أشهر في العمر كله.

ـ يرفضون إجابة الدعوة إلى الولائم التي توجه إليهم من أهل البلدة أو الحي؛ حتى لا ينشغلوا بغير أمور الدعوة والذكر، وليكون عملهم خالصًا لوجه الله تعالى.

ـ لا يتعرضون إلى فكرة (إزالة المنكرات) معتقدين بأنهم الآن في مرحلة إيجاد المناخ الملائم للحياة الإسلامية، وأن القيام بهذا العمل قد يضع العراقيل في طريقهم وينفّر الناس منهم.

ـ يعتقدون بأنهم إذا أصلحوا الأفراد فردًا فردًا فإن المنكر سيزول من المجتمع تلقائيًا.

ـ إن الخروج والتبليغ ودعوة الناس هي أمور لتربية الداعية ولصقله عمليًا؛ إذ يحس بأنه قدوة وأن عليه أن يلتزم بما يدعو الناس إليه.

ـ يرون بأن التقليد في المذاهب واجب ويمنعون الاجتهاد معللين ذلك بأن شروط المجتهد الذي يحق له الاجتهاد مفقودة في علماء هذا الزمان.

ـ تأثروا بالطرق الصوفية المنتشرة في بلاد الهند، وعليه فإنه تنطبق عليهم جملة من الأمور التي يتصف بها المتصوفة من مثل:

ـ لابد لكل مريد من شيخ يبايعه، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. وكثيرًا ما تتم البيعة للشيخ في مكان عام تُنشر على الناس أردية واسعة مربوط بعضها ببعض مرددين البيعة بشكل جماعي، ويُـفعل ذلك في جمع غفير من النساء كذلك.

ـ المبالغة في حب الشيخ والمغالاة كذلك في حب الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يخرجهم في بعض الأحيان عن الأدب الذي يجب التزامه حيال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام.

ـ إقامة المنامات مقام الحقائق حتى تكون هذه المنامات قاعدة تبنى عليها أمور تترك أثرها على مسيرة الدعوة.

ـ يعتقدون أن التصوف هو أقرب الطرق لاستشعار حلاوة الإيمان في القلوب.

ـ ترد على ألسنتهم أسماء أعلام المتصوفة من مثل عبد القادر الجيلاني المولود في جيلان عام 470هـ، والسهروردي، وأبو منصور الماتريدي ت 332هـ، وجلال الدين الرومي المولود عام 604هـ صاحب كتاب المثنوي.

ـ تقوم طريقتهم على الترغيب و الترهيب والتأثير العاطفي، وقد استطاعوا أن يجذبوا إلى رحاب الإيمان كثيرًا من الذين انغمسوا في الملذات والآثام وحوّلوهم إلى العبادة والذكر والتلاوة.

ـ لا يتكلمون في السياسة، وينهون أفراد جماعتهم عن الخوض في مشاكلها، وينتقدون كل من يتدخل فيها، ويقولون بأن السياسة هي أن تترك السياسة، ولعلّ هذه النقطة هي جوهر الخلاف بينهم وبين الجماعة الإسلامية التي ترى ضرورة التصدي لأعداء الإسلام في القارة الهندية.

المآخذ عليهم:

ـ أنهم لايهتمون ببيان ونشر عقيدة السلف والتوحيد الخالص بين أتباعهم؛ بل يكتفون بالعموميات التي لاتغني في دين الله شيئًا. كذلك لايُنكرون الشركيات والبدع التي تعج بها بلاد المسلمين؛ لاسيما الهند والباكستان منشأ الجماعة.

ـ أنهم يتوسعون توسعًا أفقيًا كميًّا لا نوعيًّا إذ أن تحقيق التفوق النوعي يحتاج إلى رعاية ومتابعة وهذا ما تفتقده هذه الدعوة، ذلك لأن الشخص الذي يدعونه اليوم قد لا يلتقون به مرة أخرى، وقد يعود إلى ما كان عليه تحت تأثير مغريات الحياة وفتنها.ولذلك فإن تأثيرهم لا يدوم طويلًا أمام التيار المادي الجارف؛ إذ لا بد لمن غرس غرسة أن يتعهدها.

ـ لا يضمهم تنظيم واحد متسلسل، بل هناك صلات بين الأفراد وبين الدعاة تقوم على التفاهم والمودة.

ـ يؤولون أحاديث الجهاد على "الخروج" مما يكاد ينسي الجهاد في سبيل الله، كما يتساهلون كثيرًا في رواية الأحاديث الضعيفة مع الإكثار من ذكر الكرامات التي تحصل لأتباعهم ولغيرهم من الصالحين.

ـ يلجأون إلى النوم والأكل في المساجد تقليلًا للنفقة، وينتقدهم البعض لهذا المسلك، وبخاصة في البلاد الأجنبية، ولكن هذا المسلك لا يعيبهم طالما أنهم لا يغادرون المساجد إلا بعد أن تكون أكثر نظافة وأحسن ترتيبًا.

ـ لا يكفي عملهم لإقامة أحكام الإسلام في حياة الناس، ولا يكفي لمواجهة التيارات الفكرية المعادية للإسلام التي تجند كافة طاقاتها لحرب الإسلام والمسلمين.

ـ أسلوبهم يترك أثره بشكل واضح على رواد المساجد من المسلمين، أما أولئك الذين يحملون أفكارًا وإيديولوجيات معينة فإن تأثيرهم عليهم يكاد يكون معدومًا.

ـ يقال عنهم بأنهم أخذوا بعضًا من الإسلام وتركوا بعضًا منه، وهذه التجزئة لحقائق الإسلام تتنافى مع طبيعته الواحدة الشمولية، ومنطقهم دائمًا يقول: السياسة أن تترك السياسة، ولكنهم برغم ذلك لم ينجوا من ضربات المتسلطين وقد حظر نشاطهم في أكثر من بلد.

ومع ذلك ينبغي أن لا يُغفل ما لهم من جهود، فقد دخل على أيدهم خلقِ كثير إلى الإسلام، وترك آخرون من المسلمين على أيديهم سبل الغواية والرذيلة، بل استطاعوا أن يخترقوا قبل غيرهم الستار الحديدي الذي فرضته الشيوعية على بعض البلاد.

الجذور الفكرية والعقائدية:

إنها جماعة إسلامية، عقيدة مؤسسيها وكبار علمائها ودعاتها في شبه القارة الهندية هي نفس عقيدة الماتريدية. على أن مذهبهم الفقهي هو المذهب الحنفي.

تأثروا بالمتصوفة من مثل الطريقة الجشتية في الهند ويقيمون اعتبارًا خاصًا لأعلام المتصوفة في التربية والتوجيه.

هناك من يعتقد بأنهم قد أخذوا أفكارهم عن جماعة النور في تركيا.

يعتمدون في اجتماعاتهم في البلاد العربية على القراءة من رياض الصالحين وحياة الصحابة، وفي البلاد الأعجمية على القراءة من تبليغي نصاب، وهو كتاب مليء بالخرافات والأحاديث الضعيفة.

يطالبهم العلماء بالإقلاع عن اللجوء إلى كتابة التمائم المملوءة بالطلاسم وترك الأوراد والأذكار البدعية، واعتماد الرؤى والأحلام كمصدر من مصادر الاستدلال والاهتمام بالعلم الشرعي وبخاصة علم التوحيد.

الانتشار ومواقع النفوذ:

بدأت دعوتهم في الهند، وانتشرت في الباكستان وبنغلاديش، وانتقلت إلى العالم الإسلامي والعالم العربي حيث صار لهم أتباع في سوريا والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان والعراق والحجاز.

ـ انتشرت دعوتهم في معظم بلدان العالم في أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا، ولهم جهود مشهود لها في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام في أوروبا وأمريكا.

ـ مركزهم الرئيسي في نظام الدين بدهلي، ومنه يديرون شئون الدعوة في العالم.

التمويل المالي يعتمدون فيه على الدعاة أنفسهم، وهناك تبرعات متفرقة غير منظمة تأتي من بعض الأثريا مباشرة أو بابتعاث الدعاة على حسابهم الخاص.

ويتضح مما سبق:

أن جماعة التبليغ هي: إحدى الجماعات الإسلامية، وتعتبر سندًا عاطفيًّا واجتماعيًّا لمسلمي شبه القارة الهندية، وهي رمز من رموز الدعوة إلى الله في أوروبا والأمريكتين، وتقوم الدعوة عند هذه الجماعة، على أساس الكلمة الطيبة والخشوع في الصلاة والعلم والذكر وإكرام المسلمين والإخلاص والخروج في سبيل الدعوة. ويمتاز دعاتها بالزهد، ولكنهم يعتقدون أن التصوف (بمفهومه القائم) هو أقرب الطرق لاستشعار حلاوة الإيمان.

(مع ملاحظة ما عليها من مؤاخذات سبق التنبيه على بعضها، نتمنى من عقلاء الجماعة تداركها؛ ليحسن عملهم ويتوافق مع الكتاب والسنة).

(page)

الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة-الندوة العالمية للشباب الإسلامي-صدرت: 1418هـ/1997م


4-الغريبين في القرآن والحديث (أله)

(أله)

قوله تعالى: {قالوا نعبد إلهك} يعني: الذي تلجأ إليه وتستغيث به وسميت أصنام المشركين آلهة؛ لأنهم كانوا يلجأون إليها فقال الله تعالى: {أإله مع الله} أي: أيؤله إلى غيره؟

وقوله: {ويذرك وإلاهتك} أي وعبادتك في قراءة من قرأها. ومن قرأ: {وآلهتك} أراد: أصنامك وقالوا للشمس إلاهة؛ لأنهم عبدوها قال الشاعر:

وأعجلنا الإلهة أن تئوبا

وقال أبو الهيثم، في قوله: {لا إله إلا الله} أي لا معبود إلا الله. والتأله: التعبد.

وفي حديث وهيب: (إذا وقع العبد في ألهانية الرب ومعيمنية الصديقين، ورهبانية الأبرار لم يجد أحدًا يأخذ بقلبه) قال القتيبي: هي فعلانية من الإله، يقال إله بين الإلاهية والألهانية.

وقوله: (اللهم ربنا) معناه: يا الله، لما حذفت منه يا التي تكون للنداء، زيدت الميم وشددت. قاله الخليل بن أحمد.

وقال الفراء: معناه: يا الله أمنا بمغفرتك، أي اعتمدنا، فنزعت الهمزة من: أم ووصلت الميم بالهاء لكثرة الاستعمال. قال: والدليل على أن الميم ليست عوضًا من (يا) أنهم يجمعون بينهما، فيقولون: يا للهم أنشدني الكسائي.

«وما عليك أن تقولي كلما *** سحت أو صليت يا للهما»

أردد علينا شيخنا مسلما

وقوله: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إليه) أي معبود فيهما.

الغريبين في القرآن والحديث-أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي-توفي: 401هـ/1010م


5-لسان العرب (عمر)

عمر: العَمْر والعُمُر والعُمْر: الْحَيَاةُ.

يُقَالُ قَدْ طَالَ عَمْرُه وعُمْرُه، لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ، فإِذا أَقسموا فَقَالُوا: لَعَمْرُك فَتَحُوا لَا غَيْرُ، وَالْجَمْعُ أَعْمار.

وسُمِّي الرَّجُلُ عَمْرًا تَفَاؤُلًا أَن يَبْقَى.

وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي القسَم: لَعَمْرِي ولَعَمْرُك، يَرْفَعُونَهُ بِالِابْتِدَاءِ وَيُضْمِرُونَ الْخَبَرَ كأَنه قَالَ: لَعَمْرُك قَسَمِي أَو يَمِينِي أَو مَا أَحْلِفُ بِهِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَمِمَّا يُجِيزُهُ الْقِيَاسُ غَيْرَ أَن لَمْ يَرِدْ بِهِ الِاسْتِعْمَالُ خَبَرُ العَمْر مِنْ قَوْلِهِمْ: لَعَمْرُك لأَقومنّ، فَهَذَا مبتدأٌ مَحْذُوفُ الْخَبَرِ، وأَصله لَوْ أُظهر خَبَرُهُ: لَعَمْرُك مَا أُقْسِمُ بِهِ، فَصَارَ طولُ الْكَلَامِ بِجَوَابِ الْقَسَمِ عِوَضًا مِنَ الْخَبَرِ؛ وَقِيلَ: العَمْرُ هَاهُنَا الدِّينُ؛ وأَيًّا كَانَ فإِنه لَا يُسْتَعْمَلُ فِي القسَم إِلا مَفْتُوحًا.

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}؛ لَمْ يقرأْ إِلا بِالْفَتْحِ؛ وَاسْتَعْمَلَهُ أَبو خِرَاشٍ فِي الطَّيْرِ فَقَالَ:

لَعَمْرُ أَبي الطَّيْرِ المُرِنّة عُذْرةً ***عَلَى خالدٍ، لَقَدْ وَقَعْتَ عَلَى لَحْمِ

أَي لَحْمِ شَرِيفٍ كَرِيمٍ.

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تعالى: {لَعَمْرُكَ} أَي لَحَيَاتُكَ.

قَالَ: وَمَا حَلَفَ اللَّهُ بِحَيَاةِ أَحد إِلا بِحَيَاةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: النَّحْوِيُّونَ يُنْكِرُونَ هَذَا وَيَقُولُونَ مَعْنَى لعَمْرُك لَدِينُك الَّذِي تَعْمُر وأَنشد لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ:

أَيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلًا، ***عَمْرَكَ اللهَ كَيْفَ يَجْتَمِعان؟

قَالَ: عَمْرَك اللهَ عِبَادَتَكَ اللهَ، فَنَصَبَ؛ وأَنشد:

عَمْرَكِ اللهَ سَاعَةً، حَدِّثِينا، ***وذَرِينا مِن قَوْلِ مَن يُؤْذِينا

فأَوْقَع الفعلَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَوْلِهِ عَمْرَك اللَّهَ.

وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ: لَعَمْرُك إِنهم وعَيْشِك وإِنما يُرِيدُ العُمْرَ.

وَقَالَ أَهل الْبَصْرَةِ: أَضْمَر لَهُ مَا رَفَعَه لَعَمْرُك المحلوفُ بِهِ.

قَالَ: وَقَالَ الْفَرَّاءُ الأَيْمان يَرْفعها جَوَابَاتُهَا.

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: مَعْنَى لَعَمْرُ اللَّهِ وعَمْر اللَّهِ أَحْلِفُ بِبَقَاءِ اللَّهِ ودوامِه؛ قَالَ: وإِذاقُلْتَ عَمْرَك اللهَ فكأَنك قُلْتَ بِتَعْمِيرِك اللَّهَ أَي بإِقرارك لَهُ بِالْبَقَاءِ؛ وَقَوْلُ عُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: " عَمْرَك اللهَ كَيْفَ يَجْتَمِعَانِ "يُرِيدُ: سأَلتُ اللَّهَ أَن يُطيل عُمْرَك لأَنه لَمْ يُرِد الْقَسَمَ بِذَلِكَ.

قَالَ الأَزهري: وَتَدْخُلُ اللَّامُ فِي لَعَمْرُك فإِذا أَدخلتها رَفَعْت بِهَا بِالِابْتِدَاءِ فَقُلْتَ: لَعَمْرك ولَعَمْرُ أَبيك، فإِذا قُلْتَ لَعَمْرُ أَبيك الخَيْرَ، نَصَبْتَ الْخَيْرَ وَخَفَضْتَ، فَمَنْ نَصَبَ أَراد أَن أَباك عَمَرَ الخيرَ يَعْمُرُه عَمْرًا وعِمارةً، فَنَصَبَ الْخَيْرَ بِوُقُوعِ العَمْر عَلَيْهِ؛ ومَن خَفَضَ الْخَيْرَ جَعَلَهُ نَعْتًا لأَبيك، وعَمْرَك اللهَ مِثْلُ نَشَدْتُك اللهَ.

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: سأَلت الْفَرَّاءَ لمَ ارْتَفَعَ لَعَمْرُك؟ فَقَالَ: عَلَى إِضمار قَسَمٍ ثَانٍ كأَنه قَالَ وعَمْرِك فلَعَمْرُك عَظِيمٌ، وَكَذَلِكَ لَحياتُك مِثْلُهُ، قَالَ: وصِدْقُه الأَمرُ، وَقَالَ: الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ}، كأَنه أَراد: وَاللَّهِ لَيَجْمَعَنَّكُمْ، فأَضمر الْقَسَمَ.

وَقَالَ الْمُبَرِّدُ فِي قَوْلِهِ عَمْرَك اللهَ: إِن شِئْتَ جَعَلْتَ نصْبَه بفعلٍ أَضمرتَه، وإِن شِئْتَ نَصَبْتَهُ بِوَاوٍ حَذَفْتَهُ وعَمْرِك.

اللَّهَ، وإِن شِئْتَ كَانَ عَلَى قَوْلِكَ عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيرًا ونَشَدْتُك اللَّهَ نَشِيدًا ثُمَّ وضعتَ عَمْرَك فِي مَوْضِعِ التَّعْمِير؛ وأَنشد فِيهِ:

عَمَّرْتُكِ اللهَ أَلا مَا ذَكَرْتِ لَنَا، ***هَلْ كُنْتِ جارتَنا، أَيام ذِي سَلَمِ؟

يُرِيدُ: ذَكَّرْتُكِ اللهَ؛ قَالَ: وَفِي لُغَةٍ لَهُمْ رَعَمْلُك، يُرِيدُونَ لَعَمْرُك.

قَالَ: وَتَقُولُ إِنّك عَمْرِي لَظَرِيفٌ.

ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لَعَمْرُك ولَعَمْرُ أَبيك ولَعَمْرُ اللَّهِ، مَرْفُوعَةً.

وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه اشْتَرَى مِنْ أَعرابي حِمْلَ خَبَطٍ فَلَمَّا وَجَبَ الْبَيْعُ قَالَ لَهُ: اخْتَرْ، فَقَالَ لَهُ الأَعرابيّ: عَمْرَكَ اللهَ بَيْعًا» أَي أَسأَلُ اللَّهَ تَعْمِيرَك وأَن يُطيل عُمْرك، وبَيِّعًا مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ أَي عَمَّرَك اللهُ مِن بَيِّعٍ.

وَفِي حَدِيثِ لَقِيط: «لَعَمْرُ إِلَهِك»؛ هُوَ قسَم بِبَقَاءِ اللَّهِ ودوامِه.

وَقَالُوا: عَمْرَك اللهَ افْعَلْ كَذَا وأَلا فَعَلْتَ كَذَا وأَلا مَا فَعَلْتَ عَلَى الزِّيَادَةِ، بِالنَّصْبِ، وَهُوَ مِنَ الأَسماء الْمَوْضُوعَةِ مَوْضِعَ الْمَصَادِرِ الْمَنْصُوبَةِ عَلَى إِضمار الْفِعْلِ المتروكِ إِظهارُه؛ وأَصله مِنْ عَمَّرْتُك اللهَ تَعْمِيرًا فَحُذِفَتْ زِيَادَتُهُ فَجَاءَ عَلَى الْفِعْلِ.

وأُعَمِّرُك اللهَ أَن تَفْعَلَ كَذَا: كأَنك تُحَلِّفه بِاللَّهِ وتسأَله بِطُولِ عُمْرِه؛ قَالَ:

عَمَّرْتُكَ اللهَ الجَلِيلَ، فإِنّني ***أَلْوِي عليك، لَوَ أنّ لُبَّكَ يَهْتَدِي

الْكِسَائِيُّ: عَمْرَك اللهَ لَا أَفعل ذَلِكَ، نُصِبَ عَلَى مَعْنَى عَمَرْتُك اللهَ أَي سأَلت اللَّهَ أَن يُعَمِّرَك، كأَنه قَالَ: عَمَّرْتُ اللَّهَ إِيَّاك.

قَالَ: وَيُقَالُ إِنه يَمِينٌ بِغَيْرِ وَاوٍ وَقَدْ يَكُونُ عَمْرَ اللهِ، وَهُوَ قَبِيحٌ.

وعَمِرَ الرجلُ يَعْمَرُ عَمَرًا وعَمارةً وعَمْرًا وعَمَر يَعْمُرُ ويَعْمِر؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، كِلَاهُمَا: عاشَ وَبَقِيَ زَمَانًا طَوِيلًا؛ قَالَ لَبِيدٌ:

وعَمَرْتُ حَرْسًا قَبْلَ مَجْرَى داحِسٍ، ***لَوْ كَانَ لِلنَّفْسِ اللَّجُوجِ خُلُودُ

وأَنشد مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ كَلِمَةَ جَرِيرٍ:

لَئِنْ عَمِرَتْ تَيْمٌ زَمانًا بِغِرّةٍ، ***لَقَدْ حُدِيَتْ تَيْمٌ حُداءً عَصَبْصَبا

وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَطال اللَّهُ عَمْرَك وعُمْرَك، وإِن كَانَا مَصْدَرَيْنِ بِمَعْنًى إِلا أَنه اسْتُعْمِلَ فِي الْقَسَمِ أَحدُهما وَهُوَ الْمَفْتُوحُ.

وعَمَّرَه اللهُ وعَمَرَه: أَبقاه.

وعَمَّرَ نَفْسَه: قدَّر لَهَا قدْرًا مَحْدُودًا.

وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ}؛ فُسِّرَ عَلَى وَجْهَيْنِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: مَا يُطَوَّلُ مِن عُمُرِ مُعَمَّر وَلَا يُنْقَص مِنْ عُمُرِه، يُرِيدُ الْآخَرَ غَيْرَ الأَول ثُمَّ كَنَّى بِالْهَاءِ كأَنه الأَول؛ وَمِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ: عِنْدِي دِرْهَمٌ ونصفُه؛ الْمَعْنَى وَنِصْفٌ آخَرُ، فَجَازَ أَن تَقُولَ نَصِفُهُ لأَن لَفْظَ الثَّانِي قَدْ يَظْهَرُ كَلَفْظِ الأَول فكُنِيَ عَنْهُ كَكِنَايَةِ الأَول؛ قَالَ: وَفِيهَا قَوْلٌ آخَرُ: مَا يُعَمَّر مِن مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَص مِن عُمُرِه، يَقُولُ: إِذا أَتى عَلَيْهِ الليلُ، وَالنَّهَارُ نَقْصًا مِنْ عُمُرِه، وَالْهَاءُ فِي هَذَا الْمَعْنَى للأَول لَا لِغَيْرِهِ لأَن الْمَعْنَى مَا يُطَوَّل وَلَا يُذْهَب مِنْهُ شَيْءٌ إِلا وَهُوَ مُحْصًى فِي كِتَابٍ، وكلٌّ حَسَنٌ، وكأَن الأَول أَشبه بِالصَّوَابِ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالثَّانِي قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.

والعُمْرَى: مَا تَجْعَلُهُ لِلرَّجُلِ طولَ عُمُرِك أَو عُمُرِه.

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: العُمْرَى أَن يَدْفَعَ الرَّجُلُ إِلى أَخيه دَارًا فَيَقُولُ: هَذِهِ لَكَ عُمُرَك أَو عُمُرِي، أَيُّنا مَاتَ دُفِعَت الدَّارُ إِلى أَهله، وَكَذَلِكَ كَانَ فعلُهم فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

وَقَدْ عَمَرْتُه أَياه وأَعْمَرْته: جعلتُه لَهُ عُمُرَه أَو عُمُرِي؛ والعُمْرَى المصدرُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ كالرُّجْعَى.

وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تُعْمِرُوا وَلَا تُرْقِبُوا، فَمَنْ أُعْمِرَ دَارًا أَو أُرْقِبَها فَهِيَ لَهُ وَلِوَرَثَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ»، وَهِيَ العُمْرَى والرُّقْبَى.

يُقَالُ: أَعْمَرْتُه الدَّارَ عمْرَى أَي جَعَلْتُهَا لَهُ يَسْكُنُهَا مُدَّةَ عُمره فإِذا مَاتَ عَادَتْ إِليَّ، وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فأَبطل ذَلِكَ، وأَعلمهم أَن مَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا أَو أُرْقِبَه فِي حَيَاتَهُ فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ مِن بَعْدَهُ.

قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ تَعَاضَدَتِ الرِّوَايَاتُ عَلَى ذَلِكَ والفقهاءُ فِيهَا مُخْتَلِفُونَ: فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَلُ بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ وَيَجْعَلُهَا تَمْلِيكًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا كَالْعَارِيَةِ ويتأَول الْحَدِيثَ.

قَالَ الأَزهري: والرُّقْبى أَن يَقُولَ الَّذِي أُرْقِبَها: إِن مُتَّ قَبْلِي رجعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قَبْلَكَ فَهِيَ لَكَ.

وأَصل العُمْرَى مأَخوذ مِنَ العُمْر وأَصل الرُّقْبَى مِنَ المُراقبة، فأَبطل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الشُّرُوطَ وأَمْضَى الْهِبَةَ؛ قَالَ: وَهَذَا الْحَدِيثُ أَصل لِكُلِّ مَنْ وَهَبَ هِبَة فَشَرَطَ فِيهَا شرطًا بعد ما قَبَضَهَا الْمَوْهُوبُ لَهُ أَن الْهِبَةَ جَائِزَةٌ وَالشَّرْطَ بَاطِلٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَعْمَرْتُه دَارًا أَو أَرضًا أَو إِبِلًا؛ قَالَ لَبِيدٌ:

وَمَا البِرّ إِلَّا مُضْمَراتٌ مِنَ التُقَى، ***وَمَا المالُ إِلا مُعْمَراتٌ وَدائِعُ

وَمَا المالُ والأَهْلُون إِلا وَدائِعٌ، ***وَلَا بُدَّ يَوْمًا أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ

أَي مَا البِرُّ إِلا مَا تُضْمره وَتُخْفِيهِ فِي صَدْرِكَ.

وَيُقَالُ: لَكَ فِي هَذِهِ الدَّارِ عُمْرَى حَتَّى تَمُوتَ.

وعُمْرِيُّ الشجرِ: قديمُه، نُسِبَ إِلى العُمْر، وَقِيلَ: هُوَ العُبْرِيّ مِنَ السِّدْرِ، وَالْمِيمُ بَدَلٌ.

الأَصمعي: العُمْرِيّ والعُبْرِيّ مِنَ السِّدْر الْقَدِيمِ، عَلَى نَهْرٍ كَانَ أَو غَيْرِهِ، قَالَ: والضّالُ الحديثُ مِنْهُ؛ وأَنشد قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ:

قَطَعْتُ، إِذا تَجَوَّفت العَواطِي، ***ضُروبَ السِّدْر عُبْرِيًّا وَضَالَا

وَقَالَ: الظِّبَاءُ لَا تَكْنِس بِالسِّدْرِ النَّابِتِ عَلَى الأَنهار.

وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلمة ومُحارَبتِه مَرْحَبًا قَالَ الرَّاوِي لِحَدِيثِهِمَا.

مَا رأَيت حَرْبًا بَيْنَ رَجُلَيْنِ قَطُّ قَبْلَهُمَا مثلَهما، قَامَ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلى صَاحِبِهِ عِنْدَ شَجَرَةٍ عُمْرِيَّة، فَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يلوذ بها من صَاحِبِهِ، فإِذا اسْتَتَرَ مِنْهَا بِشَيْءٍ خَذَم صاحبُه مَا يَلِيه حَتَّى يَخْلُصَ إِليه، فَمَا زَالَا يَتَخَذَّمانها بالسَّيْف حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِيهَا غُصْن وأَفضى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلى صَاحِبِهِ.

قَالَ ابْنُ الأَثير: الشَّجَرَةُ العُمْريَّة هِيَ الْعَظِيمَةُ الْقَدِيمَةُ الَّتِي أَتى عَلَيْهَا عُمْرٌ طَوِيلٌ.

يُقَالُ لِلسِّدْرِ الْعَظِيمِ النَّابِتِ عَلَى الأَنهار: عُمْرِيّ وعُبْرِيّ عَلَى التَّعَاقُبِ.

وَيُقَالُ: عَمَر اللهُ بِكَ منزِلَك يَعْمُره عِمارة وأَعْمَره جعلَه آهِلًا.

وَمَكَانٌ عامِرٌ: ذُو عِمَارةٍ.

وَمَكَانٌ عَمِيرٌ: عامِرٌ.

قَالَ الأَزهري: وَلَا يُقَالُ أَعْمَر الرجلُ منزلَه بالأَلف.

وأَعْمَرْتُ الأَرضَ: وَجَدْتُهَا عَامِرَةً.

وثوبٌ عَمِيرٌ أَي صَفِيق.

وعَمَرْت الخَرابَ أَعْمُره عِمارةً، فَهُوَ عامِرٌ أَي مَعْمورٌ، مِثْلُ دافقٍ أَي مَدْفُوقٌ، وَعِيشَةٌ رَاضِيَةٌ أَي مَرْضِيّة.

وعَمَر الرجلُ مالَه وبيتَه يَعْمُره عِمارةً وعُمورًا وعُمْرانًا: لَزِمَه؛ وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ لأَبي نُخَيْلَةَ فِي صِفَةِ نَخْلٍ:

أَدامَ لَهَا العَصْرَيْنِ رَيًّا، وَلَمْ يَكُنْ ***كَمَا ضَنَّ عَنْ عُمْرانِها بِالدَّرَاهِمِ

وَيُقَالُ: عَمِرَ فُلَانٌ يَعْمَر إِذا كَبِرَ.

وَيُقَالُ لِسَاكِنِ الدَّارِ: عامِرٌ، وَالْجَمْعُ عُمّار.

وَقَوْلُهُ تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنه بَيْتٌ فِي السَّمَاءِ بِإِزَاءِ الْكَعْبَةِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلف مَلَكٍ يَخْرُجُونَ مِنْهُ وَلَا يَعُودُونَ إِليه.

والمَعْمورُ: المخدومُ.

وعَمَرْت رَبِّي وحَجَجْته أَي خَدَمْتُهُ.

وعَمَر المالُ نَفْسُه يَعْمُرُ وعَمُر عَمارةً؛ الأَخيرة عَنْ سِيبَوَيْهِ، وأَعْمَره المكانَ واسْتَعْمَره فِيهِ: جَعَلَهُ يَعْمُره.

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها}؛ أَي أَذِن لَكُمْ فِي عِمارتها واستخراجِ قومِكم مِنْهَا وجعَلَكم عُمَّارَها.

والمَعْمَرُ: المَنْزِلُ الْوَاسِعُ مِنْ جِهَةِ الْمَاءِ والكلإِ الَّذِي يُقامُ فِيهِ؛ قَالَ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ: " يَا لَكِ مِن قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ "وَمِنْهُ قَوْلُ السَّاجِعُ: أَرْسِل العُراضاتِ أَثَرا، يَبْغِينَك في الأَرض مَعْمَرا أَي يَبْغِينَ لَكَ منزلًا، كقوله تعالى: {يَبْغُونَها عِوَجًا}؛ وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ:

فرأَيتُ مَا فِيهِ فثُمَّ رُزِئْتُه، ***فبَقِيت بَعْدَك غيرَ رَاضِي المَعْمَرِ

وَالْفَاءُ هُنَاكَ فِي قَوْلِهِ: فثُمَّ رُزِئته، زَائِدَةٌ وَقَدْ زِيدَتْ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ؛ مِنْهَا بَيْتُ الْكِتَابِ:

لَا تَجْزَعِي، إِن مُنْفِسًا أَهْلَكْتُه، ***فإِذا هَلكتُ فعِنْدَ ذَلِكَ فاجْزَعِي

فَالْفَاءُ الثَّانِيَةُ هِيَ الزَّائِدَةُ لَا تَكُونُ الأُولى هِيَ الزَّائِدَةَ، وَذَلِكَ لأَن الظَّرْفَ مَعْمُولُ اجْزَع فَلَوْ كَانَتِ الْفَاءُ الثَّانِيَةُ هِيَ جَوَابَ الشَّرْطِ لَمَا جَازَ تَعَلُّقُ الظَّرْفِ بِقَوْلِهِ اجْزَعْ، لأَن مَا بعد هذا الْفَاءِ لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهَا، فإِذا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَالْفَاءُ الأُولى هِيَ جَوَابُ الشَّرْطِ وَالثَّانِيَةُ هِيَ الزَّائِدَةُ.

وَيُقَالُ: أَتَيْتُ أَرضَ بَنِي فُلَانٍ فأَعْمَرْتُها أَي وَجَدْتُهَا عامِرةً.

والعِمَارةُ: مَا يُعْمَر بِهِ الْمَكَانُ.

والعُمَارةُ: أَجْرُ العِمَارة.

وأَعْمَرَ عَلَيْهِ: أَغناه.

والعُمْرة: طَاعَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

والعُمْرة فِي الْحَجِّ: مَعْرُوفَةٌ، وَقَدِ اعْتَمر، وأَصله مِنَ الزِّيَارَةِ، وَالْجَمْعُ العُمَر.

وَقَوْلُهُ تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى العُمْرة فِي الْعَمَلِ الطوافُ بِالْبَيْتِ والسعيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَقَطْ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْحَجِّ والعُمْرةِ أَن العُمْرة تَكُونُ للإِنسان فِي السَّنَة كُلِّهَا وَالْحَجُّ وَقْتٌ وَاحِدٌ فِي السَّنَةِ؛ قَالَ: وَلَا يَجُوزُ أَن يُحْرَمَ بِهِ إِلا فِي أَشهر الْحَجِّ شَوَّالٍ وَذِي الْقَعْدَةِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وتمامُ العُمْرة أَن يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَيَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَالْحَجُّ لَا يَكُونُ إِلَّا مَعَ" الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ يومَ عَرَفَةَ.

والعُمْرة: مأَخوذة مِنَ الاعْتِمار، وَهُوَ الزِّيَارَةُ، وَمَعْنَى اعْتَمر فِي قَصْدِ الْبَيْتِ أَنه إِنما خُصَّ بِهَذَا لأَنه قَصَدَ بِعَمَلٍ فِي مَوْضِعٍ عَامِرٍ، وَلِذَلِكَ قِيلَ للمُحْرِم بالعُمْرةِ: مُعْتَمِرٌ، وَقَالَ كُرَاعٌ: الاعْتِمار العُمْرة، سَماها بِالْمَصْدَرِ.

وَفِي الْحَدِيثِ ذكرُ العُمْرة والاعْتِمار فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَهُوَ الزِّيَارَةُ وَالْقَصْدُ، وَهُوَ فِي الشَّرْعِ زِيَارَةُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ بِالشُّرُوطِ الْمَخْصُوصَةِ الْمَعْرُوفَةِ.

وَفِي حَدِيثِ "الأَسود قَالَ: «خَرَجْنَا عُمّارًا فَلَمَّا انْصَرَفْنَا مَرَرْنا بأَبي ذَرٍّ»؛ فَقَالَ: أَحَلَقْتم الشَّعَث وَقَضَيْتُمُ التَّفَثَ عُمّارًا؟ أَي مُعْتَمِرين؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَلَمْ يَجِئْ فِيمَا أَعلم عَمَر بِمَعْنَى اعْتَمَر، وَلَكِنْ عَمَر اللهَ إِذا عَبَدَهُ، وعَمَر فلانٌ رَكْعَتَيْنِ إِذا صَلَّاهُمَا، وَهُوَ يَعْمُر ربَّه أَي يُصَلِّي وَيَصُومُ.

والعَمَار والعَمَارة: كُلُّ شَيْءٍ عَلَى الرأْس مِنْ عِمَامَةٍ أَو قَلَنْسُوَةٍ أَو تاجٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ.

وَقَدِ اعْتَمَر أَي تَعَمَّمَ بِالْعِمَامَةِ، وَيُقَالُ للمُعْتَمِّ: مُعْتَمِرٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:

فَلَمَّا أَتانا بُعَيْدَ الكَرى، ***سَجَدْنا لَهُ ورَفَعْنا العَمارا

أَي وَضَعْنَاهُ من رؤوسنا إِعْظامًا لَهُ.

واعْتَمرة أَي زارَه؛ يُقَالُ: أَتانا فُلَانٌ مُعْتَمِرًا أَي زَائِرًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَعشى بَاهِلَةَ:

وجاشَت النَّفْسُ لَمَّا جاءَ فَلُّهمُ، ***وراكِبٌ، جَاءَ مِنْ تَثْلِيثَ، مُعْتَمِرُ

قَالَ الأَصمعي: مُعْتَمِر زَائِرٌ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ مُتَعَمِّمٌ بِالْعِمَامَةِ؛ وَقَوْلُ ابْنِ أَحمر:

يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها، ***كَمَا يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ

فِيهِ قَوْلَانِ: قَالَ الأَصمعي: إِذا انْجلى لَهُمُ السحابُ عَنِ الفَرْقَدِ أَهَلّوا أَي رَفَعُوا أَصواتهم بِالتَّكْبِيرِ كَمَا يُهِلّ الرَّاكِبُ الَّذِي يُرِيدُ عُمْرَةَ الْحَجِّ لأَنهم كَانُوا يَهْتَدُونَ بالفَرْقَد، وَقَالَ غَيْرُهُ: يُرِيدُ أَنهم فِي مَفَازَةٍ بَعِيدَةٍ مِنَ الْمِيَاهِ فإِذا رأَوْا فَرْقَدًا، وَهُوَ وَلَدُ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ، أَهلّوا أَي كَبَّرُوا لأَنهم قَدْ عَلِمُوا أَنهم قَدْ قَرُبُوا مِنَ الْمَاءِ.

وَيُقَالُ للاعْتِمار: الْقَصْدُ.

واعْتَمَر الأَمْرَ: أَمَّه وَقَصَدَ لَهُ: قَالَ الْعَجَّاجُ:

لَقَدْ غَزَا ابنُ مَعْمَرٍ، حِينَ اعْتَمَرْ، ***مَغْزًى بَعِيدًا مِنْ بَعيد وضَبَرْ

الْمَعْنَى: حِينَ قَصَدَ مَغْزًى بَعِيدًا.

وضبَرَ: جَمعَ قَوَائِمَهُ ليَثِبَ.

والعُمْرةُ: أَن يَبْنِيَ الرجلُ بامرأَته فِي أَهلها، فإِن نَقَلَهَا إِلى أَهله فَذَلِكَ العُرْس؛ قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي.

والعَمَارُ: الآسُ، وَقِيلَ: كُلُّ رَيْحانٍ عَمَارٌ.

والعَمّارُ: الطَّيِّب الثَّنَاءِ الطَّيِّب الرَّوَائِحِ، مأْخوذ مِنَ العَمَار، وَهُوَ الْآسُ.

والعِمَارة والعَمارة: التَّحِيَّةُ، وَقِيلَ فِي قَوْلِ الأَعشى [وَرَفَعْنَا الْعَمَّارَا] أَي رَفَعْنَا لَهُ أَصواتنا بِالدُّعَاءِ وَقُلْنَا عمَّرك اللَّهُ وَقِيلَ: العَمَارُ هَاهُنَا الرَّيْحَانُ يُزَيَّنُ بِهِ مَجْلِسُ الشَّرَابِ، وَتُسَمِّيهِ الفُرْس ميُوران، فإِذا دَخَلَ عَلَيْهِمْ دَاخِلٌ رَفَعُوا شَيْئًا مِنْهُ بأَيديهم وحيَّوْه بِهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاده [ووَضَعْنا العَمارا] فَالَّذِي يَرْوِيهِ وَرَفَعْنَا العَمَارا، هُوَ الرَّيْحَانُ أَو الدُّعَاءُ أَي اسْتَقْبَلْنَاهُ بِالرَّيْحَانِ أَو الدُّعَاءِ لَهُ، وَالَّذِي يَرْوِيهِ [وَوَضَعْنَا الْعَمَارَا] هُوَ العِمَامة؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ عَمّرَك اللهُ وَحَيَّاكَ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ؛ وَقِيلَ: العَمارُ هُنَا أَكاليل الرَّيْحان يجعلونها على رؤوسهم كَمَا تَفْعَلُ الْعَجَمُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري كَيْفَ هَذَا.

وَرَجُلٌ عَمّارٌ: مُوَقًّى مَسْتُورٌ مأْخوذ مِنَ العَمَر، وَهُوَ الْمِنْدِيلُ أَو غَيْرُهُ، تُغَطِّي بِهِ الْحُرَّةُ رأْسها.

حَكَى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي قَالَ: إِن العَمَرَ أَن لَا يَكُونَ للحُرّة خِمار وَلَا صَوْقَعة تُغطّي بِهِ رأْسها فَتُدْخِلُ رأْسها فِي كُمِّهَا؛ وأَنشد: " قامَتْ تُصَلّي والخِمارُ مِن عَمَرْ "وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: عَمَر ربَّه عبَدَه، وإِنه لعَامِرٌ لِرَبِّهِ أَي عابدٌ.

وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: تَرَكْتُهُ يَعمرُ ربَّه أَي يَعْبُدُهُ يُصَلِّي وَيَصُومُ.

ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ رَجُلٌ عَمّار إِذا كَانَ كثيرَ الصَّلَاةِ كَثِيرَ الصِّيَامِ.

وَرَجُلٌ عَمّار، وَهُوَ الرَّجُلُ الْقَوِيُّ الإِيمان الثَّابِتُ فِي أَمره الثَّخينُ الوَرَعِ: مأْخوذ مِنَ العَمِير، وَهُوَ الثَّوْبُ الصَّفِيقُ النسجِ القويُّ الغزلِ الصَّبُورُ عَلَى الْعَمَلِ، قَالَ: وعَمّارٌ المجتمعُ الأَمر اللازمُ لِلْجَمَاعَةِ الحَدِبُ عَلَى السُّلْطَانِ، مأْخوذ مِنَ العَمارةِ، وَهِيَ الْعِمَامَةُ، وعَمّارٌ مأْخوذ مِنَ العَمْر، وَهُوَ الْبَقَاءُ، فَيَكُونُ بَاقِيًا فِي إِيمانه وَطَاعَتِهِ وَقَائِمًا بالأَمر وَالنَّهْيِ إِلى أَن يَمُوتَ.

قَالَ: وعَمّارٌ الرَّجُلُ يَجْمَعُ أَهل بَيْتِهِ وأَصحابه عَلَى أَدَبِ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والقيامِ بسُنّته، مأْخوذ مِنَ العَمَرات، وَهِيَ اللُّحُمَاتُ الَّتِي تَكُونُ تَحْتَ اللَّحْي، وَهِيَ النَّغانِغُ واللَّغادِيدُ؛ هَذَا كُلُّهُ مَحْكِيٌّ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.

اللِّحْيَانِيُّ: سَمِعْتُ العامِريّة تَقُولُ فِي كَلَامِهَا: تَرَكْتُهُمْ سامِرًا بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا وعامِرًا؛ قَالَ أَبو تُرَابٍ: فسأَلت مُصْعَبًا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: مُقِيمِينَ مُجْتَمِعِينَ.

والعِمَارة والعَمارةُ: أَصغر مِنَ الْقَبِيلَةِ، وَقِيلَ: هُوَ الحيُّ الْعَظِيمُ الَّذِي يَقُومُ بِنَفْسِهِ، يَنْفَرِدُ بِظَعْنِها وإِقامتها ونُجْعَتِها، وَهِيَ مِنَ الإِنسان الصَّدْرُ، سُمِّي الحيُّ الْعَظِيمُ عِمَارة بعِمارة الصَّدْرِ، وَجَمْعُهَا عَمَائِرُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ:

يَجُوسُ عِمارة، ويَكُفّ أُخرى ***لَنَا، حَتَّى يُجاوزَها دَليل

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعَمَارة الْقَبِيلَةُ وَالْعَشِيرَةُ؛ قَالَ التَّغْلَبِيُّ:

لِكُلِّ أُناسٍ مِنْ مَعَدٍّ عَمارةٍ ***عَرُوضٌ، إِليها يَلْجأُون، وجانِبُ

وعَمارة خُفِضَ عَلَى أَنه بَدَلٌ مِنْ أُناس.

وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه كَتَبَ لِعَمَائر كَلْب وأَحْلافها كِتَابًا»؛ العَمَائرُ: جَمْعُ عِمَارَةٍ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، فَمَنْ فَتَحَ فَلالْتفاف بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ كالعَمارة العِمامةِ، وَمَنْ كَسَرَ فلأَن بِهِمْ عِمارةَ الأَرض، وَهِيَ فَوْقَ البَطْن مِنَ الْقَبَائِلِ، أَولها الشَّعْب ثُمَّ الْقَبِيلَةُ ثُمَّ العِمارة ثُمَّ البَطْن ثُمَّ الفَخْذ.

والعَمْرة: الشَّذْرة مِنَ الْخَرَزِ يُفَصَّلُ بِهَا النَّظْمُ، وَبِهَا سُمِّيَتِ المرأَة عَمْرة؛ قَالَ:

وعَمْرة مِن سَرَوات النساءِ، ***يَنْفَحُ بالمِسْك أَرْدانُها

وَقِيلَ: العَمْرة خَرَزَةُ الحُبّ.

والعَمْر: الشَّنْف، وَقِيلَ: العَمْر حَلْقَةُ الْقُرْطِ الْعُلْيَا والخَوْقُ حَلْقَةُ أَسفل الْقُرْطِ.

والعَمَّار: الزَّيْن فِي الْمَجَالِسِ، مأْخوذ مِنَ العَمْر، وَهُوَ الْقُرْطُ.

والعَمْر: لَحْمٌ مِنَ اللِّثَة سَائِلٌ بَيْنَ كُلِّ سِنَّيْن.

وَفِي الْحَدِيثِ: «أَوْصاني جِبْرِيل بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ عَلَى عُمورِي»؛ العُمُور: مَنَابِتُ الأَسنان وَاللَّحْمُ الَّذِي بَيْنَ مَغارِسها، الْوَاحِدُ عَمْر، بِالْفَتْحِ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ يُضَمُّ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر:

بانَ الشَّبابُ وأَخْلَفَ العَمْرُ، ***وتَبَدَّلَ الإِخْوانُ والدَّهْرُ

وَالْجَمْعُ عُمور، وَقِيلَ: كُلُّ مُسْتَطِيلٍ بَيْنَ سِنَّيْنِ عَمْر.

وَقَدْ قِيلَ: إِنه أَراد العُمْر.

وَجَاءَ فُلَانٌ عَمْرًا "أَي بَطِيئًا؛ كَذَا ثَبَتَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُصَنَّفِ، وَتَبِعَ أَبا عُبَيْدٍ كُرَاعٌ، وَفِي بَعْضِهَا: عَصْرًا.

اللِّحْيَانِيُّ: دارٌ مَعْمورة يَسْكُنُهَا الْجِنُّ، وعُمَّارُ الْبُيُوتِ: سُكّانُها مِنَ الْجِنِّ.

وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ الْحَيَّاتِ: «إِنّ لِهَذِهِ الْبُيُوتِ عَوامِرَ فإِذا رأَيتم مِنْهَا شَيْئًا فحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلَاثًا»؛ العَوامِرُ: الْحَيَّاتُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ، وَاحِدُهَا عامِرٌ وَعَامِرَةٌ، قِيلَ: سُمِّيَتْ عَوامِرَ لِطُولِ أَعمارها.

والعَوْمَرةُ: الاختلاطُ؛ يُقَالُ: تَرَكْتُ الْقَوْمَ فِي عَوْمَرةٍ أَي صياحٍ وجَلبة.

والعُمَيْرانِ والعُمَيْمِرانِ والعَمَّرتان.

والعُمَيْمِرتان: عَظْمَانِ صَغِيرَانِ فِي أَصل اللِّسَانِ.

واليَعْمورُ: الجَدْيُ؛ عَنْ كُرَاعٍ.

ابْنُ الأَعرابي: اليَعامِيرُ الجِداءُ وصغارُ الضأْن، وَاحِدُهَا يَعْمور؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ الطَّائِيُّ:

تَرَى لأَخْلافِها مِن خَلْفِها نَسَلًا، ***مِثْلَ الذَّمِيم عَلَى قَرْم اليَعامِير

أَي يَنْسُل اللَّبَنَ مِنْهَا كأَنه الذَّمِيمُ الَّذِي يَذِمّ مِنَ الأَنف.

قَالَ الأَزهري: وَجَعَلَ قُطْرُبٌ اليَعامِيرَ شَجَرًا، وَهُوَ خطأٌ.

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: واليَعْمورة شَجَرَةٌ، والعَمِيرة كُوَّارة النَّحْل.

والعُمْرُ: ضربٌ مِنَ النَّخْلِ، وَقِيلَ: مِنَ التَّمْرِ.

والعُمور: نخلُ السُّكَّر.

خَاصَّةً، وَقِيلَ: هُوَ العُمُر، بِضَمِّ الْعَيْنِ وَالْمِيمِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَالَ مُرَّةً: هِيَ العَمْر، بِالْفَتْحِ، وَاحِدَتُهَا عَمْرة، وَهِيَ طِوال سُحُقٌ.

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العَمْرُ والعُمْرُ نَخْلُ السُّكّر، وَالضَّمُّ أَعلى اللُّغَتَيْنِ.

والعَمْرِيّ: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ؛ عَنْهُ أَيضًا.

وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ أَنه قَالَ: العَمْر ضَرْبٌ مِنَ النَّخِيلِ، وَهُوَ السَّحُوق الطَّوِيلُ، ثُمَّ قال: غلظ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ العَمْر، والعَمْرُ نَخْلُ السُّكَّر، يُقَالُ لَهُ العُمُر، وَهُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ أَهل الْبَحْرِينِ؛ وأَنشد الرِّيَاشِيُّ فِي صِفَةِ حَائِطِ نخل:

أَسْوَد كالليل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ، ***مُخالِط تَعْضوضُه وعُمُرُه،

بَرْنيّ عَيْدانٍ قَلِيل قَشَرُهْ "والتَّعْضوض: ضَرْبٌ مِنَ التَّمْرِ سِرِّيّ، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ تُمْران هجَر، أَسود عَذْبُ الْحَلَاوَةِ.

والعُمُر: نَخْلُ السُّكّر، سَحُوقًا أَو غَيْرَ سَحُوقٍ.

قال: وكان الخليل ابن أَحمد مِنْ أَعلم النَّاسِ بِالنَّخِيلِ وأَلوانِه وَلَوْ كَانَ الكتابُ مِن تأْليفه مَا فَسَّرَ العُمُرَ هَذَا التَّفْسِيرَ، قَالَ: وَقَدْ أَكلت أَنا رُطَبَ العُمُرِ ورُطَبَ التَّعْضوضِ وخَرَفْتُهما مِنْ صِغَارِ النَّخْلِ وعَيدانِها وجَبّارها، وَلَوْلَا المشاهدةُ لَكُنْتُ أَحد الْمُغْتَرِّينَ بِاللَّيْثِ وخليلِه وَهُوَ لِسَانُهُ.

ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ كَثِير بَثِير بَجِير عَمِير إِتباع؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا قَالَ بِالْعَيْنِ.

والعَمَرانِ: طَرَفَا الكُمّين؛ وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ عَلَى عَمَرَيْهِ»، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالْمِيمِ، التَّفْسِيرُ لِابْنِ عَرَفَةَ حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ وَغَيْرُهُ.

وعَمِيرة: أَبو بَطْنٍ وَزَعَمَهَا سِيبَوَيْهِ فِي كلْب، النسبُ إِليه عَمِيرِيّ شَاذٌّ، وعَمْرو: اسْمُ رَجُلٍ يُكْتَبُ بِالْوَاوِ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُمَر وتُسْقِطها فِي النَّصْبِ لأَن الأَلف تَخْلُفُهَا، وَالْجَمْعُ أَعْمُرٌ وعُمور؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَفْتَخِرُ بأَبيه وأَجداده:

وشَيَّدَ لِي زُرارةُ باذِخاتٍ، ***وعَمرو الْخَيْرِ إِن ذُكِرَ العُمورُ

الباذِخاتُ: الْمَرَاتِبُ الْعَالِيَاتُ فِي الشَّرَفِ وَالْمَجْدِ.

وعامِرٌ: اسْمٌ، وَقَدْ يُسَمَّى بِهِ الْحَيُّ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ فِي الْحَيِّ:

فَلَمَّا لَحِقنا وَالْجِيَادَ عشِيّة، ***دَعَوْا: يَا لَكَلْبٍ، واعْتَزَيْنا لِعامِر

وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَمِمَّنْ ولَدُوا عامِرُ ***ذُو الطُّول وَذُو العَرْض

فإِن أَبا إِسحق قَالَ: عَامِرُ هُنَا اسْمٌ لِلْقَبِيلَةِ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَصْرِفْهُ، وَقَالَ ذُو وَلَمْ يَقُلْ ذَاتٌ لأَنه حَمَلَهُ عَلَى اللَّفْظِ، كَقَوْلِ الْآخَرِ:

قامَتْ تُبَكِّيه عَلَى قَبْرِه: ***مَنْ ليَ مِن بَعدِك يَا عامِرُ؟

تَرَكْتَني فِي الدَّارِ ذَا غُرْبةٍ، ***قَدْ ذَلَّ مَن لَيْسَ لَهُ ناصِرُ

أَي ذَاتِ غُرْبة فَذَكَّرَ عَلَى مَعْنَى الشَّخْصِ، وإِنما أَنشدنا الْبَيْتَ الأَول لِتَعْلَمَ أَن قَائِلَ هَذَا امرأَة وعُمَر وَهُوَ مَعْدُولٌ عَنْهُ فِي حَالِ التَّسْمِيَةِ لأَنه لَوْ عَدَلَ عَنْهُ فِي حَالِ الصِّفَةِ لَقِيلَ العُمَر يُراد العامِر.

وعامِرٌ: أَبو قَبِيلَةَ، وَهُوَ عامرُ بْنِ صَعْصَعَة بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ.

وعُمَير وعُوَيْمِر وعَمَّار ومَعْمَر وعُمارة وعِمْران ويَعْمَر، كُلُّهَا: أَسماء؛ وَقَوْلُ عَنْتَرَةَ:

أَحَوْليَ تَنْفُضُ اسْتُك مِذْرَوَيْها ***لِتَقْتُلَني؟ فَهَا أَنا ذَا عُمارا

هُوَ تَرْخِيمُ عُمارة لأَنه يَهْجُو بِهِ عُمارةَ بْنَ زِيَادٍ الْعَبْسِيَّ.

وعُمارةُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ بِلَالِ بْنِ جَرِيرٍ: أَدِيبٌ جِدًّا.

والعَمْرانِ: عَمْرو بْنُ جَابِرِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عُقَيْل بْنِ سُمَيّ بْنِ مَازِنِ بْنِ فَزارة، وبَدْر بْنُ عَمْرِو بْنِ جُؤيّة بْنِ لَوْذان بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنُ عَدِيِّ بْنِ فَزارة، وهما رَوْقا فزراة؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ لقُراد بْنِ حَبَشٍ الصَّارِدِيِّ يَذْكُرُهُمَا:

إِذا اجْتَمَعَ العَمْران: عَمْرو بنُ جَابِرٍ ***وبَدْرُ بْنُ عَمْرٍو، خِلْتَ ذُبْيانَ تُبَّعا

وأَلْقَوْا مَقاليدَ الأُمورِ إِليهما، ***جَمِيعًا قِماءً كَارِهِينَ وطُوَّعا

والعامِرانِ: عامِرُ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَهُوَ أَبو بَرَاءٍ مُلاعِب الأَسِنَّة، وَعَامِرُ بْنَ الطُّفَيْلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ وَهُوَ أَبو عَلِيٍّ.

والعُمَران: أَبو بَكْرٍ وعُمَر، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وَقِيلَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ قَالَ مُعاذٌ الهَرَّاء: لَقَدْ قِيلَ سِيرةُ العُمَرَيْنِ قَبْلَ خِلَافَةِ عُمَر بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لأَنهم قَالُوا لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ: تَسْلُك سِيرةَ العُمَرَيْن.

قَالَ الأَزهري: العُمَران أَبو بَكْرٍ وَعُمَرُ، غُلِّبَ عُمَر لأَنه أَخَفّ الِاسْمَيْنِ، قَالَ: فإِن قِيلَ كَيْفَ بُدِئ بِعُمَر قَبْلَ أَبي بَكْرٍ وَهُوَ قَبْلَهُ وَهُوَ أَفضل مِنْهُ، فإِن الْعَرَبَ تَفْعَلُ هَذَا يبدأُون بالأَخسّ، يَقُولُونَ: رَبيعة ومُضَر وسُلَيم وَعَامِرٌ وَلَمْ يَتْرُكْ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: هَذَا الْكَلَامُ مِنَ الأَزهري فِيهِ افْتِئات عَلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ قَوْلُهُ: إِن العرب يبدأُون بالأَخس وَلَقَدْ كَانَ لَهُ غُنية عَنْ إِطلاق هَذَا اللَّفْظِ الَّذِي لَا يَلِيقُ بِجَلَالَةِ هَذَا الْمَوْضِعِ الْمُتَشَرِّفِ بِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ الْكَرِيمَيْنِ فِي مثالٍ مضروبٍ لعُمَر، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ قَوْلُهُ غُلِّب عُمر لأَنه أَخفّ الِاسْمَيْنِ يَكْفِيهِ وَلَا يَتَعَرَّضُ إِلى هُجْنة هَذِهِ الْعِبَارَةِ، وَحَيْثُ اضْطَرَّ إِلى مِثْلِ ذَلِكَ وأَحْوَجَ نفسَه إِلى حُجَّةٍ أُخرى فَلَقَدْ كَانَ قِيادُ الأَلفاظ بِيَدِهِ وَكَانَ يُمْكِنُهُ أَن يَقُولَ إِن الْعَرَبَ يُقَدِّمُونَ الْمَفْضُولَ أَو يُؤَخِّرُونَ الأَفضل أَو الأَشرف أَو" يبدأُون بِالْمَشْرُوفِ، وأَما أَفعل عَلَى هَذِهِ الصِّيغَةِ فإِن إِتيانه بِهَا دَلَّ عَلَى قِلَّةِ مُبَالَاتِهِ بِمَا يُطْلِقه مِنَ الأَلفاظ فِي حَقِّ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وإِن كَانَ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَفضل فَلَا يُقَالُ عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخسّ، عَفَا اللَّهُ عَنَّا وَعَنْهُ.

وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ: أَنه سُئِلَ عَنْ عِتْق أُمهات الأَولاد فَقَالَ: قَضَى العُمَران فَمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الخُلَفاء بِعِتْقِ أُمّهات الأَولاد "؛ فَفِي قَوْلِ قَتَادَةَ العُمَران فَمَا بَيْنَهُمَا أَنه عُمر بْنُ الْخَطَّابِ وعُمَر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ لأَنه لَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَبي بَكْرٍ وعُمَر خليفةٌ.

وعَمْرَوَيْهِ: اسْمٌ أَعجمي مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَما عَمْرَوَيْه فإِنه زَعَمَ أَنه أَعجمي وأَنه ضَرْبٌ مِنَ الأَسماء الأَعجمية وأَلزموا آخِرَهُ شَيْئًا لَمْ يَلْزَمِ الأَعْجميّة، فَكَمَا تَرَكُوا صَرْفَ الأَعجمية جَعَلُوا ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الصَّوْتِ، لأَنهم رَأَوْه قَدْ جَمَعَ أَمرين فخطُّوه درجة عن إِسمعيل وأَشباهه وَجَعَلُوهُ بِمَنْزِلَةِ غاقٍ مُنَوَّنَةٍ مَكْسُورَةٍ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِن نَكَّرْتَه نَوَّنْتُ فَقُلْتَ مَرَرْتُ بعَمْرَوَيْهِ وعَمْرَوَيْهٍ آخَرَ، وَقَالَ: عَمْرَوَيْه شَيْئَانِ جُعِلَا وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ سِيبَوَيْهِ ونَفْطَوَيْه، وَذَكَرَ الْمُبَرِّدُ فِي تَثْنِيَتِهِ وَجَمْعِهِ العَمْرَوَيْهانِ والعَمْرَوَيْهُون، وَذَكَرَ غَيْرُهُ أَن مَنْ قَالَ هَذَا عَمْرَوَيْهُ وسِيبَوَيْهُ ورأَيت سِيبَوَيْهَ فأَعربه ثَنَّاهُ وَجَمَعَهُ، وَلَمْ يَشْرُطْهُ الْمُبَرِّدُ.

وَيَحْيَى بْنُ يَعْمَر العَدْوانيّ: لَا يَنْصَرِفُ يَعْمَر لأَنه مِثْلُ يَذْهَب.

ويَعْمَر الشُّدّاخ [الشِّدّاخ]: أَحد حُكّام الْعَرَبِ.

وأَبو عَمْرة: رسولُ الْمُخْتَارِ.

وَكَانَ إِذا نَزَلَ بِقَوْمٍ حَلَّ بِهِمُ الْبَلَاءُ مِنَ الْقَتْلِ وَالْحَرْبِ وَكَانَ يُتَشاءم بِهِ.

وأَبو عَمْرة: الإِقْلالُ؛ قَالَ: " إِن أَبا عَمْرة شرُّ جَارِ وَقَالَ: حَلَّ أَبو عَمْرة وَسْطَ حُجْرَتي "وأَبو عَمْرة: كُنْيَةُ الْجُوعِ.

والعُمُور: حيٌّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

جَعَلْنَا النِّساءَ المُرْضِعاتِكَ حَبْوةً ***لِرُكْبانِ شَنٍّ والعُمُورِ وأَضْجَما

شَنٌّ: مِنْ قَيْسٍ أَيضًا.

والأَضْجَم: ضُبَيْعة بْنُ قَيْسِ ابن ثَعْلَبَةَ.

وَبَنُو عَمْرِو بْنِ الحرث: حَيٌّ؛ وَقَوْلُ حُذَيْفَةَ بْنِ أَنس الْهُذَلِيِّ:

لعلكمُ لَمَّا قُتِلْتُم ذَكَرْتم، ***وَلَنْ تَتْركُوا أَن تَقْتُلوا مَن تَعَمَّرا

قِيلَ: مَعْنَى مَن تَعَمَّر انْتَسَبَ إِلى بَنِي عَمْرِو بن الحرث، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَنْ جَاءَ العُمْرة.

واليَعْمَريّة: مَاءٌ لَبَنِي ثَعْلَبَةَ بوادٍ مِنْ بَطْنِ نَخْلٍ مِنَ الشَّرَبّة.

واليَعامِيرُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ:

يَقُولُونَ لَمَّا جَمّعوا لغدٍ شَمْلَكم: ***لَكَ الأُمُّ مِمَّا باليَعامِير والأَبُ

وأَبو عُمَيْر: كُنْيَةُ الفَرْج.

وأُمُّ عَمْرو وأُم عَامِرٍ، الأُولى نَادِرَةٌ: الضبُعُ مَعْرُوفَةٌ لأَنه اسْمٌ سُمِّيَ بِهِ النَّوْعُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

يَا أُمَّ عَمْرٍو، أَبْشِري بالبُشْرَى، ***مَوْتٌ ذَرِيعٌ وجَرادٌ عَظْلى

وَقَالَ الشَّنْفَرَى:

لَا تَقْبِرُوني، إِنّ قَبْرِي مُحَرَّم ***عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَبْشِري، أُمَّ عَامِرِ

يُقَالُ لِلضَّبُعِ أُمّ عَامِرٍ كأَن وَلَدَهَا عَامِرٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْهُذَلِيِّ:

وكَمْ مِن وِجارٍ كجَيْبِ القَمِيص، ***بِهِ عامِرٌ وبه فُرْعُلُ

وَمِنْ أَمثالهم: خامِرِي أُمَّ عَامِرٍ، أَبْشِري بجرادٍ عَظْلى وكَمَرِ رجالٍ قَتْلى، فتَذِلّ لَهُ حَتَّى يكْعَمها ثُمَّ يَجُرَّهَا وَيَسْتَخْرِجَهَا.

قَالَ: وَالْعَرَبُ تَضْرِبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الْحُمْقِ، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ إِلى وجارِها فيسُدُّ فمه بعد ما تَدْخُلُهُ لِئَلَّا تَرَى الضَّوْءَ فَتَحْمِلُ الضبعُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ لَهَا هَذَا الْقَوْلَ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِمَنْ يُخْدع بِلِينِ الكلام.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


6-مجمل اللغة (عرض)

عرض: العرض: خلاف الطول، تقول: عرض الشيء عرضًا.

وقال بعضهم: عراضة بالفتح.

وأنشد:

إذا ابتدر القوم المكارم عزهم

عراضة أخلاق ابن ليلى وطولها

وقوس عراضة، أي: عريضة.

وأعرضت المرأة بأولادها، (إذا) ولدتهم عراضًا.

وعرضت الشيء للبيع.

وعرضت الجند على العين، إذا نظرت حالهم أعرضهم عرضًا وقال يونس: قد فاته العرض مفتوحة الراء، كما يقال: قبض قبضًا، وقد ألقاه في القبض.

وعرضتهم على السيف قتلًا.

وعرضت العود على الإناء أعرضه، بضم الراء.

وما عرضت لفلان [وما عرضت له] أعرَض وأعرِض، حكاهما الفراء.

وعرض الفرس في عدوه، إذا عرض صدره ومال برأسه.

وأخذت هذه السلعة عرضًا، إذا أعطيت بها مثلها، وهو قول القائل: هل لك والعارض منك عائض

أي: هل لك فيمن يعارضك فيأخذ منك شيئًا، ويعطيك شيئًا.

وفي أمثالهم: أعرضت القرفة.

وذلك إذا قيل له من تتهم؟ فيقول: بني فلان، للقبيلة بأسرها.

وأعرضت بوجهي عن فلان.

وأعرضت الشيء، إذا ظهر وأمكن.

وعارضت فلانًا بمثل فعله.

واعترضت الشيء: تكلفته.

واعترضت: أعطي من أقبل وأدبر.

وأعترض فلان عرضي، إذا وقع فيه.

وتعرض لي فلان بما أكره.

وتعرض لمعروفي.

وتعرض الشيء، (إذا) فسد، وهو قول لبيد:

من تعرض وصله

واستعرض الخوارج الناس، إذا خرجوا بأسيافهم لا يبالون من قتلوا.

وكل الجبن عرضًا، أي: لا تسأل عنه من عمله.

وآدان فلان معرضًا، إذا استدان ممن أمكنه.

والعرض: النفس، والعرض: الحسب ويقال: بل العرض كل موضع يعرق من الجسد.

ويقال: العرض: الجلد والريح، طيبة كانت أو خبيثة.

ومعاريض الكلام: التورية عن الشيء بالشيء.

والعرض: الجيش الضخم، شبه بالعرض من السحاب، وهو ما سد الأفق.

والعرض: الجبل والوادي.

والغريض: الجدي، وجمعه عرضان ويقال: إن العريض من الظباء: التي قاربت الإثناء.

والعريض عند ناس: ما كان خصيًا.

وعروض الشعر: فواصل الأنصاف.

ويقال: إن العروض مؤنثة كأنها ناحية من العلم.

وأنشد:

لكل أناس من معد عمارة

عروض إليها يلجأون وجانب

والعروض: المكان الذي يعارضك إذا سرت.

وتعرضت في الجبل: أخذت يمينًا وشمالًا.

قال عبد الله ذو البجادين، وكان دليل النبي - صلى الله عليه وسلم - بركوبة يخاطب ناقته:

تعرضي مدارجًا وسومي

تعرض الجوزاء للنجوم

هذا أبو القاسم فاستقيمي

واستعمل فلان على العروض، وهي مكة والمدينة واليمن.

وعرض الحائط وكل شيء، وسطه في قوله:

فتوسطا عرض السري وصدعا

والسري: النهر.

ونظرت إليه من عرض، أي: (من) جانب.

والعرض: ما يعرض للإنسان من مرض أو نحوه.

وعرض الدنيا: ما كان فيها من مال قل أو كثر.

والعرض من الأثاث: ما كان غير نقد.

وفلان عرضة للناس: لا يزالون يقعون فيه.

والمعراض: سهم طويل له أربع قذذ دقاق، فإذا رمي به اعترض.

والعروض من المطايا: الصعبة.

وفلان ذو عارضة، أي: ذو جلد وصرامة.

وعارضة الوجه: ما يبدو منه عند الضحك.

وربما أرادوا بالعوارض الأسنان.

وعارضا الرجل: عارضا لحييه.

ولا يكاد يقال للأمرد: امسح عارضيك.

والعرضناء والعرضنة: الفرس إذا مر في عدوه معترضًا.

والعوارض في سقف البيوت معروفة.

وعارضة الباب: الخشبة الممسكة للعضادتين.

ويقولون: أتانا جراد عرض، أي: كثير.

والعرضي: جنس من الثياب.

وأعرض الأمر، إذا امكن من عرضه.

وفلان عريض البطان، أي: مثر.

وضرب الفحل الناقة عراضًا، إذا ضربها من غير أن يقاد إليها.

والعارض: السحاب الضخم.

والعوارض من الإبل: اللواتي يأكلن العضاه.

وناقة عرضية: صعبة.

وبفلان عرضية، (أي): صعوبة.

والعراض: حديدة توشر بها

أخفاف الإبل لتعرف بها آثارها.

والعراضة: ما كان من ميرة أو زاد على ظهر الإبل.

تقول: عرضني، أي: اطعمني من عراضتك، ومنه قوله:

حمراء من معرضات الغربان

أي: تسقط الغربان على ظهرها وتتناول من العراضة التي عليها.

واشتر عراضة لأهلك، أي: هدية وشيئًا تحمله إليهم.

وناقة عرضة للسفر، أي: قوية عيله.

والعارضة: الشاة تذبح لمرض يعتريها.

وعرضت الناقة: أصابها ما نذبح (له).

والعرض: واد.

ونظرت إليه عرض عين، إذا أعترضته على عينك.

وأصابه سهم عرض، إذا جاءه من حيث لا يدري.

مجمل اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م


7-المحيط في اللغة (عقل)

عَقَلَ الدًواء بَطْنَه: حَبَسَه.

والدواءُ: عَقُوْل.

وعَقَلْتُ البعيرَ: شَدَدْت يدَه.

والعِقَال: الحَبْل.

والعِقَالُ: صَدَقَة الإبللِسَنَةٍ.

وإذا أخَذَ المُصَدقُ من الصدَقَة ما فيها ولم يأخذْ ثَمَنَه قيل: أخَذَ عقالًا.

وكل شاة تجِب في خَمْس من الإبلإلى خمس وعشرين: عِقَال، فإذا أخَذوا بنت المَخاض تركوا ذِكْرَ العِقال.

والعقَالُ: الذي يحتمِلُ الديَةَ تامةً، وبه سمىِ عِقَال بن مجاشع.

وأعْقَلَ فلانٌ: وَجَبَ عليه عِقَالٌ.

والعقِيْلَة: المرأةُ المُخدَرة.

والدرَة.

وسَيدُ القوم.

وكَرِيْمَةُ كل شيء.

والعَقْل: الحِفْظ.

وثَوْب أحْمَرُ عليه شبْه الصُّلُب.

ومن شِياتِ الثياب: ما كان نقشُه طُولًا.

والحِصْن، ويُسَمَى المَعْقِل أيضًا، وجمعًه عُقوْل.

والديَة.

وعَقَلَ الطلً: قامَ.

وأعْقَلَ القوم: عَقَلَ لهم الظل.

وعَقَلَهُ عُقْلَةً شَغْزَبِية فَصَرَعَه واعْتَقَلَ رِجْلَيْه.

واعْتَقَلَ رُمْحَه وعَقَلَه: وَضَعَه بين رِكابِه وساقِه.

واعْتَقَلَ شَاتَه: جَعَلَ رِجْلَها بين ساقِه وفَخذِه فَحَلَبَها.

واعْتَقَلَ الرجْلَ: لوى رجلَه من قدام وسطِ الرجْل على المَوْرِكَة.

واعْتُقِلَ لِسانُه: منِعَ من الكلام.

واعْتِقَال المزادةِ: إدْخالُ سَيْرٍ فيما بين الخَرْزَيْنِ إذا خَرَجَ الماءُ.

والعَقَلُ: اصْطِكاك الركْبَتَيْن.

وبعيرٌ أعْقَل.

والعُقالُ: داءٌ في رِجْلَي الدابة، ويُخَفَّفُ في لُغةِ.

ودابةٌ مَعْقوْلة.

والمَعْقُوْل: العَقْل.

والأعْقَلُ والعاقِل: ما تَحَصَّنَ في مَعاقل الجبال؛ من كل شيء.

وعَاقِل: اسمُ جَبَلً.

وهو مَعْقِلُ قَوْمِه: يَلْجَأونَ إليه.

ومَعْقُلَة: اسمُ موضعٍ.

وصار دمُه مَعْقُلةً على قومِه: أي بدُوْنَه.

وعَقَلْتُه: أعطَيْت دِيَتَه.

وعَقَلْتُ منه: غَرمْت ديته.

والعَقَنْقَلُ: ما ارْتَكَمَ من الرَّمْل.

ومن الأوْدِيَة: ما اتَسَعَ ما بينَ حافَتَيْه.

وشحْمَةُ الضب، وقيل: مُصْرَانُه - والعَنْقَلُ مثلُه -، وقيل: ما وَليَ الأرضَ من بطنِه، إنما يُرْمى به، وفي هذا الوجْهِ قولُهم: (أطْعِمْ أخاك من عَقَنْقَل الضب) هُزْءًا.

والعَقَنْقَلُ أيضًا: القَدَحُ الضخم الواسِعُ الأعلى الضيقُ الأسفل.

والسيْف، جمعُه عَقَاقِيْل.

والعَقاقِيْلُ: قُضْبانُ الكُروم وأسارِعُها.

وبقايا المرَض.

والعَاقُوْلُ من النَّهْرِ والوادي والأمور: ما اعْوجَ وتَلبسَ.

ونَبْتٌ أيضًا، وقد عَقَلَه البعيرُ: أكَلَه؛ عَقلًا.

وعاقولى: اسمُ الكوفةِ في التوراة.

المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد-توفي: 385هـ/995م


8-تهذيب اللغة (كهف)

كهف: قال الليث: الكَهْف كالمَغَارة في الجَبل إلّا أَنَّه واسع، فإذا صَغُرَ فهو غارٌ، والجميعُ كُهوف.

ويقالُ: فلانٌ كَهفٌ لأهل الرِّيب: إذا كانوا يَلُوذُون به، ويكون وَزَرًا لهم يلجأُون إليه إذا رُوِّعُوا.

وأُكَيْهِف: موضِعٌ ذكره أبو وَجْزَة فقال:

حتى إذا طَوَيا والليلُ مُعْتكِرٌ *** من ذي أُكَيْهِف جزْع البان والأثَبِ

أراد الأثأب فترك الهمز.

تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م


9-معجم العين (عقر)

عقر: العَقْرُ: كالجَرْح.

سَرْجٌ مِعْقر وكَلْبٌ عَقُورٌ يَعْقِرُ النَّاس.

وعَقَرْتُ الفرس: كشفت قوائمَهُ بالسَّيْف، وفرس عَقِيرٌ معقورٌ وكذلك يُفْعَلُ بالنَّاقة فإذا سَقَطَتْ نَحَرَها مُسْتَمْكِنًا منها.

وكل عَقِيرِ مَعْقُور، وجمعه عَقُرْى، قال لبيد:

لما رأى لبد النسور تَطَيَرَتُ *** رَفَعَ القَوَادِمَ كالعَقِيرِ الأَعْزَلِ

ويَرُوْىَ: كالفقير الأعزَل، أي مَكْسُور الفِقَار، شَبَّهَ هذا النَّسْرَ القَشْعَمَ حين أراد أن يطير بالفرس المَعْقُورِ الماِئلِ.

وعَقَرْتُ ظَهْرَ الدَّابَّةِ إذا أَدْبَرْتُه، قال امرؤ القيس:

عَقَرْتَ بعيري يا امرأ القَيْسِ فانْزِلِ

وانْعَقَر واعْتَقَرَ ظَهْرُ الدَّابَّةِ بالسَّرْجِ، قال: وإن تحنى كل عود وانعَقَرْ والعُقْر مصدر العاقر، وهي التي لا تَحْمِلُ، يقال: امرأةٌ عَاقِرٌ وبها عُقْر، ونسْوَةٌ عَواقِرُ وعُقَّرُ.

وقد عَقَرَتْ تَعْقِر، (وعُقِرتْ) تُعْقَرُ أحسن لأنَّ ذلك شَيْءٌ يَنْزِل بها وليس من فعلِها بنفسها.

وفي الحديث: عُجْزٌ عُقرٌ.

والعُقْرُ: دِيَةُ فَرْجِ المرأةِ إذا غُصِبَتْ.

وبَيْضَةُ العُقْرِ: بَيْضَةُ الدِّيكِ تُنْسبُ إلى العُقْرِ لأن الجارية العَذْراء تُبْلَى بها فيُعْلمُ شأُنها فتُضْرَبُ بَيْضَةُ العُقْرِ مثلًا لكُلِّ شيء لا يُسَتطاعُ مَسُّهُ رخَاوَةً وضَعْفًا (ويضرب ذلك مثلًا للعَطِيَّة القليلة التَّي لا يَزيدُها مُعطيها بِبِر يتلوها) ويقال للرجُلِ الأبتر الذي لم يبق له ولَدٌ من بعده كَبَيْضَةِ العُقْرِ والعَقْر: قَصْر يكون مُعْتَمَدا لأهل القَرْيَةِ يَلْجَأُونَ إليه.

قال لبيد بن أبي ربيعة يصف ناقته:

كُعَقْرِ الهاجريِّ إذا آبتناه *** بأشباه حذين على مثال

يعني الجسمَ في عِظَمِ القَصْر والقَوَائِمِ والأساطين.

وعُقْر الدَّار مَحَلَّةٌ بينَ الدَّارِ والحَوْضِ كان هناك بناء أو لم يكن، قال أوس بن مغراء:

أزْمَانَ سُقْنَاهُمُ عن عُقِرِ دارهُمُ *** حتى استقروا وأدناهم بحوارنا

ويقال: وعُقْرُ الدَّار وعَقْر الدَّار بالَّرْفِع والنَّصْبِ.

وعُقْر الحَوض: مَوقِفُ الإبلِ إذا وَرَدَتْ.

قال امرؤ القيس واصفا صائدا حاذقا بالرمي يُصيبُ المقَاتِلِ:

فَرَماها في فرائِصِها *** من إزاءِ الحَوْضِ أو عقره

وقال:

بِأَعْقَارِه القِرْدَانُ هَزْلَى كأنّها *** بَوَادِرُ صِيصاء الهَبيدِ المُحَطَّم

يعني أعقار الحَوْضِ.

قال الخليل: سَمِعتُ أعرابيًا فصيحًا من أهْلِ الصَّمَّانِ يقول: كُلُّ فُرْجَةٍ تكُونُ بين شَيْئَيْنِ فهو عُقْرٌ وعَقْرٌ لغتان، وَوَضَع يَدَيه على قائمتي المائدة ونحن نتغدى فقال: ما بَيْنَهُمَا عُقْر.

والعَقْرُ: غَيْمٌ يَنْشَأُ من قِبل العَيْنِ فَيَغْشي عين الشَّمْسِ وما حَواليها، ويقال: بل يَنْشَأَ في عَرْض السَّماءِ ثمَّ يَقْصِدُ على حاله من غَيْر أن تُبْصِرَهُ إذا مَرَّ بك ولم تَسْمَع رعده من بعيدٍ.

قال حميد:

وإذا احْزَأَلَّتْ في المُناخِ رَأْيْتَها *** كالعَقْرِ أفردَها الغمامُ المُمْطِرُ

يصفُ الإبلَ.

والنَّخْلُةُ تُعْقَر: تقطع رءوسها فلا يَخُرجُ من ساقِها شَيْءٌ حتَّى تَيْبَسَ فذلك العَقْرُ، والنَّخْلَةُ عَقِرَةٌ وكذلك يكون في الطَّيْرِ فقد تَضْعُفُ قَوَادِمُها فتُصِيبُها آفة فلا ينبت ريشُها أبدًا.

يقال: طائرٌ عَقِرٌ وعَاقِرٌ.

والعَقارُ: ضَيعُة الرَّجُلِ، يُجْمَعُ عَقارات والعُقَارُ: الخَمْرُ التي لا تَلْبَثُ أنْ ُتْسْكِرَ.

والعِقارُ والمُعاقَرةُ: إدْمانُ شُربها، يقال: ما زالَ فلانٌ يعاقِرها حتى صَرَعَتْه، قال العجاج:

صَهْباءَ خُرْطُومًا عُقارًا قَرْقَفَا

وعَقْرَ الرَّجُلُ: بَقِي مُتَحَيِّرًا دَهِشًا من غَمٍّ أو شدَّة.

وعَقيرةُ الرَّجُلِ: صَوتُه إذا غَنَّى أو قَرَأ أو بكَى.

وعَقيرَتُه، ناقته.

وعَقيرتُه: ما عَقَرَ من صَيْدٍ.

ويقال امرأة عقرى حلقى:

توصَفُ بالخلاف والشُّؤم ويقال: عَقَرَها الله: أي عَقَرَ جَسَدَها وأصابها بوَجَع في حَلْقِها واشتقاقه من أنَّها تحِلق قَوْمَها وتَعْقِرُهمُ: أي تَسْتَأصِلُهُم من شُؤمِها عليهم.

ويُقالُ في الشَّتِيمَةِ: عَقْرًا له وجَدْعًا

العين-الخليل بن أحمد الفراهيدي-توفي: 170هـ/940م


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com